أعلن في تونس أمس الثلاثاء عن بدء احتفاليات ضخمة في الذكرى المئة لميلاد أبو القاسم الشابي أحد أبرز الشعراء في تاريخ تونس في واحة توزر مسقط رأسه. وتنطلق الاحتفالات أمس الثلاثاء بحيث توافق تاريخ ميلاد الشابي وستستمر نحو ثمانية أشهر لتختتم في التاسع من أكتوبر تاريخ وفاته. وأعطى وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي إشارة افتتاح الاحتفالات الثلاثاء قبل تدشين معرض حول الشابي يتضمن صورا نادرة للشاعر الراحل ومقتطفات من أشعاره وكتبا نقدية عن أعماله. ولد الشابي في 24 فبراير 1909 وتوفي في التاسع من أكتوبر عام 1934 وهو من رواد الشعر الحديث وشعر المقاومة في فترة الاحتلال الفرنسي لتونس. واشتهر الشابي الذي يلقب بشاعر تونس الخالد بقصائد عديدة أهمها "أغاني الحياة" و"إلى طغاة العالم" و"إرادة الحياة" التي قال فيها البيت الشهير "إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر". وقال وزير الثقافة في مؤتمر صحفي عقد في توزر وفق "ميدل ايست" "أن الشابي الذي يعد أحد رموز هذه المدرسة كان شاعرا مبدعا سطع نجمه في مرحلة مثلت منعطفا حاسما في تاريخ تونس حينما كانت قضايا الحرية والاستقلال أهم قضايا النخبة المثقفة فضلا عما تفرد به من خط شعري إنساني". وأصدرت مكاتب البريد في تونس الثلاثاء طابعا بريديا يحمل صورة الشابي. ولا تصدر تونس مثل هذه الطوابع البريدية إلا خلال الأحداث الهامة والكبرى. وسيتم على امتداد المهرجان عرض الانتاجات السمعية والبصرية التي أعدت حول الشابي من أفلام وأغان إضافة إلى حفلات فنية ومفاجآت أخرى يعلن عنها في حينها، حسبما قال المنظمون. وفي تعريفه للشعر يقول الشاعر الراحل أبو القاسم الشابي الملقب بشاعر الحرية والخلود "الشعر ما تسمعه وتبصره في ضجة الريح وهدير البحار وفي نسمة الورد الحائرة يدمدم فوقها النحل ويرفرف حولها الفراش وفي النغمة المرددة يرسلها الفضاء الفسيح". ومن قصيدته "النبي المجهول" نقرأ: أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّابا ًفأهوي على الجذوعِ بفأسي! ليتَني كنتُ كالسيّولِ، إذا ما سال َتتهدُّ القبورَ: رمْساً برمٍسِ! ليتَني كنتُ كالريّاح، فأطوي ورودُ الرَّبيع مِنْ كلِّ قنْس ليتني كنتُ كالشّتاء، أُغَشِّي كل ما أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي! ليتَ لي قوَّة َ العواصفِ، يا شعبي فأُلقي إليكَ ثَوْرة َ نفسي! ليت لي قوة َ الأعاصيرِ! إن ضجَّت ْفأدعوكَ للحياة ِ بنبسي! ليت لي قوة َ الأعاصيرِ..! لكْأنتَ حيٌّ، يقضي الحياة برمسِ..! أنتَ روحٌ غَبِيَّة ٌ، تكره النّور، وتقضي الدهور في ليل مَلْس.. كان يحب الطبيعة ويتغنى بها يقول: ليت لي أن أعيش في هذه الدنيا سعيدا بوحدتي وانفرادي أتغنى مع البلابل في الغاب وأصغي الى خرير الوادي قال حين فقد حبه الأول: بالأمس قد كانت حياتي كالسماء الباسمةْ واليوم قد أمست كأعماق الكهوف الواجمةْ قد كان لي ما بين أحلامي الجميلة جدول يجري به ماء المحبّة طاهراً يتسلسل جدول قد فجّرت ينبوعه في مهجي أجفان فاتنة أرتنيها الحياة لشقوتي أجفان فاتنة تراءت لي على فجر الشباب كعروسة من غانيات الشعر في شفق السحاب ثم اختفت خلف السماء وراء هاتيك الغيوم حيث العذارى الخالدات يمسن ما بين النجوم ثم اختفت أواه! طائرة بأجنحة المنون نحو السماء وها أنا في الأرض تمثال الشجون! وفي قصيدته الشهيرة يقول: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر ولا بدّ لليل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر ومن لم يُعانقه شوق الحياة تبخّر في جوّها واندثر فويلٌ لمن لم تشُقْه الحياة من صفعة العدم المنتصر كذلك قالت لي الكائنات وحدّثني روحها المستتر