تتويجا لظاهرة الاحتفاء بمئوية أبي القاسم الشابي تقيم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية موكبا يوم 7 يناير الجارى يتم خلاله تدشين مكتبة الشابي ببيت الشعر بالمدينة العتيقة. وسيتم في الاطار نفسه تكريم نخبة من الشخصيات الفكرية والأدبية التي قدمت جليل الخدمات للثقافة التونسية عامة والتي ساهمت في التعريف بتراث الشابي ودراسة اثره على وجه الخصوص. ووفق صحيفة "العرب اللندنية" أعدت الوزارة كتيبا يتضمن البرنامج المقترح تنظيمه بالمناسبة ويشتمل على التقرير النهائي لمئوية ميلاد أبي القاسم الشابي إلى جانب قائمة الكتب التي ألفها المحتفى به والإصدارات التي كتبت حوله. واشتهر الشابي الذي يلقب بشاعر تونس الخالد بقصائد عديدة أهمها "أغاني الحياة" و"إلى طغاة العالم" و"إرادة الحياة" التي قال فيها البيت الشهير "إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر". وفي تعريفه للشعر يقول الشاعر الراحل أبو القاسم الشابي الملقب بشاعر الحرية والخلود "الشعر ما تسمعه وتبصره في ضجة الريح وهدير البحار وفي نسمة الورد الحائرة يدمدم فوقها النحل ويرفرف حولها الفراش وفي النغمة المرددة يرسلها الفضاء الفسيح". ومن قصيدته "النبي المجهول" نقرأ: أيْها الشعبُ! ليتني كنتُ حطَّابا ًفأهوي على الجذوعِ بفأسي! ليتَني كنتُ كالسيّولِ، إذا ما سال َتتهدُّ القبورَ: رمْساً برمٍسِ! ليتَني كنتُ كالريّاح، فأطوي ورودُ الرَّبيع مِنْ كلِّ قنْس ليتني كنتُ كالشّتاء، أُغَشِّي كل ما أَذْبَلَ الخريفُ بقرسي! ليتَ لي قوَّة َ العواصفِ، يا شعبي فأُلقي إليكَ ثَوْرة َ نفسي! ليت لي قوة َ الأعاصيرِ! إن ضجَّت ْفأدعوكَ للحياة ِ بنبسي! ليت لي قوة َ الأعاصيرِ..! لكْأنتَ حيٌّ، يقضي الحياة برمسِ..! أنتَ روحٌ غَبِيَّة ٌ، تكره النّور، وتقضي الدهور في ليل مَلْس.