قال الشعر : " جئتُ من داخل الحزن ِ المتعمقُ فيك ألقي عليك بعض قصائد ٍ .. ثم أعود تركت بابكَ مفتوحاً فكلُ نبضاتك الآن عارية وأخشى أن تختلس الفرصة َ احدي نسائك وتكشف انك مجرد حزن ٍ في قناع انسان " * ثم قال : (1) قل للذين لا يعرفون الحب هو مفتاحٌ من روح فكيف تدخلُ انسانك من غير حب ؟ قل هو طفلٌ يطيّر حلماً ورقي كي يشغلَ السماء عن سحابات ٍ يدسها في جيبه يهديها للذين يستحقون السماء ويخطف لهم النور من الشمس * العاشقون دائماً أشرارٌ طيبون تضمهم مقاهي أطراف المدن ِ وشوارع ٌ تملك أمومة للليلِّ وأشجارٌ وحيدة ٌ تعبد ظلها الحنون ، فان العاشقين أناسٌ بحريون تاريخهم مرصع ٌ على ألواح ٍ بحرية شفافون من أصل الماء صنعتهم البحارُ كما الأمواج ِ و جروحُهم مدٌّ وجزر ، قل إن رمال َ الشواطئ قصصُ عشق والهواء قديسُ جنون .. * ألا تعلمون أن في السماء ِ نجمات ٌ يُسحرها في الأرض ِ قلوبُ العاشقين تمر الليلَّ ساهرة ً تتأمل ُ قلبَ فتاة ٍ لحظة عشق لو يخفق حين يحادثها سراً فتمد ُ النجماتُ يداً من نور هيهاتٌ . هيهات سكان السماوات ِ فالعشق أيضاً نور لا يمسّه إلا العاشقون .. (2) حين كان الحبُ طفلا ً يتيماً خلع الكونُ رداءه له فصار أكبر من كلِّ هذا الكون تزوج من شمسين أنجبت احداهما نوراً للعشق والاخري نوراً للفراق وابتدئ الزمان ُ فكلُ العاشقين مفارقون مخلدون جرت دماؤهم عشقا ً وافتراقا شفافة ٌ مثلهم فكان " الدمع ُ " * فقل للذين يقبضون على قلوبهم الحبُ ليس رجلا ً وامرأة وثالثهما الشيطانُ فلا يحيا بمال ٍ ولا شقة ٍ و لا جسد ْ أما رأيتم في زمنكم هذا عاشقين فقيرين يختلسان بضع َ دقائق من هواتفِ الآخرين يتلونَ فيها آيات ٍ للحب ِ دمعاً وافتراقا تقصُّ جروحهم ضفائرَ دنياهم فيصبحا أقربَ للموت ِ يلمحان مكاناً لهما بعده وموعداً . فلقاء َ * أما رأيتم كيف يمرقُ الحب ُ بين طرقات ٍ ضيقة ٍ لبيت يضع نظارة ً طيبة ً لأب ٍ هنا وحقيبة ً مدرسية لأخ ٍ صغير ٍ هناك ويملئ ُ الجدران بالذكريات يجعل أماً تحيك الحياة َبأبسط ِ تفاصيل وتفرط نبضَها على وجوههم ... اذ يقولُ أحدهم ( أحد العاشقين ) : " المصابيحُ المتروكة مشتعلة تقلق أبانا خمسون عاماً وهو يرشق الأحلام بالنور ينفق كلَّ عمره على فواتير الدهر ويدخرنى أنا وأخوتى حباً لما هو آت " (3) لأن الحبَ كان يتيماً فقل ليتامي القلوب ِ لو تقوّست مشاعرك حول قلبك في الدنيا مادة ً وهُجرانا فمن غير حب كيف تنام على حجر امك تطلق يدها فى جسدك كجناح ملائكة ٍ يخطفك من نفسك يسرقكَ من الدنيا لحظات ، لو تسبح فى حضن الحبِ الأم كسمكة ٍ فى عرض السماء تلمسُ قطيفة َ الأماني برفق تُغمض عينيكَ لتسع دقاتِ قلب تخرج مولوداً على حجر امك تملكُ مفتاحاً من روح و تدخل انسانكَ كطفل ٍ يُطير حلماً ورقي ... * يا أيتها الأحلامُ الورقية إنّا صنعناك ِ من لحم الزمان ِ ودم قصيدة ٍ علي ورقة ِ عشق ثم دفعناك ِ في الهواء لعبة ً تسبح فشققت ِ الروحَ دمعاً وافتراقا ومن شق ٍ إلي شق يتفارق العاشقون يُوصلوا الشيبَ بالشباب ِ فلا اتصال لروح ولا موتاً يفهمُ ما معني " شقُ روح " فكلُ العاشقين مفارقون مخلدون