فيينا: وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية قبل حوالي ثلاث سنوات متأثرة بالأحداث الدامية الجارية في ليبيا والمخاوف من انقطاع إمدادات النفط الليبي إلى الأسواق العالمية. ولم تستبعد مصادر في سكرتارية منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في فيينا وجود اتصالات غير رسمية تجري حاليا بين دول أوبك للنظر في إمكانية عقد اجتماع استثنائي للمنظمة بعد ان وصلت أسعار النفط إلى أرقام قياسية حيث بلغ خام برنت القياسي الأوروبي أكثر من 108 دولارات وتجاوزت سلة خامات أوبك معدل 100 دولار للبرميل. وأشارت المصادر لوكالة الأنباء الكويتية ،إلى ان لدى المنظمة آليات لعقد اجتماعات طارئة إذا ما دعت الحاجة لذلك من اجل مواجهة إي تقلبات في السوق النفطي واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن وجود إمدادات كافية من الخام في السوق العالمي. غير ان مصادر سكرتارية أوبك أكدت مجددا عدم وجود نقص في إمدادات النفط إلى العالم في الوقت الراهن مشددة على استعداد المنظمة لسد إي نقص في المعروض من الخام في السوق العالمي. وعزت الارتفاع الشديد في الأسعار إلى ما وصفته بالعوامل النفسية المرتبطة بالاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية ووصولها إلى دولة عربية غنية بالنفط يصل إنتاجها إلى 1.6 مليون برميل في اليوم. على صعيد متصل توقع خبيران نفطيان ان تقفز أسعار النفط إلى 150 دولارا للبرميل قبل حلول شهر يونيو المقبل الذي يعقد فيه اقرب اجتماع رسمي لأعضاء منظمة "أوبك". وأكد الخبيران النفطيان في لقاءين متفرقين مع وكالة الأنباء الكويتية ان الاضطرابات التي تشهدها دول عربية وشرق أوسطية عدة حاليا قد يتسع تأثيرها على الأسعار خصوصا ان الاضطرابات بدأت تصل إلى دول نفطية مؤثرة وأعضاء في منظمة "أوبك" ذاتها. وأوضحا ان أهم الدول التي أثرت على ارتفاع الأسعار في الوقت الحالي هي ليبيا التي تمتلك منفردة حوالي 2 % من انتاج النفط العالمي و3 % من الاحتياطات النفطية . وأضافا ان سقوط نظام الرئيس الليبي قد يعجل بارتفاع الأسعار لأرقام خيالية ، وقال الخبير النفطي الدكتور طلال البذالي ان تتابع الأحداث السياسية بصورة سريعة في المنطقة لعب دورا أساسيا في ارتفاع أسعار النفط بصورة "هستيرية" بعدما خلقت هذه الأحداث هلعا في السوق النفطية. وأضاف ان ما يزيد الوضع خطورة هو ان ليبيا تصدر نفطها إلى الدول الأوروبية القريبة منها كايطاليا وفرنسا والمانيا وهي دول صناعية في الأساس وإذا ما انقطعت الإمدادات النفطية عنها ستبحث وبشراسة عن بدائل. من جهته قال الخبير النفطي محمد الشطي ان معظم الصادرات الليبية يتم تصريفها في السوق الأوروبية مشيرا إلى ان غالبية الإنتاج الليبي من النفوط الخفيفة التي تلقى إقبالا من جانب المستهلكين مؤكدا ان المخاوف تنبع من تعثر تدفقات النفط بفعل زيادة الاضطرابات . وأشار الشطي إلى انه لا يوجد نقص في المعروض خلال الوقت الحالي وأن العرض والطلب في الأسواق العالمية متوازن وعليه فلا يوجد ما يدعو إلى القلق أو الخوف من نقص إمدادات النفط في ضوء الفائض لدى "أوبك".