سجلت أسعار النفط العالمية في تداولات نهاية الأسبوع الماضي انخفاضا ملحوظا حيث انخفض سعر برميل النفط الكويتي 1،29 دولار بنهاية الأسبوع حين وصل إلي 108،38 دولار. ورأي خبيران نفطيان كويتيان أن انخفاض سعر برميل النفط خلال الفترة القادمة ربما يكون "السمة السائدة" في التداولات علي المدي القصير نظرا إلي ارتفاع سعر صرف الدولار واستمرار أزمة الديون الأوروبية. وتوقعا في تصريحين منفصلين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن ينتهي العام الحالي وسعر النفط "ينحصر" بين 120 و 125 دولارا للبرميل وأن تزيد الأسعار مع بداية العام المقبل إذا ما استمرت الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والعوامل النفسية من توترات جديدة بين إيران ودول أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال الخبير النفطي الدكتور طلال البذالي إن السبب في الانخفاضات التي تحدث بين الحين والآخر في الفترة الحالية لأسعار النفط تكون بسبب أزمة الديون الأوروبية وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي. وأضاف أنه كان من المفترض أن تميل الأسعار أكثر من الانخفاض بسبب أزمة أمريكا الاقتصادية لكن كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أعلن فيها عددا من الإجراءات لتجاوز الأزمة كان لها مفعول السحر في تجاوز الكثير من تداعيات الأزمة الأمريكية. وأوضح أن أوروبا ليست كالولاياتالمتحدة والأزمات فيها تأثيرها قوي وممتد لفترة وأنه بالرغم من أن دول أوروبا تعمل تحت مظلة الاتحاد الأوروبي فإن القرارات تخرج من الاتحاد بعد دورة روتينية طويلة ويصبح هناك قلق من عدم توافق الرؤي. وشدد علي أن أوروبا تختلف عن أمريكا في سرعة اتخاذ القرارات حيث إن أمريكا تحدد قراراتها خلال جلسة أو اثنتين للكونجرس بينما تستغرق أوروبا الكثير من الوقت حتي تستقر علي قرار يرضي جميع دولها. وبين أن قوة الدولار وتحقيقه مكاسب في الفترة الأخيرة من شأنه أن يطمئن الدول المنتجة بأن العائدات النفطية ستكون مجزية أكثر وهو ما يخفف لضغط نحو ارتفاع الأسعار. وتوقع البندالي أن يستمر متوسط الأسعار الحالي بين 2 و 4 أسابيع مضيفا أن اجتماع وزراء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في ديسمبر المقبل سيكون له تداعيات كبيرة علي أسعار النفط العالمية وبين أنه لا يمكن توقع ما ستسفر عنه اجتماعات (أوبك) وما إذا كانت المنظمة الدولية ستتخذ قرارا بزيادة الإنتاج من عدمه مؤكدا أن هذه الأمور لا يمكن حسمها إلا قبل الاجتماع بساعات عندما يبدأ الوزراء المعنيون بإطلاق التصريحات وبالأخص وزير النفط السعودي نظرا إلي قوة المملكة داخل المنظمة وتأثيرها في اتخاذ القرار. كما توقع البذالي أن تنحصر أسعار النفط العالمية حتي نهاية العام بين 120 و125 دولارا للبرميل وأن تحل الأزمة الأوروبية قريبا وأن تساعد الولاياتالمتحدة في حل هذه الأزمة. من جهته أرجع الخبير النفطي محمد الشطي الانخفاض الأخير في أسعار النفط إلي ارتفاع سعر صرف الدولار وأزمة الديون الأوروبية وأيضا الأزمة الاقتصادية الأمريكية مشيرا إلي أن الانخفاض في الأسعار "لن يستمر ولن يكون بشكل كبير". وأوضح الشطي أن متوسط أسعار نفط خام الإشارة برنت للأيام العشرة الأولي من شهر سبتمبر الجاري وصل إلي 116 دولارا للبرميل مقابل 108 دولارات للبرميل لنفط خام دبي في إشارة إلي أن الفروقات ما بين أسعار نفطي الإشارة وصلت إلي 8 دولارات للرميل. وقال إن هناك عدة عوامل أسهمت بدعم أسعار النفط الخام خلال الفترة السابقة بينها توقعات بانخفاض مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة وموجة الأعاصير في الولاياتالمتحدة التي من الممكن أن تحدث اضطرابا خصوصا في المصافي والمنصات النفطية في خليج المكسيك. واستعرض من العوامل الأخري أيضا التفاؤل بشأن حزمة دعم جديد للاقتصاد الأمريكي وتوقعات بتباطؤ في عودة النفط الليبي إلي السوق النفطية وارتفاع الطلب علي النفط وكذلك استمرار بناء المخزون الاستراتيجي في الصين من النفط الخام. واعتبر أنه وسط المخاطر الاقتصادية السلبية فإن مراقبين يعتقدون بأن بعض بلدان منظمة (أوبك) مثل الكويت والسعودية والإمارات ربما تعود إلي مستويات الإنتاج التي كانت منتصف عام 2010 وذلك للحفاظ عي توازن السوق النفطية واسترداد أسعار النفط عند ال100 دولار لنفط الإشارة برنت.