قال خبراء نفطيون انه ليس مبرر واضح لارتفاع اسعار النفط خلال الاسبوعين الماضيين بما يزيد علي دولارين ونصف للبرميل متوقعين عدم استمرار ذلك الارتفاع واستقرار الاسعار بين 70 و80 دولارا علي المدي المتوسط. واوضح الخبراء في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) امس ان ما سجلته الاسعار من ارتفاع خلال هذه الايام لا يمكن اعتباره مؤشرا علي استمرار الاسعار في صعودها متوقعين مراوحتها بين 70 و 90 دولارا للبرميل. وقال الخبير الاقتصادي جاسم السعدون " انه في ظل الظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي لن تتدني الاسعار عن 70 دولارا ولن تتعدي حاجز ال 90 دولارا" مضيفا ان هذا التذبذب الحالي صعودا وهبوطا يكون بسبب تقارير يومية جديدة عن الاقتصاد العالمي لن يكون لها تأثير علي المدي المتوسط. واوضح السعدون ان التقارير المتخصصة التي تنشر عن اوضاع الكيانات الاقتصادية الكبيرة كالاقتصاد الامريكي والياباني والصيني والاوروبي هي التي تؤثر بشكل واضح في اسعار النفط العالمية. وذكر ان اسعار النفط في العالم ستظل في زيادة خلال الفترة المقبلة وربما تكسر حاجز ال80 دولارا لكنها باي حال لن تكسر حاجز ال90 دولارا مضيفا ان هذا التذبذب سيستمر حتي منتصف العام المقبل علي الاقل. من ناحيته لم ير الخبير النفطي عماد العتيقي مبررا لارتفاع اسعار النفط خلال الاسبوعين الاخيرين متوقعا عدم استمرار هذا الصعود علي المدي القصير لاسيما مع ارتفاع مخزون النفط الامريكي ووصوله لاعلي مستوي منذ عشر سنوات اضافة الي عدم وجود زيادة في الطلب العالمي علي النفط. وقال العتيقي ان التذبذب في الاسعار مستمر منذ نحو ستة اشهر وهو ما بين 70 و 80 دولارا للبرميل ويظل هذا الارتفاع الان امرا طبيعيا في اطار الحدود المتوقعة لاسيما مع استقرار الانتاج لمنظمة اوبك بمستوي 800ر28 مليون برميل يوميا في عام 2011. واوضح العتيقي ان النمو الحاصل في الصين كان نتيجة الانفاق الحكومي علي البنية التحتية والذي لايزال مستمرا حتي بعدما انخفض الطلب علي المنتجات الصينية في الاسواق العالمية متوقعا ان يتوقف هذا الانفاق عند زيادة الطلب علي هذه المنتجات . وعن المناخ واقتراب حلول فصل الشتاء واقتران ذلك بزيادة الطلب علي النفط قال ان للمناخ تاثيرا ملحوظا وبحسب شدة البرودة خلال الموسم ولكن حجم قساوة موسم البرودة المقبل في الوقت الحالي غير معروف مبينا ان التوقعات لن تكون دقيقة فيما يخص الاحوال الجوية. من جهته توقع الخبير النفطي هاني حسين ان تظل الاسعار متماسكة في الوقت الراهن وربما تظل قوية علي المستوي المتوسط ما لم يشهد الاقتصاد العالمي احداثا مفاجئة مشيرا الي ان توقعات البعض بان اسعار النفط ستشهد انخفاضا جديدا ليس لها اي ادلة تساندها. وبين حسين ان "اجتماع اوبك الذي سيعقد في اكتوبر المقبل لن يكون له تاثير علي الاسعار لكونه اجتماعا احتفاليا ولن يشهد قرارات مهمة ومؤثرة" مضيفا ان تاثير مخزون النفط العالمي علي اسعارالنفط العالمية هو تاثير محدود ووقتي . واشار الي وجود علاقة في ارتفاع الاسعار حاليا بما ينشر من تقارير ودراسات عن ارتفاع معدل النمو في الصين خلال العام الحالي مبينا ان تاثر الصين وهي ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم بعد الولاياتالمتحدة بالازمة الاقتصادية لم يكن بصورة كبيرة بل ان استهلاك الصين من النفظ في تزايد مستمر. وقال ان السبب الرئيسي لارتفاع اسعار النفط خلال الايام الماضية غير واضح مستدركا انه ربما يكون من اسباب هذا الارتفاع الاستعداد لاستقبال فصل الشتاء في دول النصف الشمالي من الكرة الارضية حيث يزيد استهلاك زيت التدفئة. وذكر ان تاثير "عامل المناخ" معروف علي اسعار النفط العالمية ولكنه يظل عاملا محدودا اذا لم يحدث انخفاض شديد في درجات الحرارة بخلاف المتوقع. يذكر ان اسعار النفط العالمية سجلت خلال النصف الاول من سبتمبر الجاري ارتفاعا ملحوظا حيث بلغ سعر برميل النفط الواحد لسلة اوبك في بداية هذا الشهر 49ر72 دولار للبرميل في حين وصل سعره الاثنين الماضي 06ر75 دولار.