أكد خبراء كويتيون ان المستويات التي وصلت اليها اسعار النفط والتي تخطت ال83 دولارا امس مؤقتة ولها اسبابها الموسمية، مؤكدين ان الوصول الي سقف ال100 بعيد جدا في الوقت الحالي. واوضحوا في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية "كونا" ان السعر المتوقع خلال الفترة المقبلة سيتراوح ما بين 70 و80 دولارا وقد يرتفع عن ذلك قليلا او ينخفض قليلا لكن هذا المستوي سيظل مسيطرا علي الاسعار بشكل كبير خصوصا، ان "اوبك" تري فيه سعرا عادلا للمستهلكين والمنتجين. قال طلال البذالي الخبير النفطي والدكتور في كلية الهندسة والبترول جامعة الكويت ان موجة البرد التي تضرب امريكا واوروبا حاليا والادعاءات الامريكية الاوروبية بتحسن الاقتصاد هما السببان الرئيسيان للارتفاع الحالي لاسعار النفط. واضاف ان المضاربة تلعب دورا مهما في هذا الاطار لان التوقعات تشير الي استمرار موجه البرد خلال يناير الحالي وفبراير المقبل وهو ما يجعل المضاربين يزيدون من عمليات الشراء بداية من الان لان اسعار النفط قد تتحرك قبل شهر او شهرين من وقوع الحدث وهي المدة الكافية لوصول النفط المشتري الي المستهلك. واستبعد ان يكون لتداعيات الحالة السياسية بين ايران والدول الغربية علي خلفية الملف النووي الايراني تأثير علي اسعار النفط. ومن ناحيته اكد موسي معرفي الخبير النفطي انه لا يوجد تفسير منطقي للارتفاع الحالي سوي موجة البرد في امريكا واوروبا، مؤكدا ان الارتفاع الحالي مؤقت ولا يمكن توقع استمراره فترة طويلة. واضاف معرفي ان هناك من يتوقع تراجع الاسعار عن مستوياتها الحالية بدرجة كبيرة بسبب وجود فائض في انتاج اوبك وارتفاع الانتاج العراقي بشكل لافت وزيادة انتاج روسيا ايضا وغيرها من الدول خارج اوبك. واستبعد حدوث تدهور في الاسعار متوقعا ان تبقي خلال عام 2010 في مستويات يصل متوسطها بنهاية العام الي 85 دولارا للبرميل وذلك علي ضوء المؤشرات الحالية عن مستويات النمو في الدول الكبري. اما خالد بودي العضو السابق في المجلس الاعلي للبترول فقال ان النفط يشهد حاليا فترة من القوة والاستقرار في الاسواق العالمية وذلك رغم ما مر به من خلال الفترة الماضية من احداث جعلت الاسعار تتراجع بشكل ربما لا يعبر عن واقع السوق. واضاف ان هذه الاحداث ارتبطت الي حد كبير باعلان العراق عن رغبته في الوصول الي مستويات 12 مليون برميل يوميا في غضون 7 أو 8 سنوات لكن الخبراء شككوا كثيرا في امكانية الوصول الي هذا المستوي في هذه الفترة الزمنية. واكد بودي ان النفط ثابت ومستقر خصوصا مع تحسن اوضاع الاقتصاد العالمي والذي بدا واضحا في تعافي البورصات العالمية في الوقت الحالي. واشار الي ان المؤشرات كلها تدل علي ارتفاع استهلاك النفط في السنوات المقبلة حتي السيارات الكهربائية التي اعلن عنها سابقا ثبت انها لن تؤثر كثيرا في استهلاك النفط، فلن تصل هذه النوعية من السيارات الا الي 10% من سوق السيارات في عام 2020. واوضح ان الخوف حاليا ليس من تراجع النفط بل من الارتفاع بشكل كبير ومبالغ فيه، لافتا الي ان الوضع الحالي للسوق يشير الي قوة وثبات النفط مستبعدا ان يكون هذا الارتفاع بسبب عامل البرد وحده.