وزراء منظمة أوبك خلال اجتماع الأمس قررت منظمة الدول المصدرة للبترول اوبك الابقاء علي مستوي الانتاج دون تغيير وشددت علي الالتزام بالحصص الانتاجية للدول الاعضاء . كما قررت عقد الاجتماع القادم في فيينا في 14 اكتوبر المقبل . وجاء قرار اوبك في ختام اجتماعها الوزاري رقم 156 في فيينا قبل قليل وشارك فيه محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة ممثلا لدولة الامارات. واكد الوزراء في تصريحات صحفية وهم يغادرون مقر المنظمة ان قرار اوبك بالابقاء علي المستوي الانتاجي المستهدف 24 مليونا و 845 الف برميل يوميا يأتي منسجما مع الاوضاع الراهنة في السوق البترولية العالمية ويعطي دعما للاقتصاد العالمي للتعافي من الازمة المالية العالمية وتأثيراتها علي مجمل الاقتصادات العالمية. وبشكل قرار اوبك امس بعدم تغيير مستوي الانتاج المستهدف للدول الاعضاء استمرارا لقرارات سابقة اتخذتها المنظمة العام الماضي. وقد عقدت اوبك في عام 2009 ثلاثة اجتماعات وزارية كان القرار فيها عدم تغيير سقف الانتاج. وكانت اوبك قد اقرت في الربع الاخير من عام 2008 مع استفحال الازمة المالية العالمية سلسلة من التخفيضات في الانتاج وصلت في مجموعها الي 425 الف برميل يوميا تحت ضغط تراجع الطلب العالمي علي النفط وتدني اسعار النفط الي مستويات قياسية. وقد تسببت الازمة المالية العالمية بتراجع اسعار النفط من مستوي 147 دولارا للبرميل في يوليو 2008 الي 34 دولارا في ديسمبر 2008. وتبدي دول اوبك ارتياحا لتحسن الاسعار وبلوغها حاليا مستوي يزيد عن 80 دولا را للبرميل. غير ان هذا السعر حسب الوزراء لا يعبر عن اساسيات السوق النفطي .. مؤكدين وجود فائض في امدادات النفط للسوق النفطية. وشدد الوزراء في تصريحاتهم علي ضرورة الالتزام في المرحلة اللاحقة بالحصص الانتاجية مع توقعات بتراجع الطلب علي النفط في الربع الثاني من العام لاسباب موسمية. وتراهن اوبك علي تعافي الاقتصاد العالمي وارتفاع الطلب العالمي علي النفط خلال العام الحالي ورفعت اوبك توقعاتها في الزيادة المتوقعة خلال عام 2010 من 810 الاف برميل يوميا الي حوالي 880 الف برميل يوميا ولفتت الي ان هذه الزيادة ستكون في معظمها من الدول الاسيوية وخصوصا الصين والهند مع بروز احصاءات علي انها ستحقق نموا مرتفعا قياسا بمعدل النمو في الاقتصاد العالمي. وتؤكد اوبك قدرتها علي توفير امدادات كافية من النفط في المستقبل في حال انتعاش الطلب العالمي .. وقالت ان لديها طاقة انتاجية تزيد عن مليوني برميل يوميا. وقررت اوبك عقد اجتماعها العادي ال 157 في ..... من سبتمبر المقبل في مقر المنظمة بفيينا كما ينتظر ان تعقد اجتماعا استثنائيا نهاية العام في الاكوادور التي ترأس المنظمة لهذا العام. وسيكون وضع لسوق النفطية العالمية موضع نقاش موسع بين دول اوبك والدول المنتجة الاخري في العالم من جهة وبين الدول المستهلكة الرئيسية للنفط في العالم في اجتماع يعقد في بداية الشهر القادم في المكسيك .. وذلك في اطار الحوار المستمر بين المنتجين والمستهلكين. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي ان وزراء أوبك متفقون علي عدم وجود حاجة لتغيير مستويات الانتاج المستهدفة خلال اجتماع المنظمة امس. كما قال النعيمي الذي تحدث قبل بداية الاجتماع مباشرة ان أوبك ليست في حاجة لاعادة النظر في حصص الانتاج المقررة لكل عضو بصورة منفردة علي الرغم من مطالبة بعض الاعضاء بذلك. وأضاف النعيمي أن الطلب علي النفط يشهد نموا بصورة أساسية في اسيا وأن المخزونات العالمية تراجعت بشكل ملموس. كما قال وزير النفط السعودي علي النعيمي امس ان الطلب العالمي علي النفط سينمو بنحو مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من العام. وأضاف أن السعودية تتوقع أن يصل انتاجها من النفط الي 8.1 مليون برميل يوميا في ابريل نيسان. ومن جهة اخري واصل النفط تسجيل مكاسب امس ليتجاوز مستوي 82 دولارا للبرميل ويصبح علي مسافة دولارين تقريبا من أعلي مستوياته هذا العام بينما وصف وزير النفط السعودي علي النعيمي أسعار النفط بانها "جميلة" خلال اجتماع أوبك الذي يعقد يوم الاربعاء في فيينا. وبحلول الساعة 0954 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر الخام الامريكي الخفيف تسليم ابريل نيسان 51 سنتا الي 82.21 دولار للبرميل بعدما جرت تسويته بارتفاع 1.90 دولار الي 81.70 دولار يوم الثلاثاء. كما صعد مزيج برنت خام القياس الاوروبي 55 سنتا الي 81.08 دولار للبرميل. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن الطلب العالمي علي النفط سينمو بنحو مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من العام وان وزراء أوبك متفقون علي عدم وجود حاجة لتغيير مستويات الانتاج المستهدفة. كما أكد محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة ان دولة الامارات ملتزمة بشكل كامل بحصتها الانتاجية المقررة لها في منظمة أوبك ..واصفا التزام الدول الأعضاء بشكل اجمالي بأنه " لايبعث علي الارتياح " . وقال في تصريح لوكالة أنباء الامارات " وام " قبيل بدء المؤتمر الوزاري ال 156 لمنظمة أوبك الذي بدأ أعمال امس في مقر المنظمة بفيينا ..ان مستوي الأسعار الآن جيد .. وأضاف " ما يهمنا هو استمرارية الأسعار عند مستوياتها الحالية لأن من شأن ذلك ان يساعد علي تعافي الاقتصاد العالمي " . ورأي الهاملي انه لا توجد حاجة لعقد مؤتمر استثنائي لمنظمة أوبك قبيل الاجتماع الوزاري القادم في سبتمبر المقبل اذا بقيت الأمور في السوق النفطية علي حالها . وحول عدم دعوة عدد من الدول المنتجة من خارج أوبك لحضور اجتماع امس كما جرت العادة في المرات السابقة .. قال " ان ذلك من شأن الأمين العام لمنظمة أوبك " . من ناحيته أكد شكري غانم وزير النفط الليبي في تصريح ل " وام " ان عدم الالتزام بالحصص الانتاجية من قبل دول أوبك يعتبر "مشكلة كبيرة" .. الا انه وصف التقارير التي تتحدث عن ان نسبة الالتزام بالحصص الانتاجية من قبل دول أوبك تبلغ 55 بالمائة فقط بأنها غير دقيقة ..وقال ان نسبة الالتزام في رأيه تصل الي 75 بالمائة ولكن المطلوب ان تكون النسبة قريبة من مائة بالمائة . وأكد ان القرار المتوقع ان يصدر عن أوبك امس بالابقاء علي مستويات الانتاج دون تغيير سيكون نتيجة عدم وضوح الوضع في السوق البترولية ..وقال ان مستويات الأسعار الحالية " 80 دولارا للبرميل " لا تعبر عن أساسيات السوق وانما تعود بشكل أساسي الي ضعف الدولار والمضاربة بالسوق البترولية. كما أعرب وزير النفط الكويتي الشيخ احمد العبدالله الأحمد الصباح عن توقعه بألا تلجأ منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) الي تعديل سقف انتاجها الحالي خلال اجتماع لوزراء المنظمة في فيينا امس. وقال الشيخ احمد العبدالله لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) قبيل بدء الاجتماع الوزاري ان أوضاع السوق الحالية تدعم الحفاظ علي مستويات انتاج اوبك البالغة 840ر24 مليون برميل يوميا مضيفا انه "لا يوجد في الوقت الراهن ما يبرر تغيير سقف الانتاج الحالي". وبدأ وزراء نفط أوبك اجتماعهم الوزاري في فيينا امس وسط اتفاق مبدئي بين الدول الأعضاء بالحفاظ علي الحصص الانتاجية الرسمية الحالية. وحول أبرز المسائل المطروحة خلال المؤتمر الوزاري العادي أشار وزير النفط الكويتي الي أنها تتضمنت حالة العرض والطلب في سوق النفط ومسألة التزام بعض الدول الأعضاء بالحصص الانتاجية المقررة لها لافتا الي أن بيانات وتقارير المنظمة الدورية لاحظت تراجع التزام بعض الدول بحصصها الانتاجية الي حدود 55 في المئة. ورأي أن استمرار حالة عدم الالتزام بالحصص المقررة من شأنه أن يؤدي الي زيادة الانتاج وبالتالي التأثير سلبا علي أسعار النفط داعيا الدول غير الملتزمة بحصصها المقررة الي ابداء مزيد من الالتزام حفاظا علي استقرار السوق النفطية وبقاء الأسعار في مستوياتها المقبولة والمعقولة للمنتجين والمستهلكين علي حد سواء. وردا علي سؤال حول تقييمه لمستوي الأسعار الحالية التي تتراوح ما بين 70 الي 80 دولارا للبرميل وصف مستوي الأسعار بأنه مقبول ومعقول اذا ما قورن بالأوضاع الاقتصادية. وحول ارتفاع المخزون ووصوله الي مستويات عالية رأي الشيخ أحمد العبدالله أن هذه المسالة بحاجة الي بعض الوقت لحين امتصاص هذا الفائض من الانتاج في السوق اضافة الي أن نمو الاقتصاد العالمي الذي يشهد طفرة ايجابية من شأنه زيادة الطلب علي الخام في المستقبل. وحول الحوار القائم بين المنتجين والمستهلكين أكد أهمية هذا الحوار في دعم الاستقرار في السوق النفطية مشيرا في هذا الصدد الي أن دولة الكويت ستشارك نهاية الشهر الجاري بوفد رفيع المستوي اضافة الي متخصصين في الشؤون النفطية والبترولية في مؤتمر (كانكون) في المكسيك الذي سيكرس لدعم هذا الحوار وستكون لدولة الكويت ورقة رئيسية في هذا الاجتماع.