محيط: يبدو أن أسواق السلع الأولية وفي مقدمتها السوق البترولي قد دخلت مرحلة جديدة من الانخفاضات تعكس مخاطر الكساد العالمي، وذلك بعد هبوط سعر النفط الخام في بورصة البترول الدولية بلندن عن مستوى ال40 دولارا لبرميل لأول مرة منذ يناير عام 2005. فقد سجل سعر خام برنت في آخر تعاملات الأسبوع تراجعا بنحو 6 % أو 2.54 دولار ليبلغ 39.74 دولار. وقد واصل سعر النفط الخام الأمريكي في بورصة نيويورك للسلع تراجعه لليوم السادس مسجلا أكبر انخفاض أسبوعي منذ حرب الخليج عام 1991 وذلك وسط توقعات بحدوث انكماش ملحوظ في مستويات الطلب على الطاقة بالولاياتالمتحدة بعد البيانات التي أظهرت إقدام أصحاب العمل على خفض الوظائف خلال شهر نوفمبر وذلك وفق أسرع معدل منذ عام 1974. وأشار تقرير أوردته شبكة بلومبرج الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلى أن سعر النفط الخام الأمريكي قد تراجع بنحو 25 % وذلك خلال الفترة منذ 28 نوفمبر الماضي وذلك مع تصاعد حدة الكساد الاقتصادي على مستوى كل من الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان. وقد سجل سعر الخام الأمريكي في آخر تعاملات الأسبوع 40.81 دولار بانخفاض قدره 2.86 دولارا أو 6.5 % ليعد ذلك أدنى مستوى للخام منذ 10 ديسمبر 2004. وأشار تقرير لصحيفة "فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الإلكتروني إلى أن سعر خام برنت قد تراجع بنحو 25.7 % خلال الأسبوع الأخير. وتأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه مؤسسة ميريل لينش من احتمالات هبوط أسعار النفط الخام عن مستوى ال 25 دولارا للبرميل إذ ما امتدت عدوى الكساد الاقتصادي إلى الصين التي تعد ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم. وعلى صعيد متصل أوضح وزير الطاقة والمناجم الجزائرى رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" شكيب خليل أن هناك مجموعة من العوامل تتحكم فى أى قرار تتخذه المنظمة بشأن تخفيض الانتاج فى اجتماعها القادم بمدينة وهران الجزائرية فى السابع عشر من ديسمبر الحالى. وأفاد فى تصريحات للتليفزيون الجزائري نقلتها وكالة الأنباء السعودية أن تلك العوامل تتعلق بالعرض والطلب ودرجة التزام الدول الاعضاء بالحصص المحددة إلى جانب العامل السيكولوجي السائد في سوق النفط والمتمثل في توقعات المراقبين لمستوى الخفض. وتوقع شكيب تراجع الطلب في الثلثين الأولين من 2009 بحوالي 200 ألف برميل يوميا مقارنة بالثلثين الأخيران من هذه السنة. وأكد أنه في حال بقاء الأسعار في المستوى المنخفض المسجل حاليا فإن الأوبك ستتخذ قرارا قويا بخفض الانتاج أما في حال انتعاش سعر برميل النفط إلى أكثر من 60 دولار فمن الممكن إلا يكون قرار خفص الانتاج قويا. وخلص إلى أن الوصول إلى استقرار في السوق النفطي العالمي قد يكون خلال الربع الثالث من سنة 2009 وهذا في حال انتعاش النمو الاقتصادى العالمي مجددا. وكانت دول اوبك قد اتخذت في اجتماعها الاخير في فيينا قرارا بخفض الانتاج 1.5 مليون برميل يوميا بدءا من مطلع شهر نوفمبر الماضي ليصل إلى 27.3 مليون برميل لمواجهة الانخفاضات الحادة في أسعار النفط منذ أغسطس الماضي. وتخشى أوبك من تدهور الأسعار نظرا لاحتمالات تدني الطلب العالمي خلال العام المقبل حيث تشير تقارير وبيانات المنظمة بان الطلب على الخام سيشهد مزيدا من التراجع.