حالة من الترقب الشديد تسود مستثمرو البورصة المصرية في أداء جلسة تداول اليوم الأربعاء بعد مظاهرات "يوم الغضب" التي طالب فيها آلاف المصريين بتحسين الأوضاع وشهدت مصر منذ صباح أمس الثلاثاء اشتباكات واسعة بين قوات الأمن والمحتجين في عدة مدن مصرية سقط فيها أربعة قتلى وعشرات المصابين. وتكتسب أحداث أمس قوة غير مسبوقة منذ تولي مبارك السلطة عام 1981 بسبب الأعداد الكبيرة وتنسيق الاحتجاجات في العديد من المدن بطريقة لم يسبق لها مثيل. ويسود جو من الترقب الحذر بين المستثمرين في البورصة المصرية اليوم خاصة بعد الهبوط الحاد الذي شهدته السوق الأسبوع الماضي وسط مخاوف من امتداد الاضطرابات السياسية إلى مصر بعد الإطاحة بالرئيس التونسي. وقال حسام أبو شملة رئيس قسم البحوث بشركة العروبة للسمسرة في الأوراق المالية "أنصح المتعاملين اليوم بترقب الموقف والاحتفاظ بأسهمهم وعدم البيع أو الشراء بناء على أحداث أمس". وكان أمس عطلة عامة بمناسبة عيد الشرطة الذي تغلق فيه الأسواق في مصر. وقال وائل عنبة العضو المنتدب لشركة الأوائل لإدارة المحافظ المالية "من يتخذ قرارا بالبيع أو الشراء اليوم فهو مخطئ. من يملك سهما أو يريد شراء أسهم جديدة عليه بالترقب والانتظار لجلسة الغد (الخميس) وليس اليوم." وأبدى أبو شملة تخوفه من "استغلال المتعاملين الأجانب للموقف مرة أخرى فيقوموا بعمليات بيع هجومية في بداية جلسة اليوم وينساق وراءهم المصريون ثم يعودوا للشراء في نهاية الجلسة وتحقيق مكاسب على حساب صغار المصريين الذين ينساقون وراءهم دائما". وقام المتعاملون الأجانب بعمليات بيع مكثفة بالبورصة المصرية خلال تداولات الأسبوع الماضي بقيمة بلغت أكثر من 500 مليون جنيه(86.1 مليون دولار) كصافي بيع بينما بلغ صافي تعاملاتهم منذ بداية العام الجاري أكثر من 250 مليون جنيه مبيعات. وفقد المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية .EGX30 نحو سبعة بالمائة في الأسبوع الماضي مقابل 11 بالمائة للمؤشر الثانوي .EGX70 بعد مبيعات الأجانب التي تبعها مبيعات مكثفة من صغار المتعاملون بالسوق. ويتفق عنبة مع أبو شملة في تخوفه من تكرار سيناريو الأجانب بالسوق. ويقول "لا نعرف في الأساس هل الذي يبيع ويظهر بتعاملات البورصة كأجنبي ...هل هو أجنبي فعلا ؟ أم مصري ... بيانات البورصة عاجزة عن تحديد من هو المستثمر الأجنبي". وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار "الفترة الماضية شهدت نشاطا كبيرا لتعاملات الأجانب ولكن بالبيع. إلا أن الأجانب عادة يتعاملون من منطلق خطة استثمارية واضحة ولا يتأثرون كثيرا بالأحداث على خلاف المصريين الذين يتعاملون بمنطق مندفع ويتعاملون كتابع لتعاملات الأجانب بدون مقاييس واضحة". وتوقع عادل استمرار تعاملات الأجانب في اتجاهها الشرائي خلال الفترة القادمة. وقال "الأوضاع في السوق ترتبط وتبني على استراتيجيات ممتدة للاستثمارات وليس على أحداث فردية طارئة." ويقول عنبة "بالتأكيد أحداث أمس سيكون لها تأثير على جلسة اليوم ولكنه سيكون وقتيا وغير قوي. الأحداث كان ممهدا لها من قبل". وقال المحلل نبيل عبد الفتاح إن ما حدث أمس تحذير مهم للنظام. وأضاف أنها امتداد للإحباط المكبوت والاحتجاجات المستمرة وأن الأمر الجديد أيضا انه توجد أجيال جديدة تستخدم أدوات جديدة. ويرى عبد الفتاح أن الاحتجاج قد يكتسب قوة دفع ما لم تتحرك الدولة سريعا للتعامل مع مطالب الإصلاح. وقال أحمد شلبي مسئول الاستثمار بشركة القاهرة للاستثمارات المالية" أتوقع هبوط السوق اليوم. لابد أن يتخيل المستثمر الأسوأ. الاستثمار بمصر أصبح به مخاطرة. لابد من إعادة التقييم مرة أخرى. الأسهم أسعارها غالية الآن وفقا للمخاطرة الموجودة. تكلفة الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والسياسي أصبحت باهظة". ولكن عادل استبعد تأثر السوق كثيرا بأحداث أمس وقال "مطالب المتظاهرين هي مطالب اقتصادية (القضاء على البطالة ورفع الحد الأدنى للإجور) ولا تمس الوضع السياسي المستقر والمستثمرين تعودوا على هذه التحركات." وجرى تسجيل مطالب المحتجين المصريين أمس على موقع فيسبوك وتوزيعها في ميدان التحرير في قصاصات من الورق قبل تدخل الشرطة. وتشمل هذه المطالب دعوة مبارك للتنحي واستقالة رئيس الوزراء أحمد نظيف وحل البرلمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية. علما بان قيمة الدولار تعادل 5.81 جنيه مصري.