كشفت استطلاعات الرأي ان المحافظين في الحزب الديموقراطي الليبرالي اليميني فاز باغلبية مريحة في الانتخابات التشريعية اليوم الاحد في اليابان، ليعود الى الحكم بعد غياب دام ثلاث سنوات. وقالت شبكة ان اتش كي الاخبارية ان استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع تشير الى فوز حزب المحافظين بما بين 275 الى 310 مقاعد في مجلس النواب مقابل بين 55 و77 مقعدا للحزب الديموقراطي الذي يترأسه يوشيهيكو نودا. وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها في الساعة 07,00 (22,00 تغ السبت) كما افاد مسؤولون عن تنظيم الانتخابات. ويفترض ان يبدأ فرز الاصوات عند اغلاقها في الساعة 20,00 في حين بدأت القنوات التلفزيونية اعلان نتائج استطلاعات آراء الناخبين لدى الخروج من مراكز الاقتراع. وتشير استطلاعات الرأي التي اجريت في الاسابيع الاخيرة الى ان الحزب الديموقراطي الياباني (يسار الوسط) الذي يتزعمه رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا سيواجه هزيمة قاسية في الاقتراع. وسيعاقب الحزب من قبل الناخبين الذين خاب املهم بسبب وعوده الكثيرة التي قطعها ولم ينفذ معظمها واصبحوا ينظرون باعجاب الى المحافظين في الحزب الليبرالي الديموقراطي بقيادة شينزو ابي. وشينزو ابي معروف بانه من "الصقور" في السياسة الخارجية. وقد شغل منصب رئيس الحكومة لفترة قصيرة في 2006 و2007. وخلال حملته، اكد ابي انه لا يعد بما لا يمكنه تنفيذه فعليا وخصوصا في المجال الاقتصادي بينما تواجه اليابان انكماشا مع ارتفاع سعر الين والانكماش الاقتصادي العالمي. لكن يبدو ان الانتخابات تجري بلا حماس. فحوالى الساعة 15,00 )5,00 تغ) لم تتجاوز نسبة المشاركة ال27,40 بالمئة اي بتراجع 7,79 نقطة عما كانت عليه في الاقتراع السابق، حسب ارقام الحكومة. ودعي اكثر من مئة مليون ياباني لانتخاب نوابهم البالغ عددهم 480 والذين سيختارون بدورهم رئيس وزراء لهذا البلد الذي يرتفع متوسط عمر سكانه باطراد والذي يعتبر قوة اقتصادية عظمى لكنه يشهد انكماشا. وتعاني اليابان ايضا من عجز دبلوماسي في مواجهة العملاق الصيني المجاور الذي تجري محاولات لاستمالته لكنه يثير خشية على الساحة الدولية. ولم يحتج الحزب الديموقراطي الياباني (يسار الوسط) لاكثر من دورة تشريعية لينهار في انظار الذين انتخبوه قبل ثلاثة اعوام واعطوه 308 مقاعد في مجلس النواب. وتناسى الحزب الدين الهائل الذي يتجاوز مئتين في المئة من اجمالي الناتج الداخلي وقطع وعودا سخية من ضمان مجانية التعليم لطلاب المرحلة الثانوية وتقديم تعويضات عائلية وخفض الضرائب للشركات الصغيرة والمتوسطة والامتناع عن زيادة رسوم الاستهلاك. وفي احد مراكز الاقتراع في طوكيو، قال يويشي اونو الذي يبلغ من العمر 82 عاما "لست متفقا مع الحزب الليبرالي الديموقراطي اطلاقا لكنه حزب صاحب تجربة على الاقل". من جهتها، رأت شونيشي كاواساكي (68 عاما) وهي سيدة متقاعدة ان "الحزب الليبرالي الديموقراطي مستقر وهذا امر جيد لليابان. لكن شينزو ابي مفرط في يمينيته لذلك لا اشعر بالاطمئنان". ويتنافس في الانتخابات 12 حزبا وخصوصا تشكيلات جديدة ما يعقد خيار الناخبين الذين كان ربعهم ما زال مترددا قبل فتح مراكز لاقتراع. وبمعزل عن الدين الهائل البالغ اكثر من 200 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي، انتخب الحزب الديموقراطي على اساس وعود سخية من مجانية التعليم لتلاميذ المدارس وتعويضات عائلية وخفض الضرائب للشركات الصغيرة والمتوسطة وعدم زيادة الضريبة على المواد الاستهلاكية والغاء رسوم الطرق. وسقط معظم هذه الوعود ليواجه الحزب الذي مني بهزيمة كبيرة في انتخابات مجلس الشيوخ في 2010، الواقع المرير للاقتصاد الدولي الذي يواجه انكماشا. وبدلا من "الخبز والالعاب" لم يعد لليابانيين الحق سوى في "عرق الجبين والدموع"، وهذا ما اضطر رئيس الوزراء المنتهية ولايته يوشيهيكو نودا الى "تقديم اعتذاراته للشعب" مؤخرا على امل الحصول على فرصة ثانية. وقد اختار الحزب رئيسا جديدا هو رئيس الوزراء الاسبق شينزو ابي احد صقوره، وخصوصا في السياسة الخارجية ليحل محل نودا. ومع ان معظم استطلاعات الرأي تتوقع فوزه، سيرث الحزب الليبرالي الديموقراطي بلدا لا يثق بنفسه وحتى في حالة تراجع، وساحة سياسية في اوج تقلباتها. فاليابانيون وخصوصا الشباب منهم، ملوا على ما يبدو من الاحزاب التقليدية وخصوصا بسبب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها وادت كارثة فوكوشيما الى تفاقمها، معتبرين ان هذه الاحزاب لم تعد قادرة على وقف التقهقر البطىء للبلاد التي يقول ما بين 35 و40 بالمئة من اهلها انهم لم يعودوا قادرين على العيش فيها. وفي بلد ما زال مصدوما بكارثة فوكوشيما، اصبحت المسألة النووية موضوعا انتخابيا يثير الانقسام. فقد وعد الحزب الديموقراطي بوقف استخدام الطاقة النووية نهائيا خلال ثلاثين عاما لكنه ابقى على الغموض بشأن وسائل تحقيق ذلك. اما الحزب الليبرالي القريب من اوساط الاعمال فيقول انه يجب تحديد مهلة ثلاث سنوات للتفكير في هذه المسألة. وعلى كل حال واي يكن الفائز في الانتخابات سيجد امامه تحديثات دبلوماسية كبيرة تتعلق خصوصا بالعلاقات مع الدولتين الجارتين كوريا الجنوبية والصين و"ادارة" التصرفات المفاجئة لكوريا الشمالية ثم اعادة التوازن الى العلاقة مع الحليف الاميركي الذي لا غنى عنه. وقد دعت الصحف الحكومية الصينية الناخبين اليابانيين الى عدم التصويت للمتشددين. ونصحت وكالة الصين الجديدة في تعليق الفائز في الانتخابات ايا يكن "باتباع سياسة خارجية بشكل براغماتي وعلى الامد البعيد" ما يسمح لليابان "بتهدئة العلاقات المتوترة مع جاراتها".