وجبة الفول المدمس هى الأكلة الشعبية عندنا فى مصر , اى أنها هى الوجبة التى يعتمد عليها غالبية شعب مصر من البسطاء ويحبها وياكلها الجميع سواء كانوا أغنياء ام غير ذلك , مثقفين أم غير ذلك , تلك الوجبة التى أصبحت علامة لنا فى الخارج لدرجة أن أى مغترب يبحث فى غربته عن تلك الوجبة لتذكّره بوطنه مصر , لكن هل الفول المدمس مفيدان من الناحية الغذائية ام لا ؟ بالطبع تمتلىء تلك الوجبة بالكثير من الفوائد الغذائية والتى تفيد الجسم البشرى فهى مليئة بالبروتين والعناصر الأخرى اللازمة لبناء وحماية الجسم , بالطبع توجد أطعمة أخرى أغلى سعراً تحتوى على البروتين كاللحوم والألبان , لكن يبقى الفول المدمس ملاذاً ميسوراًً وغنياً بالمواد الغذائية مما يعطيه الشعبية الغذائية عند عامة المصريين. ولكن يبقى تساؤل خاص بطعم وجبة الفول المدمس وهل هى وجبة شهية الطعم ام لا ؟
بالطبع تتميز وجبة الفول المدمس بأنها وجبة شهية الطعم خاصة مع التحابيش التى تضاف لها والتى يتفنن ويبرع فيها المصريون.
لكن هناك فئات من المصريين والذين ما إن رأوا ان الفول المدمس قد أصبح وجبة شعبية أى يأكلها ويحبها الجميع حتى بدأوا فى إبداء كراهتهم لتلك الوجبة وبداوا فى إطلاق النكات والسخرية من تلك الوجبة ومن الذين يحبونها ويعتمدون عليها فى غذائهم وذلك لأسباب عديدة. فهناك فئة تهاجم وجبة الفول المدمس كرهاً وبغضاً فى المصريين العباقرة والذين وجدوا الحل السحرى لحل مشاكلهم الغذائية فى وجبة مفيدة غذائياً وشهية طعماً وميسورة الوجود , فعز ذلك على تلك الفئة الحاقدة فأرادت ان تهاجم تلك الوجبة بإطلاق بعض المقولات حول الفول المدمس بانه طعام غير آدمى وأن الشعب المصرى يستحق وجبة أفضل والمشكلة انه لايقول ما هى تلك الوجبة الأفضل ويقنع المصريين بها كما إقتنعوا بالفول المدمس ,بل يكتفى بالسخرية من تلك الوجبة والتسفيه فيها هى ومن يأكلها, فتلك الفئة هى الفئة المغرضة والتى تختفى خلف قناع النصح والإرشاد لتوهمنا انها تحمل لنا الخير بينما هى لا تبغى لنا سوى الشر .
وهناك من يهاجم تلك الوجبة الرائعة لا لشىء سوى ان غالبية البسطاء يأكلون تلك الوجبة ونسوأ انه ليس البسطاء فقط هم من يأكلون تلك الوجبة ويعشقونها , بل الشعب المصرى كله , وهيأت لهم انفسهم انهم بهجومهم على تلك الوجبة بسبب أن البسطاء يحبونها فهم بذلك يعطون لأنفسهم مزية كبرى وهو أنهم اعلى من تلك الطبقة وأنهم يعتمدون فى غذائهم على وجبات أخرى يرونها هم انها افضل من الفول المدمس , بإختصار هم يريدون ان يدّعوا أنهم نخبة مميزة فى غذائها فبدأوا فى مهاجمة الفول المدمس لأن غالبية بسطاء شعب مصر يحبها , ونسوا أن غالبية الشعب يحب تلك الوجبة لأنها وجبة مميزة فى فائدتها الغذائية وفى طعمها الشهى , إذن هى حالة من الكبر والتعالى تعيشها تلك الفئة والتى تتأفف من وجبة الفول المدمس والتى يحبها البسطاء , وتنسى تلك الفئة المتعالية ان هنك أسباباً موضوعية هى ما جعلت المصريين يجتمعون على حب تلك الوجبة, وكان هجومها فقط لإثبات أنهم من طبقة أعلى رغم أن كل الطبقات تحب تلك الوجبة .
وهناك الفئة الثالثة والتى تهاجم تلك الوجبة مجاملة للفئتين السابقتين وتلك الفئة تهاجم فقط لكى نظل نقنعها بأنهم على خطأ ولكنهم لا يقتنعون حتى نظل نجادلهم أكثر فيسدّون نقصاً كبيراً فى نفوسهم المريضة بتطبيق المقولة الخالدة (خالف تُعرف) .
بالطبع هناك فئة أخرى رابعة غير مقتنعة بوجبة الفول المدمس ولها أسبابها المنطقية والموضوعية , وتلك الفئة تتميز بأنها مقتنعة بما تريده دون أن تهاجم إختيارات وإرادة غالبية الشعب المصرى , لذلك فإن غالبية الشعب المصرى تحترم تلك الفئة رغم إختلافهما فى الإختيارات فهى تدرك جيداً أن تلك الفئة سوف تتقبل ذلك الإختلاف بموضوعية وبصدر رحب على عكس االفئات الثلاث الأخرى والتى لن تتقبل ذلك الخلاف لأسباب لا تمت للموضوعية بصلة , وفى النهاية سيبقى الفول المدمس وجبة يحبها المصريون , وليعلم الجميع أن الشعب المصرى يعلم جيداً بذكائه الفطرى من معه ومن عليه .