السحور فى الهواء الطلق.. هو إحدى العادات المحببة التى يحرص عليها معظم المصريين فى رمضان خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة الأمر الذى يدفع بعض الأسر للسحور يوميا خارج المنزل حتى لو على عربية فول أو فى المحلات والمطاعم التى تفترش الكراسى على الرصيف والترابيزات فغالبا ما يتم تدبيس الزبون بكلمة «اتفضل يا باشا. طلبك عندنا» ويقع الزبون تحت قائمة الإحراج بالدفع أفضل من المجادلة مع صاحب المحل والذى يرد عليه قائلا: « ده موسم وكل سنة وأنت طيب». يأتى الشباب على القائمة الأكثر تواجدا وإقبالا على السحور خارج المنزل فى رمضان فيقول محمود رشدى كلية تجارة أفضل النزول مع أصحابى للسحور خارج البيت لأنه بيكون جو تانى وبحس فعلا رمضان لما بنخرج مع بعض بالليل علشان نتسحر. والمطاعم بتكون مستعدة بشكل ذكى بتوفير كل الوجبات، ولكن وجبة السحور بتكون مختلفة دايما ومتنوعة لأنه بيدرس الزبون عايز إيه خاصة بعد إضافة جزء خاص بالحلويات الشرقية من كنافة وقطايف لكن أسعارها مبالغ فيها. اتفضل يا باشا أما محمد سامى طالب فيقول وهو مبتسم: أصحاب المحلات بيتفننوا فى الضحك على الزبون وده بدليل «اتفضل يا باشا» وهى أول كلمة بسمعها بمجرد ما أقرب من أى مطعم أو حتى عربية فول وفى ثانية وبدون تفكير تنزل الطلبات وأدبس فى الحساب وطبعا بادفع وللأسف فرغم ذلك لا أشعر بالسحور إلا فى الشارع وسط الزحمة والناس والكل مستنى آذان الفجر. سحور على النت يتحدث تامر صبرى طالب بالأكاديمية البحرية عن خداعه بإعلانات النت قائلا: اقترحت أنا وأصحابى نتسحر من خلال الإعلانات على النت لبعض المحلات والمطاعم بالحصول على وجبة سحور رائعة وبسعر مغرى وعندما جئنا وجدنا أنه فعلا سحور رائع، ولكن السعر غير مغر بالمرة ودفعنا دم قلبنا لكن القعدة والناس وجو المكان تخليك تقعد وتطلب وتدفع الحساب وأنت بتقول المهم اللمة ورمضان مش كل يوم. فى انتظار ترابيزة فاضية كريم صلاح مهندس كمبيوتر يتعجب من هذا الزحام وقت السحور على الرغم من ارتفاع الأسعار فيقول المحلات أسعارها غالية مع إن كل محل قدامه أكثر من عشرين ترابيزة فى الشارع وعلى الرصيف، فمثلا دفعت أنا وصاحبى 50 جنيه فى السحور وده أقل حاجة، ورغم ذلك المكان زحمة موت، خاصة بعد الساعة 12 لدرجة إن فى ناس بتنتظر لما تربيزة تفضى وكمان مفيش مكان لركنة العربيات من شدة الزحمة. اختفاء قائمة الأسعار يتساءل أحمد محمود - شاب صيدلى - عن قائمة الأسعار التى تختفى فى رمضان فالأنواع كثيرة، لكن سعرها غير معروف فمبجرد دخول المحل تجد من ينزل بالسلطات والعيش والمخللات ثم يسألك عن طلبك كنوع من الإحراج وطبعا صعب الاعتراض ولم يعطك حتى الفرصة للتفكير ويعرض عليك أشهر أطباق السحور « الكينج» وهو عبارة عن فول بالبيض والسوسيس والطماطم وتنتهى الوجبة بطلب الحساب الذى تفاجأ بأن طبق السلطة فقط ب 6 جنيهات. أما عن أصحاب محلات ومطاعم «النجمة الواحدة» والتى ترفع شعار إحنا فى خدمة الزبون مادام وقت الحساب مضمون. عن أنهم أقل أسعارا من المحلات الكبرى والخيم الرمضانية رغم أن المضمون واحد وهو طبق الفول باعتباره الطبق الرئيسى الذى يتفنن فيه حتى يجد إقبالا من مختلف الأذواق ومعظم المترددين على المكان من العائلات والأسر التى ترحب كثيرا بالجلوس على الترابيزات فى الشارع أكثر من داخل المحل. ترابيزات فى الشارع بناء على طلب الزبون يتحدث محمود مرزوق صاحب مطعم بوسط البلد بأننا نوفر للزبون وجبة سحور متكاملة وعلى رأسها الأكلات الشعبية التى نحرص على التجديد فى إعدادها وتنويعها. فقبل السحور بثلاث ساعات نبدأ فى رص الكراسى والترابيزات خارج المحل على الرصيف وفى الشارع إللى بيكون مفتوح طول اليوم ولكن مع بداية السحور الحركة بتقل والناس بتفضل القعدة فى الشارع عن جوه المحل. فول إسكندرانى بالسلطة وفى أحد المحلات الأخرى الشهيرة بالفول والفلافل بوسط البلد يتحدث أحد العاملين بها بأننا لم نجد وقتا للحديث ولم نسمع غير صراخ الزباين باستعجال نزول الطلبات فمن الساعة 12 وحتى الفجر لم نتوقف عن العمل وتجهيز الطلبات وجميعنا نتسابق فى المحل لتلبية طلبات الزبائن قبل انطلاق آذان الفجر.. أما عن أشهر أطباق السحور فهو فول إسكندرانى بالسلطة والذى يطلبه الزباين بالاسم. أما عن حى السيدة زينب بجوه الرمضانى المميز فنجح أصحاب المطاعم بشكل زكى فى استغلال هذا المناخ الروحانى، خاصة وقت السحور بتشغيل أغانى رمضان وتواشيح لكبار المنشدين والخدمة السريعة. وكان منها أحد المطاعم الشهيرة على امتداد شارع بورسعيد حيث تتواجد أكثر من 40 تربيزة خارج المحل. كراسى بلاستيكية وترابيزات مفروشة والجميع على استعداد لتنفيذ الطلبات بسرعة كبيرة والتى تختلف من لحوم وفول وفلافل وسلطات بمختلف أنواعها ولكن كانت أشهر الأطباق فول بالحمس وسعره 7 جنيهات إضافة إلى أطباق مفتكسة مثل تحابيش ووصاية والمسحراتى الذى يتكون من فول بالبيض وعليه قطع سجق وسعره 10 جنيهات. « بارك» عربيات الفول « كل مكان وله زبونه».. بهذه العبارة نجد عالماً آخر من محبى الالتفاف حول عربيات الفول المدمس التى تنتشر فى الشوارع والأماكن العامة خاصة فى رمضان تلبية لطلب زبائن كثيرين عادة ما يتجمهرون حول بائع الفول عقب صلاة التراويح. وحتى أوقات متأخرة من الليل. وطبعا لا يجد مانعا فى إحاطة العربة بالكراسى والترابيزات الخشبية التى أصبحت مثل « بارك» لعربة الفول. وهنا يتحدث عم أحمد صاحب أشهر عربيات الفول فى شبرا بأن الفول المدمس هو الوجبة المفضلة للسحور عند غالبية المصريين لأنها رخيصة، إلى جانب فوائده الصحية، كما أنه يقلل الشعور بالعطش والجوع فى ساعات الصيام، وبيسموه فى الأحياء الشعبية ب « مسمار البطن» ورغم ذلك فعشق الفول فى وجبة السحور لا يقتصر على الفقراء فقط، وإنما يشاركهم فى هذا الميسورون أيضا، حيث وجود باعة الفول أيضا فى الأحياء الراقية كالمهندسين ومصر الجديدة ومدينة نصر وهذا طبعا فى رمضان فقط. وبيع الفول المدمس مهنة بسيطة لا تحتاج شهادات أو مهارات المهم رأس المال اللازم للبداية وهو قليل مقارنة بمهن أخرى، وبصراحة فى رمضان فيه حالة تسامح من الأجهزة الرقابية تجاه الباعة الجائلين منذ قيام ثورة 25 يناير والتى زادت مع حلول شهر رمضان. سحور ب 7 جنيه يا بلاش وعلى إحدى عربات الفول الشهيرة بشارع السد بحى السيدة زينب يقول صاحبها نحن نبدأ شغل من الساعة عشرة مساء حتى الفجر ونبدأ بنصب الترابيزات قدام العربية وبيكون فى كل أنواع الأكلات الشعبية فول وبيض وطعمية وبطاطس وباذنجان، لكن أشهر الأطباق إللى بيقدمها طبق الفول بالزيت الحار وطبعا الزبون هو إللى بيحدد طلباته والأسعار معروفة وتبدأ من 7 جنيه للفرد وهى أكيد أرخص من المطاعم علشان كده معظم زباينا من الناس متوسطة. عربية فول محروس بالسيدة والتى عليها زحام كبير والتى يؤكد صاحبها أن هذا من بركة «الست» والصنعة المعروفين بها وكمان أسعارنا بسيطة وتناسب كل الناس إللى بتبدأ من خمسة جنيه للفرد بتقديم طبق فول وقرصين طعمية وباذنجان والزبون بيكون مبسوط وأنا كمان كسبان وربنا بيبارك وفى كتير من عربيات الفول الصغيرة وبيكون نشاطها فى رمضان فقط وبتكون موجودة فى أركان العمارات وعلى رصيف الشارع أو بالقرب من الميادين العامة لتبدأ مهمتها فى تزويد المصريين يوميا بوجبة السحور. ورغم بساطة هذا المشروع فإنه فى أحيان يصبح « وش السعد» لصاحبه. أما صابر عبد المنعم صاحب عربية كبدة وسجق بباب اللوق فيقول أحيانا الناس بتزهق من الفول كل يوم فى السحور فييجوا يتسحروا سندويشات كبدة ومخ مع فلفل أخضر وطماطم وعندى زباين كتير خاصة من أصحاب الورش والمحلات والصنايعية وساندويتش الكبدة ب 2 جنيه والسجق ب 3 ودى مش أول مرة أبيع فيها فى رمضان لكن كل سنة بأقف فى نفس المكان والناس عرفانى بأبو أحمد كبدة. وجبة السحور الرخيصة المطلب الشعبى فى رضمان لذلك يرى البعض أن السحور فى الشارع على عربية الفول لا يختلف كثيرا عن سحور مطاعم خمس نجوم سعيد عبدالله - مدرس يقول أن تقف على عربة فول قبل الفجر بنصف ساعة وتطلب طبق فول وسلطة وبيض مسلوق وبعدين تأخذ كمالة وتبقى تمام ولما تسأله الحساب كام يقولك 5 جنيه وتدفع وأنت مبسوط لأن الأكل طعمه حلو ورخيص عن أى مطعم. سندويتشات على الرصيف يشتكى خالد عبد الهادى موظف من الحر وقال إنه « طفشنا» من البيوت علشان كده بنتسحر بره البيت على أى عربية فول فى الشارع بدل المحلات لأنها غالية علينا ودايما زحمة وآخر مرة ملقتش ترابيزة جوه المحل فقلنا نجيب سندويتشات وناكلها على الرصيف المقابل له. محيى شريف: اتعودنا فى رمضان نتسحر على عربيات الفول لإنه طعمه حلو وكمان سعره قليل أما المحلات فأسعارها غالية قوى علينا مع إنه غى الآخر كله فول وبالعكس الفول على العربية له طعم تانى أحسن من المطعم، وخاصة لما يزود « الدقة» كمان عربيات الفول بتكون دايما فى أماكن قريبة منها جناين أو رصيف عليه كراسى المهم القعدة بتكون حلوة وفى الآخر بادفع 3 جنيه. أما سيد غريب الذى يخرج يوميا هو وأسرته المكونة من ثلاثة أفراد للسحور خارج البيت فيقول.. أحلى حاجة فى رمضان السنة دى إنى مفيش دلوعتى إمتحانات أو مدارس تفسد فرحة رمضان لأن رمضان جماله فى اللمة والخروج من غير مدارس ولا دروس، لكن طبعا فى ميزانية مخصوصة لذلك والتى تناسب ما ندفعه على عربية الفول فى السحور وطبعا الفطار ممنوع خارج البيت لأن تكلفته عالية وسيكلفنا الكثير لذلك بنخرج بعد الفطرا حوالى الساعة 12 ونتوجه إلى عربية فول لعى أول الشارع وقدامها فى جنينة ونجيلة والناس كلها بتاخد السندويتشات وتقعد فى الجنينة فمنها فسحة وسحور غير مكلف وبنسهر فيها لحد الفجر. وفى تقرير شعبة الغلاء بالغرفة التجارية بالقاهرة أن متوسط استهلاك المصريين من الفول قرابة 300 ألف طن فى السنة منها 70 ألف طن فى شهر رمضان وحده