أبناء سيناء: الإرهاب أوقف الحياة وشهدائنا مع الشرطة والجيش طهروها بدمائهم    4 أيام متواصلة.. موعد إجازة شم النسيم وعيد العمال للقطاعين العام والخاص والبنوك    بعد ارتفاعها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2024 وغرامات التأخير    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 3 مايو 2024 في البنوك بعد تثبيت سعر الفائدة الأمريكي    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    إسرائيل تؤكد مقتل أحد الرهائن المحتجزين في غزة    فلسطين.. وصول إصابات إلى مستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال منزل بحي تل السلطان    إبراهيم سعيد يهاجم عبد الله السعيد: نسي الكورة ووجوده زي عدمه في الزمالك    أحمد شوبير منفعلا: «اللي بيحصل مع الأهلي شيء عجيب ومريب»    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    جمال علام يكشف حقيقة الخلافات مع علاء نبيل    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    فوز مثير لفيورنتينا على كلوب بروج في نصف نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان فى حتتنا !
نشر في بوابة الشباب يوم 12 - 08 - 2011

كل سنة وانتم طيبون .. مرت أول أيام وليالي شهر رمضان المبارك سريعاً ، شهر كريم فى أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار بإذن الله, أيام نتمنى ألا تغادر نسمات بركاتها حياتنا.. ولو أدركنا مابها لعشنا العمر كله ندعو بالعيش فى رمضان بلا انقطاع .
وبعيداً عن خريطة مسلسلات رمضان وقائمة مشتريات الياميش والفوانيس والزينة .. هناك طقوس خاصة لشهر رمضان عند المصريين معظمها مرتبط بالروحانيات وعادات وتقاليد, مظاهر نبدأ مع صوت المسحراتى ليعلن بداية صوم يوم جديد مروراً بالصلاة فى المساجد والتراحم والتكافل من خلال موائد الرحمن.. بل وحتى التفاصيل البسيطة مثل طبق الفول ودورات كرة القدم وسهرات المقاهى وصاجات الكعك فى العشر الأواخر.. كلها لها طعم مختلف رغم أنها موجودة طوال العام, وفى التحقيق التالى أطلق مجموعة من زملائنا أقلامهم لينقلوا لنا أهم ملامح الحياة فى رمضان كما عاشوها خلال الأيام الماضية من خلال الأحياء التى يعيشون فيها.
مدينة نصر !
طول عمري أحتفل بشهر رمضان في مدينة نصر بحكم ان بابا وماما يعيشان هناك لكن رمضان شكله اختلف لما اتجوزت وعشت في أكتوبر , فرمضان هناك يكون مقصورا علي منطقة الحصري حيث يوجد فيها مسجد الحصري الذي صليت فيه صلاة التراويح واستمتعت بجد وطبعا الراجل بتاع الفول لكني هقولكوا انا ليه بحب شهر رمضان اكتر في زهراء مدينة نصر أولا : لأن ماما هي التي تجهز الافطار الذي يكون عبارة عن المحمر والمشمر اما السلطة فهي تخصص بابا لانه الوحيد الذي يعملها صح وده طبعا اهم حاجة علي عكس حرب الهكسوس اللي بعملها كل يوم في مطبخ اكتوبر وتاني حاجة اني استطيع ان اقرأ القرآن قبل الفطار لاني مابعرفش امسك المصحف من بنتي نهائيا وكمان حاجة مهمة اني بحاول امسك نفسي وأردد اللهم اني صائمة لكن في اكتوبر بزعق علي طول ، ومع أذان العشاء كل بنات العمارة بيتصلوا ببعض علي الانتركوم علشان نتجمع في مدخل العمارة علشان نروح نصلي التراويح مع بعض في مسجد الزهراء في المرحلة الثانية امام المحكمة العسكرية حيث يكون الإمام هو الشيخ محمد اسماعيل البحيري الذي يتميز بحلاوة صوت غير طبيعية تجذبنا لصلاة القيام معه بجانب الدروس التي نسمعها كل يوم هذا غير اللمة ساعة الافطار وياسلام علي ليلة 27 رمضان التي نتجمع فيها عند واحدة من بنات الجيران ونقسم أجزاء القرآن علينا لغاية مانقرأ القرآن كله ثم ندعو دعاء ختم القرآن وكتير كنت انا واخواتي بنخرج نتمشي في شارع عباس العقاد ونصلي التراويح لما نروح وطبعا ما بننساش ناكل الكنافة اللي بنشتريها من الدمياطي وطبعا مانقدرش ننسي نجيب الفول من عند مطعم في الحي العاشر اسمه فلفول اما عصير التمر هندي فانصحك ألا تشربه إلا من عند التوحيد ملك المانجو والكوكتيل .
شيرين أبو شعيشع
المعادي !
بلا روح أو طعم أو رائحة باختصار .. هذا هو شكل شهر رمضان في حي المعادي ، أقصي احتفال يمكن أن يحدث بالشهر الكريم في الحي الهادئ هو أن يشترك سكان كل عمارة ويشتروا فانوسا كبيرا ويعلقونه علي مدخل العمارة أو تقوم كل أسرة بشراء فانوس زجاجي ملون متوسط الحجم يتم تعليقه في شرفة المنزل .
أما المعادي القديمة فمعظمها عبارة عن فيلات بعض أصحابها أجانب ، أما عن مأكولات رمضان من الحلويات مثل الكنافة والقطايف والبسبوسة فلا تجدها تباع إلا في محلات الحلويات الكبري في شارع 9 والمشروبات مثل العرقسوس والتمر هندي والسوبيا والمخللات فلا تجدها إلا في ' السوبر ماركت ' أو يعطي سكان كل عمارة لحارس العمارة فلوسا ويذهب الي أقرب سوق شعبي للمعادي وهو سوق السد العالي ويحضر المأكولات والمشروبات التي يتميز بها الشهر الكريم .
ويظل النهار طوال رمضان في المعادي لا تشعر فيه ببهجة وفرحة هذا الشهر إلا مع أذان المغرب ويزداد الشعور بهذا الشهر مع أذان العشاء حيث تتجمع كل أسرة وتذهب لتؤدي صلاة العشاء جماعة في المسجد وبعدها تصلي التراويح والشيء الوحيد الذي يميز المعادي عن أي منطقة أخري في رمضان أنه في صلاة العشاء والتراويح يكون هناك عدد من المساجد الكبري يفضل أهل المعادي أداء الصلاة فيها علي الزوايا الصغيرة فتجد صداقات تتم في المسجد بين الشباب , ويمكن أن يكون شابان يسكنان في شارع واحد ولايعرفان بعضهما ويتعرفان في رمضان في المسجد ومن أكثر المساجد شهرة في المعادي مسجد الريان بشارع 77 ومسجد الفائزين بتقسيم اللاسلكي ومسجد نادي المعادي والذي تقتصر فيه الصلاة علي أعضاء النادي .
وبعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح تذهب الأسر الأعضاء في نادي المعادي الي الخيمة الرمضانية التي يقيمها النادي أما الشباب فيتجمعون في شارع النصر أشهر شوارع المعادي وتأتي شهرته بسبب ' الكافيهات ' الكثيرة والخيام الرمضانية التي تقيمها خلال شهر رمضان .
أما الشعور ببهجة رمضان ومشاهدة الاحتفالات الشعبية به فكنت أشعر بها عند جدتي في ميدان العباسية فهناك كل الناس تعرف بعضها وتجد قبل الإفطار مشهدا مختلفا تماما عن المعادي فالشباب في الشارع يلعبون الكرة والأطفال يقفون عند محلات ' الطرشي ' لشراء مايستطيعون قبل أذان المغرب وبعد تناول الإفطار وأذان العشاء يذهب الجميع الي مسجد النور لاداء صلاة التراويح وبعد الانتهاء من التراويح تجد كل المقاهي قد ازدحمت بالرجال والشباب ويظلون حتي الواحدة بعد منتصف الليل يلعبون الطاولة والأطفال أمام منازلهم يلعبون ' بالبمب ' والصواريخ وقبل كل ذلك فانوس رمضان الذي يجب أن يكون مع كل طفل هناك .
محمد المراكبي
شارع السد !
استعيد ذكريات طفولتي في اثناء صعودي الي منزلي قبل أذان المغرب بالطابق الخامس ورائحة الملوخية تفوح في كل الشقق ، وكنت علي قناعة بارتباط الملوخية بشهر رمضان وانه لابد من الافطار علي الخشاف والملوخية واصبحت الملوخية شيئا مقدسا منذ طفولتي . وامام المنزل اتذكر محل السوبيا التي كنت احرص علي تناولها منه بعد جولة لشراء طعام السحور والزبادي وارتبط مشروب ' السوبيا ' ارتباطا وثيقا بشهر رمضان المبارك حتي اصبح المشروب المفضل علي المائدة الرمضانية واصبحت له شهرة واسعة ، وعلي جانبي شارع السد بالسيدة زينب والشوارع المحيطة به ينتشر بائعو فوانيس رمضان و يذكرني الفانوس ابو شمعة بوالدي رحمه الله - حين كان يحضر فوانيس رمضان لي ولاخوتي و ما زلت حتي الان احتفظ بأحد هذه الفوانيس .
ومن اسباب سعادتي التي لاتوصف بهذا الشهر الكريم هو التواصل مع الاهل والتقرب الي الله سبحانه وتعالي بالصلاة والصوم وقراءة القرآن والاستمتاع به , ولا تخلو المائدة الرمضانية من كنافة عرفة الكنفاني حيث انه أشهر كنفاني ويأتي اليه الناس من كل الانحاء لشراء الكنافة حيث يرتبط بها الغني والفقير .
بسمة عامر
الحسين ووسط البلد !
حي الحسين .. هذا المكان الروحاني الذي يأتي إليه كل الناس من كل المحافظات في رمضان وغيره من محبي ومريدي آل البيت سر ارتياد هذا المكان انه يحمل الكثير من ذكريات رمضان الذي لم نعشه نحن الشباب بل كنا نسمع عنه من خلال روايات نجيب محفوظ وكأنك ركبت آلة الزمن وعدت بالحياة إلي رمضان فبعد أن تصلي ركعتين وتفطر في أحد مطاعم الحسين وتمر بالخان وتشتري عطور وبخور الحسين . ولا يستقيم أن تذهب للحسين بدون أن تمر علي الفيشاوي وتشرب الشاي بالنعناع وتسمع لمصطفي أشهر عازف عود في الفيشاوي ويقول ضياء الفيشاوي صاحب أقدم وأشهر قهوة تراثية في الشرق الأوسط إن عمر هذا المقهي أكثر من 310 اعوام لأن تأسيسه تم عام 1701 وهو المقهي الذي جلس فيه كبار كتاب وأدباء مصر واستلهم منها نجيب محفوظ الثلاثية الشهيرة ومعظم أمراء العرب والفنانين عندما يأتون إلي الحسين لابد أن يجلسوا في الفيشاوي لأن به روح مصر القديمة ورائحة التاريخ وعلي كراسي المقهي توجد ذكريات مع كبار الفنانين ومنهم سامية جمال ورشدي أباظة وصلاح السعدني و فاروق الفيشاوي وكثير من النجوم الشباب وأكثر ما يميز القعدة هنا أنها طبيعية وأن الواحد هنا ينسي هموم الدنيا ويقعد قعدة حلوة بدون تكلف أو هموم ' وبعدها ترجع تتسحر الفول وتسمع التواشيح والأناشيد الدينية من مشايخ المحافظات وحلقات الذكر التي لن تجدها بصورتها التقليدية إلا في مساجد آل البيت .
ومع أحد أصحاب بازارات الحسين الشهيرة تكلمنا مع حسن السويفي الذي يقول : رغم أن الثورة أوقفتنا عن العمل عدة شهور وجعلت هذه المنطقة شبه ميتة إلا أن رمضان سوف يحيي الحسين مرة أخري خاصة وأن شهر رمضان يجتذب عددا كبيرا من محبي الحسين , ورمضان بالنسبة لنا موسم لأن أحباء الحسين يأتون من كل مكان من داخل وخارج مصر , والأجانب يعرفون كيف يستمتعون أكثر من المصريين ولكن الشباب في الفترة الأخيرة أصبحوا الزبون الأول للحسين وليس السائحين .
أما رمضان في وسط البلد فله جو وطعم وطبيعة هذا المكان تفرض عليك طقوسا خاصة جدا مختلفة عن أي مكان في مصر لأنك باختصار تعيشه في الشارع معظم الوقت والفرجة أمام المحلات وعلي الكافيهات , قبل الافطار يكون الحال كأي يوم عادي فالموظفون في رحلة العودة والمواصلات زحمة والشوارع مرتبكة والصوت الوحيد الذي تسمعه هو صوت الكلاكسات , وتبدأ المحلات في تجهيز واستقبال الزبائن وتحتل الرصيف بفرد الترابيزات الخاصة بكل محل خارجها والتي تمتد إلي نصف الشارع لتزيد من الشلل المروري والنفسي عند الناس وتجدها مكتظة عن آخرها بالصائمين قبل موعد الافطار بساعة علي الأقل متأهبين لرحلة ' الدفس ' اللاشعوري والمستمر حتي السحور ورغم أن الشوارع المزدحمة علي أخرها والتي لا تستوعب حتي السائرين إلا أنك بقدرة ربنا تلاقيها فجأة انفضت عمن فيها وتبص يمين وشمال ماتلاقيش حد في الشارع عدا الناس المتراصة علي الترابيزات وبمجرد سماع الآذان تجد أجراسا موسيقية من الملاعق والشوق في الأطباق ولكنه أفضل وقت ممكن تمشي فيه في الشارع أو ما يسمونه في السينما golden time وبعد الانتهاء من الأكل تجد الناس تبدأ رحلة الزحف نحو محلات الآيس كريم التي تشتهر بها منطقة وسط البلد والذي بتناوله تحصل علي صك أنك أصبحت من رواد هذه المنطقة وتبدأ رحلة الهضم بمشاهدة المحلات .
وبعد رحلة المشي التي ربما تستمر لساعتين تبدأ تفكر تقعد ترتاح شوية وتشرب حاجة خفيفة كده ع السريع وتبدأ تختار ممكن تقعد فين فالبعض يفضل كافيهات شارع عماد الدين وممراتها التي تخلو من السيارات خاصة أنها تحتوي علي عدد كبير من دور السينما والتي قد يفضل البعض مشاهدة أحد أفلامها وبينما قد يفضل البعض الآخر الجلوس علي كافيهات شارع البورصة لما تتميز به من هدوء فضلا عن كونها أكثر رقيا والتي تفضلها أغلب العائلات خاصة أنها قريبة من شارع قصر النيل الذي يمتلئ بمحلات الملابس خاصة للسيدات .
مروة عصام الدين
عابدين !
تتفوق المناطق الشعبية علي المناطق الراقية في شهر رمضان في كل شيء في مظاهر الاحتفال في استقبال الناس لهذا الشهر الكريم , وفي عابدين بداية الاحتفال بشهر رمضان تبدأ قبلها بأسبوعين ..حيث تبدأ المحلات في إقامة الشوادر التي تبيع أغراض شهر رمضان من مكسرات و ياميش و بلح و قمر الدين و طبعا فوانيس رمضان و بالرغم من أن هذا الوقت دائما مشهور بزحمة الأسر التي تنزل لشراء متطلبات رمضان الا انها توصف ' بالزحمة الجميلة ' ونظرا لقرب منطقة عابدين من السيدة زينب و باب الخلق نجد ان معظم الناس يفضلون شراء الفوانيس منها وفي عابدين قبل رمضان بيوم نجد الشوارع الجانبية و الحارات تتنافس في تزيين الشوارع بزينة رمضان التي تكون عادة من ورق جلاد الكراسات او من الورق المفضض و الذهبي و يبدأ الأطفال في جمع الفلوس من البيوت لعمل أنوار رمضان التي تكون عادة صفا طويلا من بداية الشارع و الحارة الي آخره و تفتح البيوت ابوابها لتعليق الأنوار بالبلكونات , ومع أول أيام رمضان تمتلئ الشوارع الرئيسية في عابدين كشارع التحرير و شارع محمد محمود بالعديد من موائد الرحمن التي تستقبل الصائمين طوال شهر رمضان والتي تتميز رغم بساطتها بالإقبال الكبير عليها و مازال يتمسك كثير من سكان منطقة عابدين بالعديد من العادات و اهمها تبادل الوجبات بين الأسر في البيت الواحد و هناك رواية شهيرة يعلمها سكان أهل عابدين جيدا و هي أنه في زمن الخديو اسماعيل و تحديدا في رمضان كان يرسل بالعديد من صواني الطعام لجيرانه في عابدين و بشكل شخصي اول يوم افطار ليس له طعم الا مع العائلة علي المائدة التي عادة تحوي المحمر و المشمر و طرشي عم ' سعد ' الذي يأتيه الكثيرون من أرقي مناطق مصر لشراء الطرشي وبعد الافطار يبدأ كل منا في النزول بعد العشاء كل في طريقه وليل رمضان في عابدين مبهج بأنواره و المساجد التي تستقبل مئات المصلين و من أهم هذه المساجد مسجد السنية المشهور بالتراويح الطويلة و التهجد و الاعتكاف و علي الجانب الآخر نجد المقاهي ممتلئة بالساهرين الذين عادة ينشغلون بمشاهدة المسلسلات التي غالبا نشاهد حلقاتها المعادة بعد عودتنا من صلاة التراويح و يستمر رمضان ببهجته طوال ايام الشهر في عابدين حتي يأتي منتصف الشهر فنري مشاهد صاجات الكعك المنزلي ' رايحة جاية ' علي الأفران في مشهد لن تراه الا في المناطق الشعبية التي يحرص أهلها علي احياء هذه العادة الي أن يأتي يوم الرؤية التي ينتظره الناس علي أعصابهم ليبدأوا في تنظيف الشقق و النزول لشراء ملابس العيد و هذه هي أبرز المشاهد التي يمكن أن تروها في أجمل مكان في مصربالنسبة لي ' عابدين '.
شيماء ممدوح
شارع الهرم !
الناس فاكرة ان شارع الهرم كله كازينوهات او كباريهات وديسكوهات لكن هذا غير صحيح بالمرة بحلول الشهر الكريم الاهالي تبدأ في تجهيز نفسها استعدادا لاستقباله روحيا وماديا ولان شارع الهرم شارع اقتصادي لعمل معظم سكانه في التجارة والسياحة فابناؤه ورثوا هذه الطبيعة و اعتادوا أن يتخذوا من تزيين الشوارع سبوبة ينتظرونها من عام لآخر وبالرغم من ان كل ام وست بيت تكون حريصة علي تركيب الفانوس او الزينة في بلكونتها . وطبعا يتردد في ذهنك تساؤل ' وهل الكباريهات الارض اتشقت وبلعتها يعني ' والاجابة : لا هي موجودة بالفعل ولكنها تكون مغلقة للتحسينات حيث ان الهدوء يعم علي شارع الهرم الرئيسي وتختفي الاضواء واصوات الموسيقي ويقرر اصحاب الكازينوهات ان يقوموا باعمال الصيانة المؤجلة لديها في هذا الشهر إلا قلة من هذه المحلات تحاول ان تعوض الخسارة بتغيير نشاطها الي الخيام الرمضانية وذلك تحايلا علي القانون الذي ينص علي غلق الملاهي الليلية في المناسبات الدينية ولكن هذا العام الوضع مختلف لان الملاهي الليلية في شارع الهرم معظمها تحطم وحرق ايام الثورة وكثير منها مغلق للتحسينات لذلك فاهالي المنطقة لن يشعروا بفارق كبير . وانا كمواطنة نوبية اعيش في القاهرة حالي كحال كثير من النوبيين المهجرين الذين يلتزمون بعاداتهم وتقاليدهم حتي ولو في اخر الدنيا ورمضان داخل بيتنا مختلف تماما عن اي بيت مصري اخر حيث لنا طقوس نوبية مختلفة لها مذاق وشكل خاص فعندنا طاولة الطعام ترص مرتين الاولي قبل الاذان وتكون مليئة باشكال والوان من المشروبات اللذيذة مثل التمر هندي والكركديه والمشروب النوبي الرائع ' الابريه ' وبعد صلاة المغرب ترص طاولة اخري للطعام ولابد ان تحتوي علي اي صنف من الطعام النوبي اللذيذ مثل أكلة ' الجاكوت ' و ' الكابض ' و ' المديد ' .
مي عبدالله
أسوان طوخ !
جو رمضان يختلف من منطقة لأخري في مصر .. وأنا عشت هذا الجو في محافظتين مختلفتين .. فعشت حوالي سبع سنوات في أسوان قبل أن أنتقل إلي القليوبية .. وفي كل محافظة رمضان له طعم ولون مختلف .
ففي أسوان ممنوع الخروج في نهار رمضان رغما عن الجميع نظرا للحر الشديد هناك لذلك ففي النهار يكون هناك هدوء شديد في الشوارع اللهم إلا من يذهب أو يعود من عمله وبعد العصر تبدأ الحركة تزيد والإقبال يصبح شديدا علي ( عم أبو حجاج ) نجم المنطقة التي كنت أسكن فيها وهو كان في الستينيات من عمره وكان لديه محل بقالة ويبيع كل حاجة فالخبز كان يشتريه من الفرن ويبيعه عنده بنفس السعر وأحلي مخلل كان من عنده ولم يكن هناك غيره تقريبا يبيع الكنافة وفوق كل ذلك كان هو الإمام في صلاة التراويح كما كانت هناك مائدة رحمن بجانب محطة القطار لأي أحد مسافر وكان يشرف عليها عم أبو حجاج أيضا أما بعد الإفطار وصلاة التراويح فالمشهد في الشارع يكون مختلفا تماما فنجد فريق إنشاد ينشد في الشارع بجانب التنورة وهناك من يستعرض بالحصان أما عن المقاهي فيجلس الشباب والكبار علي مقهي النخيل أو مقهي الصفا ويكون الزحام شديدا عليهما بجانب ذلك كان هناك مسحراتي بجد ولا يترك أي منزل إلا بعد أن يرد أصحابه عليه ويتأكد أنهم استيقظوا للسحور .
أما في مدينة طوخ بالقليوبية فالجو مختلف فطول اليوم الزحام في كل مكان لشراء الاحتياجات وبالطبع هناك نجوم في بيع احتياجات رمضان فنجم المخلل ( عصام الضو ) ويقول : أبيع المخلل في رمضان منذ عشر سنوات ولا أغش أو أعتمد علي الزيتون المصبوغ ولذلك كل الناس تشتري مني ولكن هذا العام مضطر أرفع السعر أو أقلل الكمية في الكيس فكنت أبيع الكيس بجنيهين وبدلا من رفع السعر علي الناس سوف أقلل الكمية أفضل أما عن الكنافة فهي من عند عم رمضان .. يقول : كل سنة الكنافة والقطايف سعرها في العالي ولكن هذا العام ستزيد بشكل كبير فالكيلو قد يصل إلي 7 جنيهات .
وقبل الإفطار بدقائق يجمع الشباب والأطفال عددا كبيرا من البمب في ورقة كبيرة وعند ضرب المدفع يقذف كل منهم ما معه في الأرض لدرجة أن الناس تعرف ان المدفع ضرب من صوت البمب أما عن صلاة التراويح فتكون في الغالب في أكبر مسجد عندنا وهو مسجد ( العليم ).
أما عن السهرات فتكون علي كافيه ( كنوز ) فهو أشهر مكان للسهرات هناك ويكون فيه زحام شديد في رمضان ويقول صاحب الكافيه أيمن خليل : هذا الكافيه في رمضان لا يكون به أي كرسي فاضي فيكون هناك ضغط شديد ولذلك كل عام أحاول أن أقوم بعمل الصيانة والتجهيزات وأفتح الكافيه في رمضان قبل الإفطار بقليل لأن هناك من يحب أن يأتي بإفطاره ويجلس في المقهي .
محمد فتحي
حدائق القبة !
المعزوم علي وجبة الافطار في حي حدائق القبة يشعر باختلاف شهر رمضان وجماله عن بقية الأحياء الأخري ومنذ دخوله الحي من أول شارع أحمد سعيد ثم دير الملاك ثم شارع مصر والسودان الذي يمتلئ بالناس خاصة قبل الإفطار بساعات قليلة لأن فيه العديد من محلات البقالة واللحوم والخضر والفاكهة وكل ما تريده تجده في هذا الشارع الحيوي لذلك لا يخلو من المارة حتي لحظة الافطار ثم تدخل ميدان كوبري القبة وتلاحظ علي الكوبري وقوف السيارات المتجهة إلي العباسية ومصر الجديدة ومدينة نصر لشدة الزحام في رمضان .
بيتي في شارع الشيخ محمد غراب في تقاطع شارع ولي العهد وسمي الشارع بشارع الشيخ غراب نسبة للمسجد الشهير جدا الذي يقع في ناصية شارعي ولي العهد وشارع الشيخ محمد غراب .
ويتميز شهر رمضان في مسجد الشيخ غراب بالروحانية الشديدة ويزوره ويتوافد عليه آلاف المصلين من أبناء الحي والأحياء المجاورة ومن المحافظات والقري والنجوع للصلاة ويفترشون الأرض لصلاة التراويح ويشعر الجميع وكأنهم في صلاة العيد ويضم كوكبة من أمتع اصوات القارئين والدعاة خاصة الشيخ خالد الجندي وتعاليم تلاوة القرأن الكريم من الشيخ أحمد عامر .
رانيا عبدالله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.