* مسكين الدوري المصري. حالة من حال الرياضة المصرية التي تحتضر وتموت مع كل يوم جديد. ومع كل موسم جديد!! مسكين الدوري الذي قرروا اغتياله لحظة وقوع أحداث مجزرة بورسعيد في لقاء الأهلي والمصري ورحيل العشرات تحت مسمي الشغب الجماهيري. ولكن الحقيقة التي كشفتها الأيام أنها كانت مجزرة مقصودة ومرتبة بالساعة والدقيقة.. ويمكن بعدد الوفيات والقتلي قبل موتهم!! مسكين الدوري الذي حكموا عليه بالإعدام رميا بالقرارات التعسفية التي تندرج أحيانا تحت مسمي الاجراءات الأمنية.. وأحيانا أخري بسبب الصراع الأذلي الذي أصبح مزروعا في نفوس الأهلوية ضد البورسعيدية!! هذا هو حال الدوري الذي قلت عنه في هذا المكان من قبل انه محكوم عليه بالإعدام وأن كل المحاولات التي تبذل مجرد كلام بلا هدف. أو استهلاك حتي لا تثور الأندية ضد اتحاد الكرة!! والدوري الذي يتحدثون عنه الآن خرج من أيدي اتحاد الكرة وأصبح في جعبة لجنة الأندية التي قضت علي أسطورة الأهلي الإدارية وأبعدت حسن حمدي عن رئاسة اللجنة. بل وخرج الأهلي نهائيا من اللجنة وكأنه أعلن الحرب علي سائر الأندية واتحاد الكرة وقال أنا الزعيم وإلا فلا!! والصراع الآن مستمر ولا يتوقف في دهاليز كرة القدم... فالأندية تئن وتتوجع وتصرخ من الإفلاس. واللاعبون ثائرون ضد مجالس الإدارة. بسبب المستحقات المتأخرة واتحاد الكرة أراد أن يبعد عن نفسه المشاكل. فشكل لجنة الأندية لتكون هي المسئولة وليتحقق الاتحاد عن نفسه الهجوم المستمر من الأندية التي تريد استئناف الدوري والنشاط!! ..والحال يتوقف تماما.. بعد أن تولت اللجنة المسئولية وكأن الأمن يتعاطف مع اتحاد الكرة فرفض إصدار الموافقات الأمنية ومعه الحق!! فإذا كان الأمن تولي الإشراف علي إقامة لقاء المنتخب برعاية ثلاثين ألف رجل أمن فكيف ستتم السيطرة علي عشر مباريات أسبوعيا؟! وكيف تتم السيطرة علي عشرة ملاعب في شتي المحافظات؟! وأيهما أولاً.. أمن المواطن وحماية البلد والشارع أم أمن الترفيه الكروي؟!! ومواعيد انطلاق الدوري أصبحت سرا عسكريا يصعب الوصول إليه.. لأنه مرتبط بأمن مصر كلها.. فتغير الموعد ست مرات بالتمام والكمال وفي كل مرة يتم التعديل والتأجيل لمدة أسبوع بداية من نوفمبر ووصولا إلي 26 ديسمبر القادم.. حتي أن الأندية الآن بدأت تفقد الأمل في إقامة المسابقة التي سيتم تقسيم الأندية فيها علي المزاج حتي لا يلعب الأهلي في مدن القناة الثلاث ويبتعد عن جماهير بورسعيد..خاصة وأن شيخ لقاء شباب كرة اليد والذي اعتدت فيه جماهير الأهلي علي فريق وسيارة لاعبي بورسعيد.. مازال يطارد رجال الأمن الذين يخشون من تكرار أحداث استاد بورسعيد. والتخوفات مقبولة.. فإذا كانت مباراة الشباب في اليد شهدت ضرب وسحل وتكسير وتحطيم.. فما بالنا بلقاء في كرة القدم؟!! الدوري علي كف عفريت. وموعد 27 ديسمبر ما هو إلا مسكن جديد يأتي للمرة السادسة علي التوالي في مسلسل تأجيل الدوري. ثم إلغائه بعد ذلك!! .. وهو نفس السيناريو الذي حدث في الدوري السابق الذي تم إلغاؤه فيما بعد.. ولا أظن أن الدوري الجديد سيقام إلا إذا تم الاستقرار علي انتخابات مجلس الشعب ورئاسة الجمهورية لتستقر الأمور. وحتي هذا الموعد ستبقي الأندية علي نار.. والأجهزة الفنية لا تعرف كيف تعمل في كل لجنة الأندية التي ستصبح بلا معني أو فائدة!!