تنشط في بعض المدن الألمانية حركة راكبي الدراجات المطالبين بمزيد من الحقوق في حركة السير، ويتجمع هؤلاء من حين لآخر معلنين تذمرهم ومنادين بتحسين وضعهم، مثلما حصل مؤخرا في مدينة دروتموند. تجمع قبل أيام نحو ثمانين شخصاً بدراجاتهم في ميدان السلام في مدينة "دورتموند". وليس معروفاً من الذي نظم هذه المسيرة. فجميع المشاركين علموا بذلك من أصدقائهم أو من الجريدة أو من على صفحة الفيسبوك. وفي مثل هذه التجمعات لا يطالب أحد بشيء ما بشكل مباشر، لأن إطلاق أي تظاهرة يتطلب الإبلاغ عنها رسمياً لدى السلطات. لكن المشاركين في المسيرة لديهم بالطبع مطالبهم وهي الدافع لخروجهم في هذا الحشد. ومن بينها السماح بسير عدد أكبر من الدراجات في الشوارع وتقليل عدد السيارات على سبيل المثال. الشرطة تتدخل لمنع انطلاق التظاهرة بينما يتشاور راكبو الدراجات فيما بينهم يظهر فجأة أحد أفراد الشرطة ويحاول أن يمنع انطلاق التظاهرة، ويقول لهم "أنا أتفهم تماماً مطالبكم، ولكن من واجبي كشرطي ألا أدعكم تنطلقون في هذه المسيرة." ويحذر الشرطي من خطورة سيرهم في الاتجاه المعاكس للسيارات ويطلب منهم اتباع قواعد المرور. فالتظاهرة التي خرجت في يوليو/ تموز الماضي في نفس المدينة شهدت تجاوزاً صريحاً للقواعد المرورية المتعارف عليها، أهمها عدم مراعاة إشارة المرور. كما يهدد الشرطي بكتابة مخالفة بحقهم لخرقهم للقوانين. ألف راكب دراجة في بودابست يستند الجمع المحتج في مسيرته على قواعد المرور التي تنص في مادتها رقم 27 على أنه يُسمح لراكبي الدراجات أن يسيروا جنباً إلى جنب عندما يفوق عددهم ال الخمس عشرة دراجة. ويهدف الجمع المحتج إلى لفت الانتباه والأنظار من خلال مسيراته في وسط المدينة. وهم يقتدون بذلك بالنموذج الأمريكي، ففي عام 1992 انطلقت أولى مسيرات الجمع المحتج Critical Mass في مدينة "سان فرانسيسكو" بكاليفورنيا. وفيما بعد انتشر هذا النوع من الاحتجاجات في العالم كله، بل وصل عدد المشاركين في إحدى المسيرات قبل ثلاثة أعوام في عاصمة هنغاريا بودابست إلى 80 ألف شخص. لكن هنا في دورتموند تحاول الشرطة منع المسيرة بأي شكل وهو ما يثير غضب المحتجين. وفيما توافد مزيد من الناس بدراجاتهم إلى وسط الميدان، انطلق فجأة أحدهم بدراجته وسرعان ما لحقت به المجموعة. السير في الطريق المخصصة للدراجات لم يعد شرطاً مع مرور الوقت وصل عدد المشاركين في احتجاجات راكبي الدراجات إلى مائتي شخص من جميع الأعمار، وتتراوح أعمار أغلبهم بين عشرين وأربعين عاماً، وتتنوع أيضاً أنواع دراجاتهم وأشكالها. إلا أن الدراجات النارية وسيارات الشرطة تلاحقهم وتأمرهم بالسير بصف واحد وراء بعضهم البعض وفوق الطرق الضيقة المخصصة لهم. بل تجبر الشرطة البعض على الخروج من المسيرة وتأخذ بطاقاتهم الشخصية بتهمة شل حركة المرور. لكن المجموعة ترى أنها على حق، فوفقاً لحكم المحكمة الإدارية الألمانية عام 2010 مسموح للدراجات أن تسير فوق الشوارع العادية أيضاً ماعدا في بعض الأماكن الخطر بعد مرور نحو ساعة ونصف تعود المجموعة إلى نقطة الانطلاق مرة أخرى، وقد هبط عدد المشاركين بشكل ملحوظ. وحصل حوالي خمسة أشخاص على مخالفة من الشرطة. إلا أن راكبي الدراجات يرون في ذلك سبباً كافياً لمتابعة مسيراتهم وعدم الاستسلام. وتقرر فعلا انطلاق المسيرة القادمة في دورتموند بعد أربعة أسابيع.