شرايين الحياة إلى سيناء    حزب أبناء مصر يدشن الجمعية العمومية.. ويجدد الثقة للمهندس مدحت بركات    رئيس الوزراء يصل الرياض للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي نيابة عن رئيس الجمهورية    لميس الحديدي: رئيسة جامعة كولومبيا المصرية تواجه مصيرا صعبا    قطارات السكة الحديد تغطي سيناء من القنطرة إلى بئر العبد.. خريطة المحطات    إعلام إسرائيلي: معارضة بن غفير وسموتريتش قد تجهض أي صفقة لتبادل الأسرى مع حماس    مصر تواصل الجسر الجوى لإسقاط المساعدات على شمال غزة    تعليق ناري من أحمد موسى على مشاهد اعتقالات الطلاب في أمريكا    المنتخب الأولمبي يخوض وديتين فقط بمعسكر يونيو    محافظ القاهرة: استمرار حملات إزالة التعديات والإشغالات بأحياء العاصمة    "مستحملش كلام أبوه".. تفاصيل سقوط شاب من أعلى منزل بالطالبية    جريمة طفل شبرا تكشف المسكوت عنه في الدارك ويب الجزء المظلم من الإنترنت    أصالة من داخل قصر الإمارات قبل انطلاق حفلها في أبو ظبي ( صور)    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية «بيكلموني» التريند في 3 دول عربية    عزيز الشافعي عن «أنا غلطان»: قصتها مبنية على تجربتي الشخصية (فيديو)    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    "اشتغلت مديرة أعمالي لمدة 24 ساعة".. تامر حسني يتحدث عن تجربة ابنته تاليا    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    افتتاح المدينة الطبية بجامعة عين شمس 2025    غدا.. إعادة إجراءات محاكمة متهم في قضية "رشوة آثار إمبابة"    80 شاحنة من المساعدات الإنسانية تعبر من رفح إلى فلسطين (فيديو)    ما هي مواعيد غلق المحال والكافيهات بعد تطبيق التوقيت الصيفي؟    صور.. إعلان نتائج مهرجان سيناء أولا لجامعات القناة    سمير فرج: مصر خاضت 4 معارك لتحرير سيناء.. آخرها من عامين    حبست زوجها وقدّمت تنازلات للفن وتصدرت التريند.. ما لا تعرفة عن ميار الببلاوي    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    «الحياة اليوم» يرصد حفل «حياة كريمة» لدعم الأسر الأولى بالرعاية في الغربية    أمل السيد.. حكاية مؤسِّسة أول مبادرة نسائية لتمكين المرأة البدوية في مطروح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    طاقة نارية.. خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد من هذا القرار    أنس جابر تواصل تألقها وتتأهل لثمن نهائي بطولة مدريد للتنس    بالصور.. مجموعة لأبرز السيارات النادرة بمئوية نادى السيارات والرحلات المصري    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    عاجل.. وزير الخارجية الأميركي يتوجه إلى السعودية والأردن وإسرائيل مطلع الأسبوع    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة| الأنابيب الكيني يفوز على مايو كاني الكاميروني    ليفربول يُعوّض فينورد الهولندي 11 مليون يورو بعد اتفاقه مع المدرب الجديد    النيابة تطلب تحريات إصابة سيدة إثر احتراق مسكنها في الإسكندرية    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    بلينكن في الصين.. ملفات شائكة تعكر صفو العلاقات بين واشنطن وبكين    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    ضبط عاطل يُنقب عن الآثار في الزيتون    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    عمرو صبحي يكتب: نصائح لتفادي خوف المطبات الجوية اثناء السفر    أستاذ «اقتصاديات الصحة»: مصر خالية من شلل الأطفال بفضل حملات التطعيمات المستمرة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظمة حقوقية: ضحايا نظام بشار بلغوا الرقم 800 في الاحتجاجات.. ومحاصرة السّنة ببانياس
نشر في الشعب يوم 07 - 05 - 2011

طرح ناشطون سوريون على الرئيس السوري، بشار الأسد، حلولا للخروج من الأزمة؛ أبرزها تنظيم "انتخابات حرة وديمقراطية بعد ستة أشهر".
فيما قال ناشط من المدافعين عن حقوق الانسان اليوم السبت، ان وحدات من الجيش السوري اقتحمت مدينة بانياس بالدبابات ليل الجمعة وهاجمت مناطق سنية معارضة للأسد.
كما أكد ثوار سوريون إن جنود الجيش الذين أعلنت سوريا أنهم قتلوا خلال مواجهات مع المتظاهرين، قتلوا بواسطة قادتهم العسكريين لرفضهم إطلاق النار علي أهالي المدن التي اقتحمها الجيش السوري.
مباردة للحل
طرح ناشطون سوريون على الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ منتصف مارس حلولا للخروج من الأزمة؛ أبرزها تنظيم "انتخابات حرة وديمقراطية بعد ستة أشهر"، فيما لا يعرف ما إذا كان سيحظى هذا العرض بالقبول من عدمه.

وقال المشرفون على صفحة (الثورة السورية) على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي في نص أقرب إلى رسالة "ستكون اعتزاز سوريا الحديثة إذا استطعت تحول سوريا من نظام ديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي"، وأضاف "سيكون كل السوريين ممتنين إذا اوصلتهم نحو هذا الاتجاه".

وأكدوا أن تحقيق ذلك "أمر ممكن"، واعتبروا أن "الحل بسيط" مقترحين "وقف إطلاق النار على المتظاهرين والسماح بالتظاهر السلمي ووخلع جميع صور الرئيس وأبيه في الشوارع والإفراج عن جميع معتقلي الرأي وفتح حوار وطني والسماح بالتعددية الحزبية وتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية بعد ستة أشهر".

وتلك هي المرة الأولى التي يقدم فيها معارضون للنظام اقتراحات شاملة لوضع حد لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا والتي أسفرت عن مقتل 800 مدني على الأقل برصاص قوات الأمن السورية، وفق ما أعلنت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) السبت.

وفي محاولة لتجنب الانزلاق بالبلاد إلى قتال عنيف مثلما تشهده ليبيا من اقتتال متواصل منذ أسبوعين، وصف المشرفون على الصفحة الأسد باعتباره شخصًا أكثر انفتاحًا يمكن أن يجنب سوريا مصيرًا مشابها.

وقالوا مخاطبين الأسد "لست مثل القذافي. أنت في ربيع العمر وحضاري وذكي ومفتوح العقل. فلماذا تريد أن تتصرف مثل القذافي؟ لماذا تريد أن تقصف مدنك وشعبك؟ لماذا تريد أن يسيل الدم السوري من يد رجالك للأمن وقواتك المسلحة؟".

وناشد هؤلاء المعارضون الرئيس السوري التخلص من "معاونيك ومستشاريك الذين يريدون الحفاظ على وضعهم ووظيفتهم بقتل الآخرين". وأكدوا أنه إذا فعل الرئيس السوري "كل هذا فستنقذ سوريا وسترتجف إسرائيل من الخوف وإلا ستربح إسرائيل وستخسر سوريا".

لكنهم في الوت ذاته تابعوا دعواتهم إلى مواصلة الاحتجاجات، وقالوا "طالعين اليوم وبكرة وبعدو في جميع المحافظات السورية" غداة دعوتهم للتظاهر في "جمعة التحدي" التي أسفرت عن مقتل 26 شخصا برصاص رجال الأمن في عدة مدن سورية، وفق ناشطين سوريين، وعشرة من عناصر الجيش والشرطة في حمص، بحسب السلطات.

وعلى الرغم من تصاعد الاحتجاجات إلا أن الأسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية لا يزال يحتفظ بتأييد خصوصا بين أعضاء طائفته الشيعية الذين يهيمنون على الجيش والشرطة السرية وقد يخسر السلطة إذا تحولت سوريا ذات الغالبية السنية الى الديمقراطية.

اقتحام بانياس
وعلى الصعيد الميدانى، قال ناشط من المدافعين عن حقوق الانسان يوم السبت ان وحدات من الجيش السوري اقتحمت مدينة بانياس بالدبابات ليل الجمعة وهاجمت مناطق سنية تحدت حكم الرئيس السوري بشار الاسد.

وأضاف أن الوحدات دخلت المدينة الساحلية والتي تقطنها أغلبية سنية من ثلاثة اتجاهات مقتحمة المناطق السنية وليس الاحياء العلوية.

وينتمي الاسد الى الطائفة العلوية ويشغل العلويون معظم المناصب الرفيعة في الجيش والجهاز الامني.

وقال الناشط الذي طلب عدم نشر اسمه ان السكان يتحدثون عن سماع دوي اطلاق نار كثيف ويرون زوارق تابعة للبحرية السورية قبالة ساحل بانياس مضيفا أن الاحياء التي يقطنها السنة والاحياء المختلطة محاصرة تماما الان.

وكان أحد قادة المحتجين قال الاسبوع الماضي ان قوات سورية ومسلحين موالين للاسد دخلوا يوم الثلاثاء مناطق بوسط بانياس كانت لاسابيع تحت سيطرة المتظاهرين المطالبين الديمقراطية.

وشهدت بانياس مظاهرات بشكل متواصل منذ اندلاع الاحتجاجات في مدينة درعا الجنوبية قبل سبعة أسابيع مطالبة بالحرية السياسية والقضاء على الفساد.

ومعظم المناطق السنية في بانياس تحت سيطرة المتظاهرين منذ أن أطلق مسلحون موالون للاسد يطلق عليهم الشبيحة النيران على سكان من سيارات مسرعة في العاشر من ابريل نيسان بعد اندلاع مظاهرة كبيرة تطالب "بالاطاحة بالنظام".

ووفقا لسكان ونشطاء مدافعين عن حقوق الانسان قتل ستة مدنيين في هذا اليوم.

ووصفت السلطات بانياس بأنها مركزا "للارهاب السلفي".. وقالت ان جماعات مسلحة قتلت جنودا قرب المدينة. وأصدر قادة المجتمع المدني في بانياس بيانا ينفون فيه هذا الاتهام ويقولون ان السلطات تحاول نشر الخوف وسط العلويين.

وقال أنس الشهري أحد قادة المحتجين الاسبوع الماضي "يستهدفون السنة. يؤسفني أن أقول أن الدعاية التي ينشرها الاسد بأن العلويين لن ينجوا اذا جرت الاطاحة به تلقى اذانا صاغية بين جيراننا العلويين رغم أن المظاهرات تطالب بالحرية والوحدة بصرف النظر عن الطائفة".

وفي السياق ذاته، قال نشطاء ان قوات الامن السورية قتلت 27 محتجا يوم الجمعة في مظاهرات مطالبة بانهاء حكم الرئيس السوري بشار الاسد في حين وافق الاتحاد الاوربي على فرض عقوبات على سوريا بسبب حملتها ضد المحتجين.

وقال نشطاء وشهود عيان ان الاحتجاجات تفجرت في مناطق مختلفة بسوريا بعد صلاة الجمعة من بانياس على ساحل البحر المتوسط الى القامشلي في الشرق.

ووقعت المواجهة الاكثر دموية في مدينة حمص حيث قال الناشط عمار القربي ان 15 محتجا قتلوا.

وقال التلفزيون الحكومي السوري ان ضابطا بالجيش واربعة من رجال الشرطة قتلوا في حمص على ايدي "عصابة اجرامية" لكن ناشطا اخر هو وسام طريف قال ان شهود عيان اخبروه ان تسعة من رجال الجيش انشقوا على الاسد في حمص وانضموا الى المحتجين وربما اشتبكوا مع جنود اخرين.

وقال احد زعماء العشائر المحليين ان اربعة متظاهرين اخرين قتلوا في دير الزور في المنطقة مصدر اغلب انتاج سوريا من النفط الذي يبلغ اجمالا 380 ألف برميل يوميا. وهذه هي المرة الاولى التي يسقط فيها قتلى في دير الزور منذ بدأت الاحتجاجات ضد حكم الاسد قبل نحو سبعة اسابيع.

وتصاعدت الانتقادات الدولية للاسد الذي مضي في حملته ليحافظ على سيطرة اسرته المستمرة منذ اربعة عقود على السلطة.

ووافقت حكومات الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة على فرض تجميد للاصول وقيود على السفر ضد نحو 14 مسئولا سوريا مسئولين عن اعمال القمع العنيفة التي يقول ناشطون حقوقيون انها اسفرت عن مقتل اكثر من 580 شخصا.

ويقول مسؤولون سوريون ان عدد القتلى اقل من ذلك بكثير وان نصف القتلى من الشرطة والجيش وألقوا باللوم على "جماعات ارهابية مسلحة" في العنف. ويقول المسئولون ايضا ان المتظاهرين عددهم قليل ولا يمثلون أغلبية الشعب السوري.

ولم يكن الاسد شخصيا بين المستهدفين بالعقوبات التي تأتي بعد موافقة الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي من حيث المبدأ على فرض حظر للسلاح على سوريا. وسوف يتم اقرار هذه الاجراءات يوم الاثنين اذا لم تعترض أي من الدول اعضاء الاتحاد.

ومنعت قوات الامن وقوات الجيش التي اقتحمت مدينة درعا الاسبوع الماضي المتظاهرين من اقامة مركز لهم على غرار ميدان التحرير في مصر وذلك بقطع الطرق المؤدية الى دمشق. لكن المحتجين يستغلون صلاة الجمعة كل اسبوع للتجمع في مسيرات جديدة.

وهتف نحو الفي متظاهر في ضاحية سقبا في دمشق "الشعب يريد اسقاط النظام". وقال شاهد عيان ان شابا كان يقود دراجة نارية قتل في سقبا عندما اقترب من حاجز على الطريق وفتح الجنود النار عليه.

واظهرت لقطات مصورة نشرت على الانترنت وبثتها قناة الجزيرة التلفزيونية متظاهرين في عدة مدن وبلدات سورية يرددون نفس الهتافات المطالبة بالحرية وتغيير النظام.

وقال ناشط ان قوات الامن قتلت بالرصاص ستة متظاهرين بعد ان فتحت عليهم النار في حماه حيث سحق الرئيس السابق حافظ الاسد انتفاضة قادها الاسلاميون عام 1982.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان متظاهرا قتل في اللاذقية واصيب ثلاثة اخرون.

وعلى الرغم من الحملة الامنية العنيفة يبدو المتظاهرون عازمين على مواصلة المطالبة بانهاء سنوات القمع والاعتقال دون محاكمة وفساد النخبة الحاكمة.

وقالت منتهى الاطرش من منظمة سواسية السورية المدافعة عن حقوق الانسان ان الشعب السوري لن يتراجع بعد مقتل مئات من الشبان.

وقالت ابنة رياض سيف أحد قادة المعارضة الذي ساهم في انشاء حركة سلمية تطالب بالحريات والديمقراطية قبل نحو عشر سنوات ان السلطات السورية اعتقلت والدها في احتجاجات يوم الجمعة.

وقال حقوقيون يوم الجمعة ان السلطات القت القبض يوم الخميس ايضا على رجل الدين البارز في دمشق معاذ الخطيب وهو أحد الشخصيات البارزة في الاحتجاتات.

وقال دبلوماسي غربي ان السلطات القت القبض على 7000 شخص منذ بدء الاحتجاجات في 18 مارس في درعا.

وفرضت الولايات المتحدة المزيد من العقوبات على مسؤولين سوريين الجمعة الماضية.

وامر الاسد الجيش الاسبوع الماضي باقتحام درعا مهد الانتفاضة المطالبة بالمزيد من الحريات وانهاء الفساد ثم اصبحت تطالب الان بتنحيه عن الحكم.

وأطلقت فرقة يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري قذائف وفتحت نيران الاسلحة الرشاشة على البلدة القديمة في درعا يوم السبت وفق ما ذكره شهود عيان. واستنكرت الولايات المتحدة الهجوم الذي وصفته بالهمجي.

وقالت السلطات السورية يوم الخميس ان الجيش بدأ في الانسحاب من درعا لكن سكانا قالوا ان المدينة مازالت تحت الحصار.

وهتف 20 ألف محتج في جاسم القريبة يوم الجمعة "بالروح بالدم نفديك يا درعا".

وتجمع الالاف في بلدة طفس على بعد 12 كيلومترا الى الشمال الغربي من درعا وهم يحملون لافتات كتب عليها كلمة "ارحل".

واستشهدت منظمة هيومان رايتس ووتش بأرقام أوردتها جماعات حقوقية سورية قائلة ان 350 شخصا قتلوا في درعا. وحثت المنظمة السلطات السورية يوم الجمعة على "رفع الحصار" عن المدينة ووقف ما وصفته بأنه حملة اعتقالات تعسفية على مستوى البلاد.

القادة يقتلون الجنود
وفى سياق متصل، قال ثوار سوريون إن جنود الجيش الذين أعلنت سوريا أنهم قتلوا خلال مواجهات مع المتظاهرين، قتلوا بواسطة قادتهم العسكريين لرفضهم إطلاق النار علي أهالي المدن التي اقتحمها الجيش السوري لوقف الثورة الشعبية خصوصا في درعا وحمص وبانيا .

وسقط حتي الآن ما لا يقل عن ألف شهيد من الثوار السوريين برصاص ومدافع قوات الجيش وخاصة الفرقة الرابعة (قوات الحرس الجمهوري) التي يقودها ماهر الأسد ، فيما سقط قرابة 50 جنديا قتلي بسبب رفضهم إطلاق النار علي المتظاهرين وقيام قادتهم بإطلاق الرصاص عليهم في الميدان فورا ، أو قيام قناصة النظام بإطلاق الرصاص عليهم في حال لاحظوا تعاطفهم مع المتظاهرين ورفضهم اطلاق الرصاص.

وكشف مصدر من الثوار، رفض ذكر اسمه، أن العديد من الجنود يتعاطفون مع الاهالي المتظاهرين وبعضهم ينضم لهم ويرفضون أوامر قادتهم بإطلاق الرصاص عليهم ، وأنهم يتعرضون للقتل فورا في حالة رفضهم أوامر قتل المدنيين من قبل قادتهم الميدانيين بدون اي محاكمة عسكرية.

وأضاف أن العديد من الجنود الذين تعاطفوا مع المتظاهرين ومطالبهم المشروعة بالحريات والديمقراطية ، وشوهدوا وهم يسيرون بجوار المتظاهرين دون التعرض لهم ، فوجئوا بإطلاق الرصاص عليهم من قبل قناصة للنظام كعقاب لهم علي رفضهم أوامر مواجهة الجماهير بالرصاص الحي.

ونفي امتلاك الأهالي لأي سلاح لقتل هؤلاء الجنود، مؤكدا أن الثورة الشعبية لا تزال سلمية وستظل سلمية، ولكن الجهات الأمنية وقيادات أخري متشددة من البعث وأخري طائفية (علوية) تحاول تشويه صورة الثورة الشعبية بإدعاءات أن المتظاهرين مسلحون أو أن منهم إرهابيين سلفيين وعصابات مسلحة.

وغالبا ما تعلن السلطات السورية عن مقتل عناصر من الجيش والشرطة على ايدي "مجموعات ارهابية"، في حين أنهم يقتلون علي ايدي قادتهم العسكريين في محاكمات سريعة في الميدان تنتهي بالقتل بالرصاص، بيد أنه يجري استغلال جثامين شهداء الجيش وقوات الأمن المنضمين للمتظاهرين للإدعاء أنهم قتلوا بواسطة ارهابيين للإيحاء بأن هناك مؤامرة ضد سوريا لا ثورة شعبية.

وسبق أن نسبت صحيفة الجارديان البريطانية لشهود عيان إن "قوات الأمن السورية قتلت جنوداً رفضوا إطلاق النار على متظاهري مدينة بانياس"، وقالت إن مراقبي حقوق الإنسان "سمّوا المجنّد مراد حجو من قرية مضايا كأحد الجنود الذين قتلهم قناصة الأمن، فيما أعلن مراقب حقوق الإنسان وسيم طريف أن عائلة حجو وبلدته أكدتا أنه قُتل لرفضه إطلاق النار على الناس".

وأضافت الصحيفة أن شريط فيديو على موقع يوتيوب أظهر جندياً سورياً جريحاً يقول إنه أُصيب بعيارات نارية في ظهره على أيدي الأمن، بينما عرض شريط فيديو آخر جنازة محمد عوض قنبر الذي تقول مصادر إنه "قُتل لرفضه إطلاق النار على المتظاهرين".

وبدأ الجيش السوري اليوم حملة جديدة علي مدينة بانياس بعدما قتل ما لا يقل عن 300 في مدينة درعا قبل أيام واعتقل 1000 عقب دخوله المدينة، وقال شهود عيان من الثوار إن الأهالي شكلوا دروعاً بشرية لمنع المدرعات من التقدم نحو الأحياء الجنوبية في المدينة التي قطع عنها النظام الماء والكهرباء تمهيدا لمجزرة جديدة ضد السكان الرافضين للنظام والمطالبين بالحريات.

واستخدم الجيش زوارق حربية في محاصرة المدينة الساحلية والاحياء الجنوبية، فيما طوقت دبابات قرية البيضا المجاورة.

ودعت الاجهزة الامنية عبر مكبرات صوت علقتها على شاحنات صغيرة، الذين شاركوا في التظاهرات الى التوجه الى مقاسم الشرطة في احيائهم وتسليم أنفسهم ان "لم يكونوا يريدون ان يتم القبض عليهم ومعاقبتهم".

كما اجبرت السلطات اصحاب المحال التجارية المفتوحة الى اغلاق محالهم والعودة الى منازلهم كما دعت السكان الى عدم الخروج ، وجرت حملة اعتقالات ضخمة بين السكان.

وشهدت عدة مدن سورية في "جمعة التحدي 6 مايو 2011" تظاهرات صاخبة في تحد لقرار الداخلية دعا اليها ناشطون على صفحة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "الثورة السورية 2011".

ويقول نص الدعوة "مع جمعة التحدي رسالة لكل من يعي نحن هنا ولن يمر من هنا القراصنة..ليس بعد اليوم اجسادنا للحرية فداء للكرامة فداء للعزة فداء ومن اجلها نتحدى العالم".

وكانت وزارة الداخلية أهابت في بيان "بالمواطنين في الظروف الراهنة (...) الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو تظاهرات أو اعتصامات تحت أي عنوان كان إلا بعد أخذ موافقة رسمية على التظاهر".

800 شهيد
إلى ذلك، أعلنت المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) السبت، أن قوات الأمن السورية قتلت بالرصاص 800 مدني على الأقل في حصيلة هي الأحدث للاحتجاجات التي اندلعت قبل سبعة أسابيع للمطالبة بالحرية.

وأضافت في بيان قالت وكالة "رويترز" إنها حصلت على نسخة منه، إن لديها أسماء المدنيين القتلى ومجموعهم 800 مدني. وأشارت إلى أن من بين الضحايا 220 قتلوا خلال هجوم للجيش مدعوم بدبابات في مدينة درعا جنوب سوريا.

وأحصى نشطاء حقوقيون سقوط 26 متظاهرًا في العديد من المدن السورية خلال تظاهرات يوم الجمعة، في إطار المظاهرات الأسبوعية غير المسبوقة التي التي تشهد سوريا منذ الخامس عشر من مارس الماضي، للمطالبة بإطلاق الحريات وإلغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات ومستوى معيشة المواطنين.

في الأثناء، قال عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي السبت إن الدول الخليجية العربية لا تعتزم التوسط في سوريا في أي اتفاق سياسي مشابه لما توصلت إليه في اليمن.

وحول ما إذا كانت هناك مبادرة مشابهة لسوريا، رد الزياني في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لوزراء مالية الدول الاعضاء بالمجلس، قائلا إنه لا توجد أي مبادرات بهذا الخصوص.

وكان الجيش السوري اقتحم صباح السبت بالدبابات المناطق السنية في مدينة بانياس، والتي تعد أحد معاقل الحركة الاحتجاجية، بينما قطعت المياه والكهرباء عن المدينة الواقعة شمال غربي البلاد.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ناشطين، إن الدبابات دخلت في وقت مبكر من صباح السبت وتحاول التوجه إلى الأحياء الجنوبية في المدينة معقل المتظاهرين. وأكدوا أن سكانا شكلوا "دروعا بشرية" لمنع الدبابات من التقدم باتجاه هذه الاأياء.

وقطعت الاتصالات والكهرباء في المدينة بينما تجوب زوارق الجيش قبالة سواحل الأحياء الجنوبية، حسب المصادر نفسها.

ووفق ناشط تحدث لوكالة "رويترز" فإن الوحدات دخلت المدينة الساحلية من ثلاثة اتجاهات مقتحمة المناطق السنية وليس الاحياء العلوية. وقال إن السكان يتحدثون عن سماع دوي إطلاق نار كثيف ويرون زوارق تابعة للبحرية السورية قبالة ساحل بانياس، مضيفا إن الاحياء التي يقطنها السنة والاحياء المختلطة محاصرة تماما الآن.

ووصفت السلطات بانياس بأنها مركز لما أسمته "الإرهاب السلفي"، وقالت إن جماعات مسلحة قتلت جنودا قرب المدينة. لكن زعماء المجتمع المدني في بانياس أصدروا بيانا ينفون فيه الاتهامات ويقولون إن السلطات تحاول نشر الخوف بين العلويين الذين يتقلدون أرفع المناصب في الجيش وجهاز الأمن.

وعلى الرغم من تصاعد الاحتجاجات إلا أن الأسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية لا يزال يحتفظ بتأييد خصوصا بين أعضاء طائفته الشيعية الذين يهيمنون على الجيش والشرطة السرية وقد يخسر السلطة إذا تحولت سوريا ذات الغالبية السنية الى الديمقراطية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.