لا تسأل النصاب لماذا لهفت أموال الآخرين؟، لكن إسأل الضحية كيف قدم أمواله علي طبق من فضة لهذا النصاب؟، لا يمر يوم إلا ونسمع أو نقرأ أو نشاهد عن واقعة نصب ورغم ذلك نرى الكثير يقعوا فى نفس الفخ او الكمين، والحجج والأسباب متعددة وربما تكون مكررة ومتشابهة، لكن النصاب ذكي ويلعب على غريزة الطمع واستسهال الأخر فى عدم العمل والاكتفاء بنسبة ربح عالية دون بذل جهد، وهذا ماجعل نصابة الإسكندرية، وعلى شاطيء البحر المتوسط كانت تلتقي بضحاياها، ونجحت المستريحة الجديدة كما لقبها البعض من أبناء منطقتها، فى الحصول على 12 مليون جنيه من ثلاث ضحايا فقط، كيف ارتكبت جريمتها، وقصة هروب زوجها فى السطور التالية . جلست مع زوجها داخل شقتها بالمنتزه فى الإسكندرية، يتحدثان سويا عن قضائها يوما جميلا داخل أحد المولات الكبرى بالإسكندرية، ولكن شردت بذهنها فى منطقة أخرى وزوجها يبادلها طرف الحديث، فى نهاية حديثه لاحظ الزوج أن زوجته ليست معه، يتحدث إلى نفسه، تعجب وتساءل، "شردتي بذهنك فين ياحبيبتي؟"، ابتسامة خفيفة مرسومة على وجهها، لحظات وعاودت الحديث معه، وقالت:"جلسنا على كافيه، لكن الأسعار مرتفعة، وجاءت سيدة الجميع كان يقول انها ابنة رجل ثري فى المحافظة، لاحظت عدم طلبنا للمشروبات أو طعام فأشارت لي بيدها وهي تبتسم وتحدثت معي، كانت متواضعة، وبعدها طلبت من "الويتر" أن ينزل لي وصديقتي ما نطلبه، وقالت له "صديقتي من أيام الدراسة، تعجبت وقتها، وأدركت أن هذه السيدة الجميلة، ثرية، ومتواضعة، لكن فى نفس الوقت كان معها شخص ثري يتحدث فى تليفونه المحمول، من الواضح من لهجته أنه ليس "مصري" بل من دولة عربية، تستكمل الزوجة حديثها مع زوجها، وهى معجبة وسعيدة بهذا اليوم الذي قضته فى هذا المول، ثم قطعت كلامها مع زوجها بعد أن سمعت تليفونها المحمول يرن، نظرت له وبرقت عينها، غير مصدقة، فهذه السيدة تتصل بها، اندهشت من المكالمة، أمسكت تليفونها، بصوت منخفض، منتبهة لكلامها، الابتسامة كانت مرسومة على وجهها، وفى نهاية المكالمة ظلت تردد"حاضر.. حاضر"، وكأن الطرف الأخر يؤكد عليها الحضور فى موعد ما، ثم عاودت الحديث مع زوجها عن لقائها بهذه السيدة وكان معها شخص عربي، يتحدث عن احتياجه لشقة فى مكان متميز، وتعرفت عليه، لهذا اتصلت بي حيث أنني أبديت معرفتي بأسعار العقارات وأعمل فى هذا المجال. صمتت الزوجة للحظات، واقترحت على زوجها العمل فى مجال الاستثمار العقاري أو الادعاء بذلك، حيث أن هذه السيدة الثرية على علاقات متشعبة بالعديد من الأثرياء، واتفقت مع زوجها على إقناع تلك السيدة والشخص العربي، وفى اليوم التالي ذهبت "س.ك"، إلى السيدة وهناك التقت بها وبالشخص العربي، الذي اقترح عليها أنه يريد شراء شقق وعقارات لاستثمار أمواله فى هذا المجال، لمعت عين السيدة وكان بصحبتها زوجها، الذي قدمته على أنه شريكها فى شركة التسويق العقاري، وتعددت اللقاءات مع الشخص لكن بعيدا عن السيدة الثرية التي اختفت عن المشهد نظرا لانشغالها فى أعمالها، وبدأت الزوجة النصابة تلتقي بالشخص العربي، وأخذت منه فى البداية مبلغ 4 ملايين جنيه، لاستثمارها فى مجال العقارات وبدأت تأخذ أرباح هذه الأموال وتعطيها له بصفة شهرية، ولكنها طلبت منه أن يكبر حجم استثمارته حتى يتيح لها شراء عقارات فى أماكن راقية، ووافق الرجل الثري! فى المرة التالية جاء "الشخص الخليجي" ومعه اثنان آخران من نفس بلده، وعرض على السيدة استثمار أموالهم فى نفس المجال، لمعت عين السيدة، ارتسمت على وجهها ابتسامة صفراء، ذهبت بتفكيرها إلى منطقة أخرى وأنها سوف تودع حياة الفقر، وبالفعل بدأ كل شخص فيهما يحول لها عبر حسابها فى البنك 4 ملايين والأخر 3 ملايين، وبدأت تعطيهما فى البداية أرباحًا كل أسبوعين وبمرور الوقت بدأت تتهرب، حاول الأشخاص الثلاثة البحث عنها لكنها فص ملح وذاب. على الفور حرر الضحايا الثلاث بلاغا فى الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، بإشراف اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، ضد سيدة مقيمة بدائرة قسم شرطة ثالث المنتزه بالإسكندرية، لقيامها بتلقى منهم مبالغ مالية بلغت قيمتها نحو 12مليون جنيه بقصد توظيفها لهم فى مجال الإستثمار العقارى مقابل حصولهم على أرباح سنوية، ولم تلتزم بذلك وامتنعت عن رد المبالغ المالية. أكدت تحريات فرع الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بغرب الدلتا صحة الواقعة، وأسفرت عن قيام كلٍ من، ربة منزل، مواليد 1983، سبق اتهامها والحكم عليها فى قضية "استيلاء"، وعامل "زوج الأولى"، مواليد 1969، سبق اتهامه والحكم عليه فى قضية "استيلاء"، بتلقى مبالغ مالية من الشاكين بلغت إجماليها 12 مليون جنيه بقصد توظيفها لهم فى مجال الإستثمار العقاري مقابل أرباح سنوية، ولم يلتزما بذلك، ورفضا رد المبالغ المالية المستولى عليها،عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط المتهمة الأولى، وبمواجهتها اعترفت بارتكابها للواقعة بالإشتراك مع زوجها "جارى ضبطه"، وتم اتخاذ الإجراءات وحبستها النيابة.