لفت نظري تجمع عدد من الشباب الواعد من الجنسين في ركن قريب من المنضدة التي كنت أجلس حولها أنا وزوجي في أحد المقاهي الراقية بالساحل الشمالي، ووسط أصواتهم القوية وحبي لحوار الشباب ادركت أنهم يناقشون خروج المرأة للعمل، فإذا بأحدهم ينطلق بصوت جهوري قائلاً: »من الطبيعي أن يكون عمل الرجل خارج البيت وعمل المرأة في البيت »ثم استطرد» ومن يقول غير هذا فقد خالف الفطرة والوجود الإنساني والغريب أن الغالبية استقبلت هذا الرأي باستحسان وابتسامات عريضة حتي خطيبته رغم ظهور علامات الرفض علي ملامحها لم تجرؤ علي معارضته لأنه كان من الواضح انها تريد إتمام الزيجة خوفاً من الانضمام لطابور العوانس. تعجبت انه بعد مرور أكثر من مائة عام علي رحيل محرر المرأة قاسم أمين لا يزال احفاده يفكرون بهذا الاسلوب ويناقشون مسألة حسمت من عقود طويلة ماضية. قررت أن أكتب رسالة مفتوحة لهذا الشاب وغيره حتي أؤكد لهم أهمية عمل المرأة في حياتنا والصفات التي تتميز بها النساء العاملات، لأن المجتمع يتقدم بالانتاج والبذل والعطاء بجميع افراده والمرأة هي شريك الرجل في الحياة ولا تقل عنه في شيء ولا تزيد عنه في شيء فهما متساويان من حيث القيمة والقدرات العقلية وأنها قادرة علي مواصلة مسيرة العمل بعد الانتهاء من مرحلة الحمل والانجاب والارضاع، وان العمل ليس ترفاً ولكنه مهم لتكوينها النفسي والعملي فهو يساعدها علي الاستقلال المادي والمساهمة في دخل الاسرة ويساعدها علي توسيع مداركها وتحقيق ذاتها واكتشاف مواهبها وقدراتها. وتتميز المرأة بأنها قادرة علي القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت تكون موظفة ومديرة ناجحة وأيضاً أم وزوجة صالحة، والمرأة بطبيعتها حمولة لديها القدرة علي تحديد الهدف والوصول إليه تدريجياً دون ملل أو كلل، والمرأة يعرف عنها الامانة والالتزام والصدق في التعامل وعادة ما تكون المكاتب التي تضم نساء أكثر نظافة وترتيبا من المكاتب الذكورية هذا إلي جانب العديد من المميزات النسائية الأخري. وأهمس في أذن هذا الشاب أن المرأة ليست فقط متفوقة كموظفة ومديرة بل علي مستوي قيادة الدول حيث أتابع اداء المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والمرشحة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وأري أن المرأة مؤهلة لشغل مناصب في جميع المجالات علمياً وثقافيا وسياسياً.