ذات الرداء النسائي، المرأة الحديدية صاحبة قبضة من نار، التى تحكم بريطانيا من مقر وزارتها. "تيريزا مارى" وزيرة الداخلية البريطانية، هى حامية دولتها ومسؤولة عن أمنها، لم تنكسر أمام التحديات والإرهاب، بل نجحت فى منصبها واستطاعت إدارته بجدارة. لم تكن المرأة الأولى التى تثبت للعالم كفاءة وقدرة النساء فى المناصب الحساسة الصعبة،.. ورصدت "صوت الأمة" معلومات عن الشخصية التى تتجه إليها أنظار العالم:- "تيريزا ماى"، صاحبة ال 65 عام، هى وزيرة الداخلية البريطانية، ومن أقوى سيدات العالم، وهى المسؤولة عن حماية دولتها. أقوى السيدات فى بريطانيا بعد الملكة إليزابيث، فهى تحتل المرتبة الثانية وفق ما أعلنته الإذاعة البريطانية بي بي سى. تدعى سيدة المهام الصعبة وذلك لأنها المسؤلة عن حماية الأمن في بريطانيا فهى تتحمل أصعب الحقائب الوزارية فى العالم. "تيريزا ماى" هى المرشح الأول وصاحب النصيب الأكبر لخلافة ديفيد كاميرون فى زعامة حزب المحافظين، نتيجة تدهور شعبيته. تم إطلاق حملات لسيدات حزب المحافظين، لجمع أصوات لصالح وزيرة الداخلية البريطانية، حتى تصل إلى رئاسة الحزب فى محاولات مستميتة. حاولت سيدات الحزب تعزيز موقف تيريزا ماى، لتصبح رئيسة وزراء بريطانيا ويشبهونها ب"مارجريت ثاتشر" أقوري رئيسة وزراء في تاريخ بريطانيا. وشغلت ماي منصب وزيرة التعليم بحكومة الظل ومع تعاقب حكومات الظل حملت حقائب وزارية عدة، وبعد نجاح المحافظين في انتخابات2010 اختارها ديفيد كاميرون وزيرة للداخلية. علي الرغم من انشغال ماي بالعمل المصرفي لسنوات طويلة في بنك إنجلترا، إلا أن كفاءتها فرضت نفسها علي الجميع فور التحاقها بالبرلمان في1997،حيث احتلت واجهة فريق وليام هيج، زعيم المحافظين الذي كان بالمعارضة وقتها. قامت ماى بمنع أى شخص مدان بإرتكاب جريمة من التعامل مع الأطفال أو البالغين المعرضين للخطر، وأضافت: "تدبير واحد فقط من الاستراتيجية واسعة النطاق التي يعلن عنها اليوم لمكافحة التطرّف، في وقت تواجه فيه البلاد تهديدًا لم يسبق له مثيل من قبل المتطرّفين". لم تهنأ "ماى" بشهر العسل فى المنصب وذلك بسبب المصائب التي أخذت تحل علي رأسها منذ اليوم الأول لتوليها مسؤولية الوزارة بعد تفجر فضيحة التنصت علي الهواتف الذي إتهم فيها روبرت مردوخ، إمبراطور الإعلام، وسرعان ما أتت مصيبة أخري حيث وقع حادث إطلاق النار العشوائي في كمبريا وذهب ضحيته21 شخصا. وقعت ماى تحت أول اختبار حقيقي لها يكشف عن قوتها، حينما اندلع اضطرابات فى لندن بعد توليها الوزارة، وقامت بإستدعاء الشرطة لمكافحة الشغب والسيطرة على التخريب وأعمال العنف والسرقة. وتصدت للإتهامات التى توجهت لها بإستخدامها العنف المفرط فى التعامل مع الشغب بجرائة متناهية. طالبت وزيرة الداخلية البريطانية بتكثيف العمل فى مجال مكافحة الإرهاب للحاجة الملحة علي ذلك، لأن تنظيم الدولة الإسلامية داعش باستطاعته إيصال رسائل البغض والكراهية إلى منازل العائلات، مما يجعل الرجال والنساء وعائلات بأكملها تذهب إلى سوريا. تتميز شخصية وزيرة الداخلية البريطانية، بالسعى فى العمل علي إنجاز المشاريع الناجحة من وجهة نظرها، ومواجهة مايوجه لها من انتقادات سلبية، خاصة بعد تنفيذها مشروع "الأخ الأكبر" الذي يهدف لجمع البيانات الشخصية لملايين البريطانيين، وتوثيقها لدى قاعدة البيانات البريطانية. تحاول ماي تيريزا تشريع قوانين لمواجهة الإرهاب، من ضمنها قانون "قف للتفتيش" يمنح الشرطة السلطة لإعتقال أى شخص تشتبه فيه لمدة 82 يومًا، دون توجيه تهم محدده له، وأيضًا إقرار تشريعات تمنح مزيدًا من الصلاحيات لوكالة الجريمة المنظمة الخطرة. ولكن واجهتها انتقادات من ناس يروها مقيدة للحريات. وما تفكر ماى فى تنفيذه مستقبلًا، فرض القيود علي الهجرة الأوروبية إلى بريطانيا، خاصة بعد أن تصاعدت مؤشرات هجرة اليونانيين إلى إنجلترا، ومن المحتمل أن تواجه ردود أفعال غاضبة من الإتحاد الأوروبي.