قبل ثلاث سنوات من اندلاع ثورة 25 يناير حيث كانت تتعالي الأصوات المناهضة لوزارة الداخلية وكل من ينتمي لها جاءتني فكرة إعداد تحقيق صحفي ينشر في عيد الشرطة يعرض الصورة الكاملة لرجال الداخلية المصرية وبيان ما إذا كانوا ظلمة كما يصور لهمپ أم مظلومين كما هي الحقيقة التي اكتشفتها .پ الفكرة جاءتني بعد سبع سنوات قضيتها في الجريدة كنت فيها مسئولة عن ملف شكاوي المواطنين المتعلقة بالقطاع الأمني بشكل عام الأمر الذي اكسبني العديد من العلاقات مع ضباط شرطة لم أجد في الغالبية العظمي منهم إلا كل خير وهم لا يدخرون جهدا في مساعدة كل محتاج . لا أنكر أنني خلال عملي رصدت بعض التجاوزات لكن في المقابل كنت أجد من يتصدي لها ويعاقب من ارتكبها حتي إن لم يعلن هذا للعامة فحقا وزارة الداخلية لا تصمت علي اي مخالفة ترتكب من قبل المنتمين لها بل أحيانا يتم التعامل مع الأمر بقرارات شبه تعسفية تظلم من صدرت بحقه . تذكرت هذا التحقيق الذي عبر عن مأساة لرجال شرطة يقضون معظم الوقت بعيدين عن منازلهم وفي النهاية يعودون اليها وجيوبهم خاوية مما يمكنهم من الإنفاق علي أسرهم فيلجأون لمساعدات الأهل وأنا أشاهد في احدي دور العرض السينمائي فيلم " طلق صناعي". الفيلم الذي حمل تتر نهايته شكر لوزارة الداخلية وإدارة الإعلام بها علي ما قدمته من مساعدات ساهمت في خروج عمل هو تشويه متعمد لرجال الشرطة المصرية بل للدولة المصرية بشكل عام بكل ما جاء به من أحداث تصور مجموعة من الأشخاص يلجأون إلي الحيل والكذب من أجل الحصول علي تأشيرة سفر لامريكا. لا أعرف كيف توافق وزارة الداخلية أن تكون شريكة في أعمال فنية هي إساءة مباشرة لها وهي تعرض نماذج سلبية لضباط الشرطة حتي إن جاء ذلك في طابع ساخر كوميدي لكن تبقي في النهاية السينما مرأة المجتمع فهل خلا المجتمع من نماذج مشرفة لهؤلاء الساهرين علي حمايتنا ونحن نيام ؟!..پ