في الستينات هددت الولاياتالمتحدة بقطع المعونة الاقتصادية عن مصر... وقتها القي جمال عبدالناصر خطابا شهيرا قال لهم فيه "طظ" اذا كان المصريون يشربون 3 كوبات شاي هيشربوا اثنين واذا كانوا بيشربوا فنجانين قهوة حيشربوا فنجان واحد ولن نخضع للابتزاز الامريكي. لكن المصريين لم يقللوا من شرب الشاي والقهوة بل ان مصر اصبحت خامس دولة في العالم في استهلاك الشاي حيث يشرب المصريون 100 الف طن شاي سنويا بمعدل من 3 إلي 5 اكواب يوميا بقيمة 4 مليارات جنيه ويشربون 38 ألف طن بن بقيمة 3 مليارات جنيه سنويا. في الستينات كانت المقاهي في مصر اشبه بالمنتديات الثقافية حيث كان المفكرون والأدباء والشعراء والمبدعون يلتقون لتبادل الآراء والافكار واجراء المناظرات التي لعبت دورا كبيرا في اثراء الحياة الثقافية وكان عدد المقاهي في مصر 100 ألف مقهي. الأن يوجد في مصر 2 مليون مقهي وكافيه 85% منها غير مرخصة واغلبها تحولت إلي بؤر للجريمة وبيع المخدرات واشياء أخري مخالفة للقانون. بيزنس المقاهي أصبح المشروع المفضل لمن ليس له مهنه.. كثير من الفنانين والرياضين والاعلاميين دخلوا هذا المجال منهم علي سبيل المثال لا الحصر سامي العدل وشعبان عبدالرحيم وطلعت زكريا وهاني سلامة وأحمد السقا وأحمد حلمي وخالد سليم ومحمد زيدان ومحمد بركات وسيد معوض وعمرو اديب. افتتاح مقهي يعتبر مشروعا مربحا ولا يحتاج إلي رأس مال كبير بل إلي "تفتيح مخ" مع الجهات المختصة ودفع المعلوم واستئجار عدد من البلطجية للتصدي لأي جار يشكو من الضوضاء. أو يعترض علي ما يحدث في الداخل. وسط البلد تحولت معظم شوارعه إلي مقاهي.. ميدان الحسين يئن.. فيصل والهرم ومدينة نصر اكتظت بالمقاهي والكافيهات غير المرخصة. المقاهي كانت منابر للفكر والفن والشعر.. الآن اصبحت منتجعا للبلطجية ومروجي المخدرات ولا أحد يتحرك من الجهات المسئولة لأن "المعلوم" أقوي من أي قانون.