مخطئ من يتصور أو يظن أن الأهلي فقد فرحته في الفوز باللقب الأفريقي.. أو أن التعادل في القاهرة مع الوداد إعلان مبكر عن تتويج الفريق المغربي علي حساب الأهلي!! .. فإذا كان الوداد قد دافع حتي آخر قطرة من دمه للحفاظ علي التعادل الثمين بهدف في القاهرة.. فالأهلي قادر علي قهر الصعاب كما حدث من قبل والعودة منتصراً.. .. صحيح أن الأهلي هاجم وسيطر وهدد مرماهم في القاهرة وفشل في التسجيل.. لكنه عودنا من قبل علي الفوز والعودة مظفراً من لقاء العودة خارج الديار. كما حدث من قبل!! هذا هو الأهلي الذي نعرفه.. لا يعرف المستحيل. بل ويصنع المستحيل الذي لا يصدقه عقل!! لكن لماذا فعل الأهلي كل شيء في لقاء الذهاب أمام الوداد.. ثم فشل في التهديف بأكثر من هدف؟! * لابد أولاً أن نستعيد شريط اللقاء خاصة في الهدف الذي سجله الأهلي بشكل سريع مباغت مفاجئ.. السبب أنه جاء من تسديدة من خارج الصندوق جاءت دون توقيف للكرة. أي أن مؤمن زكريا سددها مباشرة وجامله فيها التوفيق من حيث السرعة والتمركز والدقة لتذهب في أصعب مربع بالنسبة لحارس المرمي وهو الزاوية العليا لأقصي اليسار!! حلاوة الهدف أنه مبكر ومن كرة سريعة ملعوبة منقولة عدة مرات لتنتهي بهدف أراح القلوب بعض الشيء.. لكن ماذا حدث بعد ذلك؟!! الوداد فريق قوي دفاعياً.. خطير في المرتدات. سريع في الانتقال ما بين الدفاع للهجوم.. ومثل هذا الفريق يصعب السيطرة علي مفاتيحه خاصة إذا كانت عناصره تتميز بالسرعة في رد الفعل. وهذا ما فعله فريق الوداد علي مدار الشوطين وإن كان الأداء قد تغير بعد دخول هدف الأهلي في أول دقيقتين عندما كان يميل للدفاع أو الاحتفاظ بالكرة. .. فلم يكن في سيناريو الوداد تحسب لدخول هدف مبكر في مرماهم.. لكنه كفريق متكامل يجيد التصرف ورد الفعل وهذا ما حدث بعد هدف الأهلي.. تحول إلي فريق شرس هجومياً معتمداً علي فتح الثغرات في دفاع الأهلي عن طريق الجناحين حتي جاء هدف التعادل من خطأ مزدوج.. الخطأ الأول هو السماح للاعب الوداد بالتلاعب بدفاع الأهلي وتمرير الكرة العرضية المتقنة.. لتصل إلي اللاعب السريع المندفع من الخلف لينقض علي الكرة قبل بن شرقي الذي سدد برأسه بينما سعد سمير ينتظر أتوبيس الجزيرة في محطة إكرامي!! تغيير الأسلوب الوداد لأنه فريق جيد يملك عناصر رائعة في شتي المراكز.. فقد استطاع أن يتحكم في أسلوب أدائه بما يتناسب ومواطن قوة الأهلي.. فعاد الوداد لطريقته الأولي بعد التعادل ليضع حائط صد قوي دفاعي من ثلث ملعبه. فأوقف هجمات الأهلي معتمداً علي رقابة مفاتيح لعبه ومحطاته الثابتة مثل أجاي المراقب بلاعب من البداية.. وأزارو الذي استسلم كثيراً للرقابة وكان تفكيره في الحصول علي ضربة جزاء أكبر من تفكيره في الانقضاض علي الكرة أو التسجيل في المرمي. الوداد أجاد الرقابة الفردية بدرجة امتياز. باستثناء اللعبة التي جاء منها هدف مؤمن زكريا.. أجاد الرقابة الفردية خاصة لمفاتيح اللعب ورأس الحربة أو اللاعب القادم من الخلف أحياناً. .. والوداد أجاد الانطلاق والتحول من الدفاع للهجوم عن طريق فتح اللعب علي جانبي الملعب فشكل خطورة مستمرة في كل هجماته لاسيما أن معظم لاعبي الوسط مالوا للمساندة الهجومية مع تقدم أحمد فتحي ومؤمن.. فانفتحت خطوط الأهلي أمام هجماتهم السريعة. * الأهلي في شكله العام كان جيداً من حيث الأداء الجماعي والتمرير والسيطرة. لكنها لم تثمر عن الهدف المنشود وهو الفوز. بل وتسجيل أكثر من هدف ينفع الأهلي قبل العودة.. عاب الأهلي البطء الشديد في بناء الهجمات والاعتماد علي التمرير العرضي وكأنهم يستهلكون الوقت. وهذا ما أفاد الوداد في التقاط الأنفاس وإيجاد الوقت للتمركز السليم. يؤخذ علي الأهلي أن نسبة كبيرة من عرضياته كانت سيئة ولم تصل في التوقيت أو المكان المناسب!! يعيب هجوم الأهلي أن أزارو لم يكن موجوداً طوال المباراة ولولا الملامة لأخذنا عليه أنه تكاسل وتعمد السقوط أمام دفاع بلدياته!! أما أجاي فقد اكتفي بأن يكون محطة للتمرير بعد الاستلام فقط. صحيح أنه كان مراقباً بلاعب كظله. لكنه لم يفعل شيئاً يستحق عليه الإشادة.. لا في التمرير ولا في التسديد!! عبدالله السعيد العائد.. لعب في الشوط الثاني فقط.. وكأنه في الشوط الأول كان في مرحلة التسخين والإحماء!! إصرار الفريق علي اقتحام دفاعات الوداد من المواجهة خطأ كبير. لأن التكتل الدفاعي كان جيداً وتمركز لاعبيه رائعاً. ويجيد استخلاص الكرة وحسن بداية الهجمات علي الجانبين مما أرهق أحمد فتحي بصفة خاصة الذي بذل مجهوداً رائعاً هو ومحمد نجيب والسولية بصفة خاصة.. ومن أمامهم علي معلول الذي يحافظ علي مستواه الفني ويبذل مجهوداً بدنياً رائعاً لكن رغم ذلك كانت عرضياته وسط زحام المدافعين تنتهي بالتشتيت بل وبناء هجمات مضادة!! تغييرات صعبة أي مدرب مسئول يقود فريقاً مثل الأهلي في تلك الظروف يقع تحت طائلة ظروف صعبة وحسابات معقدة سواء في اختيار التشكيل أو إجراء التغييرات وتوقيتاتها!! وكم من مدرب يسرقه الوقت وينسي نفسه مع الأحداث وينقضي الوقت بينما لديه عناصر بديلة قد تغير شكل الأداء.. .. والبدري عندما أراد التغيير أشرك وليد علي أمل أن يكون محطة تمرير قصير مبكر فيكسر بها التكتل الدفاعي.. لكنه سرعان أن خرج من الملعب لعدم قدرته علي استكمال المباراة بسبب إجهاد الإصابة.. فخسر الأهلي تغييراً مهماً. وعندما أراد البدري أن ينشط الهجوم كان الوقت قد سرقه.. فلعب حمودي الذي حاول فتح الثغرات الدفاعية عن طريق الاختراق المباشر.. وعندما أراد البدري إخراج وليد أزارو لم يتمكن. لأن وليد هو الذي طلب الخروج فلعب عماد متعب لعدة دقائق معدودة. وهنا لابد أن نتوقف أمام ظاهرة أزارو الذي يصيبه الرعب أمام المرمي فيتخلص من الكرة حتي ولو كان في مقدرته التسجيل. ويبدو أنه لاعب غير واثق في إمكاناته. مهزوز الشخصية لكثرة ما يهدره من فرص فلا يريد تحمل المسئولية. .. وأيضاً أمام ظاهرة متعب الذي لن يستعيد مستواه باللعب خمس دقائق في بعض المباريات. فإما أن يكون اللاعب جاهزاً ويأخذ فرصته كاملة وإما أن يكون خارج القائمة.. وأظن أن تسديدة متعب القوية لو في المرمي لأنقذ الموقف كما فعلها كثيراً من قبل. مطلوب من البدري أن يكتب سيناريو جديداً للقاء العودة يعتمد فيه علي الهجوم لأنه بدون أن يسجل.. فلن يحقق اللقب!! مطلوب من البدري أن يعتمد علي العنصر الجاهز وليس علي لاعبي الثقة كما حدث مع وليد المصاب.. فيخسر تغييراً في وقت صعب!! مطلوب من البدري أن يعدل ويصحح نفسية اللاعب أزارو الذي يبدو كالفأر المذعور داخل منطقة المرمي ويخاف من التسديد!!.. فالأهلي ليس حقلاً لتجارب الأجانب!! والمطلوب من اللاعبين الثقة في أنفسهم واسم الأهلي. لأنهم يملكون مهارات عالية لكن قد تنقصهم الثقة التي افتقدوها بعد أن تعادل الوداد!! والمطلوب إذا أراد البدري إشراك عنصر خبرة مثل متعب.. فإما أن يعطيه الوقت الكافي ليعيش أجواء اللقاء وإما أن تبقيه علي الخط حتي لا تظلم اللاعب!! اهتزاز الحكم * أتعجب من لجنة الحكام الأفريقية التي لا تقدر قيمة لقاء نهائي القارة السمراء وتختار حكماً من أثيوبيا خبرته لا ترقي لمستوي الفريقين.. وها هو قد أفسد المنظر العام للنهائي ولم يحتسب ضربة جزاء للأهلي.. ووقف عاجزاً أمام تعطيل لاعبي الوداد للمباراة بالسقوط والتمثيل والتمارض. وأستكثر الحكم الأثيوبي القادم من بلد شقيق ليس علي خريطة الكرة الأفريقية الآن.. أن يخرج بطاقته الصفراء طوال الشوط الأول رغم ما فيه من أخطاء ومن تعمد لإهدار الوقت. * الأهلي قادر علي التعويض في العودة رغم كل هذا.. لأنه يملك مفاتيح الفوز. كما فعلها من قبل أكثر من مرة.. كل ما في الأمر أن يعرف اللاعبون خطورة الهجوم المرتد المغربي وكيف للبدري أن يضرب التكتل الدفاعي واللعب من الجانبين وسرعة الاختراق أو التعويض بالتسديد من خارج المنطقة. كما حدث في الهدف الوحيد الذي سجله الأهلي!! تفاءلوا بالأهلي.. فقد فعلها من قبل.. وهو قادر علي تكرارها ليؤكد أن الفراعنة الذين وصلوا لكأس العالم.. قادرون علي العودة من الدار البيضاء بدرع البطولة الأفريقية ولقب جديد!!