وضع النادي الأهلي نفسه في موقف صعب قبل خوض مباراة الإياب لنهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بعد تعادله مع الوداد المغربي بهدف لكل منهما في مباراة الذهاب التي أقيمت امس باستاد برج العرب. جاء هدفا المباراة في الشوط الأول حيث تقدم مؤمن زكريا للأهلي في الدقيقة الثانية وتعادل أشرف بن شرقي للفريق الضيف في الدقيقة 15. بهذه النتيجة بات الأهلي في حاجة لتحقيق الفوز بأي نتيجة او التعادل إيجابيا بأكثر من هدف في مباراة العودة الأسبوع المقبل بالدار البيضاء لاقتناص اللقب القاري للمرة التاسعة في تاريخه. مع الاعتراف بفارق المستوي والأداء الذي قدمه الفريق المغربي في هذه المباراة بعكس ما قدمه النجم الأسبوع الماضي في مباراة العودة للدور قبل النهائي، إلا ان الحقيقة تؤكد أن أداء لاعبي الأهلي كان مغايرا تماما لما قدموه أمام الفريق التونسي من حيث استغلال الفرص ودقة التمرير والفاعلية الهجومية التي قادت المارد الأحمر للفوز الكبير. وعلي الرغم من احتفاظ البدري بنفس التشكيلة تقريبا التي خاضت المباراة السابقة إلا أن معظم اللاعبين الذين تألقوا أمام النجم غاب عنهم التوفيق والتركيز الكامل في مباراة الأمس. وفشل الأهلي في استغلال الفرص العديدة التي لاحت للاعبيه علي مدار الشوطين وساهم في هذا الاهدار التركز الجيد للاعبي الفريق المنافس. ويحسب للفريق المغربي نجاحه في غلق كل المساحات أمام مفاتيح لعب الأهلي خصوصا عبد الله السعيد وأجايي أو مؤمن زكريا ووليد أزارو وتقديم عرض دفاعي مميز علي الطريقة الإيطالية التي تمتاز في هذه الجوانب. اعتمد البدري علي نفس التشكيلة تقريبا التي خاض بها مباراة النجم فيما عدا عودة أحمد فتحي بعد انتهاء ايقافه لمركز الظهير الأيمن بدلا من محمد هاني وضمت التشكيلة شريف إكرامي في حراسة المرمي وفي الدفاع علي معلول ومحمد نجيب وسعد سمير وأحمد فتحي وفي الوسط رامي ربيعة وعمرو السولية وعبد الله السعيد ومؤمن زكريا وجونيور أجايي وفي الهجوم وليد أزارو . فيما اعتمد عموتة المدير الفني للوداد علي تشكيلة تضم في حراسة المرمي زهير العروبي وأمامه يوسف رابح ومحمد واتارا وعبد اللطيف نصير وبدر كادرين للدفاع وإبراهيم نقاش وصلاح السعيدي ووليد الكرتي للوسط وأشرف بن شرقي وإسماعيل الحداد ومحمد أوناجم للهجوم . وضح تماما من البداية التركيز الشديد علي وجوه وعقول لاعبي النادي الأهلي وكان طبيعيا أن تشكل هجمات المارد الأحمر خطورة بالغة من البداية دون الانتظار لفترة استكشاف المنافس علي أرض الملعب. ومع الدقيقة الثانية نجح مؤمن زكريا في استغلال هذه الاندفاعة المعنوية بتسديدة لا تصد ولا ترد من علي حدود منطقة الجزاء فشلت معها محاولات الحارس في منعها وسكنت الشباك في الزاوية اليسري العليا معلنة عن هدف الافتتاح للمباراة. وكاد وليد أزارو أن يواصل التسجيل بعد تألقه في مباراة النجم عندما تلقي كرة طولية من حسام عاشور حاول مدافع الوداد تشتيتها لكنها تهيأت أمام أزارو الذي تقدم للانفراد بالمرمي وحاول لعبها لحظة خروج الحارس زهير العروبي ولكن الكرة ارتطمت بالعارضة وتحولت إلي خارج الملعب. حاول فريق الوداد تهدئة اللعب بشتي الطرق لامتصاص الحماس الأحمر سواء بالتمرير العرضي المتكرر أو السقوط علي الأرض في بعض الأوقات لتضييع الوقت. قابل الأهلي محاولات الوداد بالضغط المتواصل علي دفاعات الفريق الضيف وقاد عبد الله السعيد هجمة انتهت إلي النيجيري أجايي الذي سدد ولكن خارج المرمي. مع مرور الوقت بدأ الوداد في استعادة تماسكه النفسي والفني وبدأ في مشاركة لاعبي الأهلي الهجمات وعلي الرغم من ان معظمها لم يشكل أي خطورة علي مرمي شريف إكرامي إلا أن الدقيقة 15 شهدت ثغرة في دفاعات الأهلي من الجبهة اليسري التي انطلق فيها محمد اونجم ولعب كرة عرضية جميلة ارتقي إليها المهاجم الخطير أشرف بن شرقي قبل المدافع سعد سمير وحولها إلي داخل الشباك علي يمين الحارس شريف إكرامي الذي فشل في التصدي لها. تفوق فريق الوداد في التمركز الدفاعي في وسط ملعبهم خصوصا في ظل البناء البطيء للهجمات الذي اعتمد عليه لاعبو الأهلي وهو ما منح الفريق المغربي فرصة المشاركة في الهجوم كلما سنحت الفرصة. وخلال ربع الساعة الأخيرة من الشوط نجح الوداد في استدراج الأهلي وفرض أسلوبه التكتيكي خصوصا بعدما بدأ الفريق الضيف في الضغط علي لاعبي الأهلي بطول الملعب لمنع مفاتيح لعبه من بناء الهجمات او استغلال الفرص الهجومية، وعاب الأهلي خلال تلك الفترة البطء في التحضير بجانب بعض أخطاء التمرير التي ساهمت في تسهيل مهمة لاعبي الوداد علي الرغم من خروج أخطر لاعبيهم محمد أونجم الذي اشتكي من الإصابة. بدا الوداد مع بداية الشوط الثاني أكثر حصرا والتزاما في الجوانب الدفاعية للحفاظ علي التعادل الإيجابي الذي يدعم من فرص الفريق قبل لقاء العودة بالدار البيضاء الأسبوع المقبل، والتزم معظم لاعبي الوداد بالترمكز في وسط ملعبهم وأمام منطقة الجزاء وعلي الرغم من النشاط الهجومي للمارد الأحمر إلا أن معظم محاولاته خلال الدقائق العشرة الأولي لم ترتق لمستوي الخطورة المطلوبة لتهديد مرمي الفريق المنافس بإستثناء هجمة منظمة شهدت عدة محاولات للتسديد من لاعبي الأهلي مؤمن زكريا ووليد أزارو وجونيور أجايي وجميعها تكفل بها أقدام وأجساد مدافعي الوداد. طالب لاعبو الأهلي في الدقيقة 57 بركلة جزاء نتيجة تعرض أزارو للعرقلة داخل منطقة الجزاء ولكن الحكم الأثيوبي أشار باستمرار اللعب دون احتساب الخطأ الواضح. عاب لاعبو الأهلي التسرع في انهاء الهجمات لإدراك الفوز، واضطر حسام البدري لإجراء أول تغييراته بالدفع بصانع ألعابه وليد سليمان بدلا من جونيور أجايي غير الموفق. اجاد لاعبو الوداد في السيطرة علي وتيرة اللعب سواء بتهدئة الملعب في أوقات الضغط الأحمر أو عند الاستحواذ علي الكرة وبناء الهجمات علي مرمي إكرامي. مع الدقيقة 33 أجري حسام البدري التغيير الثاني لفريقه بعدما دفع باللاعب أحمد حمودي بدلا من رامي ربيعة لتنشيط الجوانب الهجومية قبل مرور الوقت خصوصا في ظل الخطورة الكبيرة التي تشكلها الهجمات المرتدة للفريق المغربي. بمرور الوقت بدأ لاعبو الأهلي في فقدان التركيز تدريجيا وهو ما ظهر في أخطاء التمرير أو انهاء الهجمات داخل منطقة المرمي. وقبل النهاية بخمس دقائق ألقي البدري بآخر أوراقه بعدما دفع بمهاجمه المخضرم عماد متعب بدلا من وليد سليمان الذي اشتكي من تجدد الإصابة التي كان يعاني منها بعد مباراة النجم. وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع أهدر متعب فرصة التقدم بعدما سدد كرة قوية مرت إلي خارج الملعب بجوار القائم الأيمن بقليل.