جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2024 في القاهرة والمحافظات    ارتفاع أسعار النفط بعد هبوط مخزونات الخام الأمريكية    دعا لإلغاء "كامب ديفيد".. نقيب الصحفيين يعلق على التصعيد الإسرائيلى في رفح الفلسطينية    لوكاشينكو: يحاولون عزل دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ولكنها تمضي قدما    أحمد موسى يؤكد: حدود مصر آمنة في ظل أحداث غزة ورفح (فيديو)    تشكيل بايرن ميونخ لمواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    حبس أربعة أشخاص لتنقيبهم عن الآثار بالمعصرة    فيفي عبده تنعي كريم عبد العزيز في وفاة والدته    هل تدريج الشعر حرام؟.. أمين الفتوى يُجيب بمفاجأة (فيديو)    استشاري حساسية ومناعة: لقاح أسترازينيكا غير موجود بمصر.. ووباء كورونا أصبح ضعيفا    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    10 توصيات في ختام المؤتمر الثالث لمبادرة اسمع واتكلم بمرصد الأزهر    الثقافة جهاز مناعة الوطن    «المحاربين القدماء وضحايا الحرب» تُكرم عدداً من أسر الشهداء والمصابين    أولادكم أمانة عرفوهم على ربنا.. خالد الجندى يوجه نصائحه للأباء والأمهات فى برنامج "لعلهم يفقهون"    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    وزير الرياضة يفتتح النسخة الثالثة من القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية    لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    محلل سياسي: «الجنائية الدولية» تتعرض للتهديد لمنع إصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    «التجارية البرازيلية»: مصر تستحوذ على 63% من صادرات الأغذية العربية للبرازيل    أسعار الأضاحي في مصر 2024 بمنافذ وزارة الزراعة    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    تقديم رياض أطفال الأزهر 2024 - 2025.. الموعد والشروط    "عليا الوفد" تلغي قرار تجميد عضوية أحمد ونيس    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    «الجيزة التجارية» تخطر منتسبيها بتخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية    «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن غزة: «الاحتلال الإسرائيلي» يسد شريان الحياة    أمين الفتوى يحذر من تصرفات تفسد الحج.. تعرف عليها    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    محافظ كفر الشيخ: نقل جميع المرافق المتعارضة مع مسار إنشاء كوبري سخا العلوي    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سميحة أيوب سيدة المسرح العربي في حوار ل "الجمهورية الأسبوعي":
عبدالناصر حملني المسئولية وعمري 26 سنة
نشر في الجمهورية يوم 12 - 10 - 2017

هي أصبحت جزءاً من الثقافة الشعبية للعرب وللمصريين جميعاً.. يكفي أن يسمع الناس اسمها حتي يدور الحديث عن الفن والثقافة التي ضمتها لعصرها وأهلها عن طريق موهبتها الفريدة واختياراتها الموفقة للمسرح.
تاريخها حافل بالانجازات الرائعة فهي فنانة نقول عنها دون أي مبالغة إنها أصبحت مؤسسة عامة يملكها الشعب كله ويعرفها تمام المعرفة ويحفظها عن ظهر قلب.
إنها سميحة أيوب سيدة المسرح العربي بدون مناقشة أو جدال.. هي الحضور المكثف من تدب بقدمها خشبة المسرح فتزلزل الوجود.. سميحة أيوب السيدة الوحيدة التي رأست المسرح القومي والمسرح الحديث.. سميحة أيوب سارة برنارد الشرق.. هي صاحبة أهم الأوسمة والجوائز.
* وسام الجمهورية للعلوم والفنون سنة 1966 من جمال عبدالناصر.
* وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الرئيس الراحل حافظ الأسد.
* وسام بدرجة فارس من جيكار دستان رئيس فرنسا.
* وسام العلوم والفنون من الرئيس عدلي منصور.
* جائزة النيل الدولة التقديرية .2016
وهي لم تصل إلي القمة التي وصلت إليها وهي تسير في طريق مليء بالورود.. بل قاتلت وخاضت معارك كثيرة وقاسية وهي تدافع عن الحق ورفع رايته فوق جميع الرءوس.. معاركها بدأت منذ أن كانت صبية صغيرة تمشي علي أطراف أصابعها في شوارع الحياة.. بدأتها مع أهلها لتصبح ممثلة وتقنعهم بأنها مهنة محترمة.. وربما لا تزال الفكرة السلبية عن الفن قائمة إلي الآن.
عما حققته في حياتها وحكايتها وانتصارها ونجاحها وزيجاتها الثلاثة وتأثير زوجها سعد الدين وهبة علي مسيرتها وفنها وقد عاشت معه 33 سنة ورأيها في الدراما الآن وما يجري علي خشبة المسرح ودور الفن في تنشئة المواطن وما يحدث حالياً.. هي في حوار شامل نتحدث عن نصف قرن مضي وعما يجري الآن ببساطة شديدة وبتفاؤل أكثر بالمستقبل.
سميحة أيوب في حوارها ل "الجمهورية الأسبوعي" لا تخفي سراً وتتحدث بمنتهي الصراحة بلا مجاملة.
3 أزواج
سميحة أيوب 8 مارس 1930 ولدت في شبرا.. تزوجت ثلاث مرات من محسن سرحان ومحمود مرسي وسعد الدين وهبة وهي كانت الحب الأوحد للفنان محمود مرسي لم يتزوج بعدها وأبناؤها محمود محسن سرحان وعلاء محمود مرسي. تخرجت في معهد التمثيل 1954 وتتلمذت علي يد زكي طليمات. اشتهرت كممثلة مسرح. الفنانة الوحيدة التي أصبحت مديرة للمسرح الحديث ومديراً للمسرح القومي.
أطلق عليها اسم سيدة المسرح العربي الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في أثناء تسلمها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي.
وخطواتها بدأت تتحدد بعد حصولها علي وسام الفنون والعلوم من الرئيس جمال عبدالناصر وقالت إن كل الخطوات التي اتخذتها في فني بسبب الرئيس العظيم جمال عبدالناصر الذي حملني المسئولية وعمري 26 سنة فأعطي لي وسام الفنون.
* كيف كانت بدايتك؟
** سمعت في الراديو ان معهد الفنون المسرحية يطلب آنسات للانضمام إلي المعهد وان من تنجح تأخذ مكافأة شهرية ستة جنيهات وكان سني وقتها 14 سنة.. ذهبت إلي المدرسة وكانت حصة ألعاب واعتذرت للمدرسة ووجدت صديقتي تماضر تطلب مني أن أذهب معها للامتحان في معهد التمثيل وذهبت معها إلي ميدان لاظوغلي حيث مقر المعهد التي هي الآن مدرسة الدواوين الثانوية ونظر أحد أعضاء اللجنة بتعملي إيه يا شاطرة قلت أنا مع صاحبتي.. تحبي تمثلي وردت نعم مثل من يوسف وهبي وليلي مراد ولكن لم أكن أحفظ أي شيء سوي شعر بالفرنساوي.. لأنني كنت في مدرسة سان جوزيف بشبرا وعندما رفض والداها الانضمام للمعهد أخذها خالها إلي بيته.
وذهبت إلي المعهد أول يوم مع خالي الذي انتظرني علي أحد المقاهي. وكان عميد المعهد هو الأستاذ زكي طليمات وأعطي لي قطعة من الشعر ونفس القطعة لزميلة أخري وكنت أنا وزميلتي الأخري هي فاتن حمامة وكان زملائي في الفصل من سن الرابعة عشرة إلي الأربعين وزملائي هم محمد الطوخي وفاتن حمامة وعبدالمنعم مدبولي وناهد سمير وإبراهيم الشامي وكمال عيد وحمد الرجيب وأصبح سفيرا للكويت وإبراهيم سكر وعبدالمنعم إبراهيم وعدلي كاسب وعلي الزرقاني وأحمد الجزيري ومحمود عزمي وهكذا بدأت أولي خطواتي في الفن وعرفت بعدها ان من قام بامتحاني هو جورج بك أبيض وكان أحد المحاضرين لي هو د.زكي مبارك وكانت حصة الأساطير للعظيم دريني خشبة والحصة الثالثة للرقص التوقيعي للأستاذة نفيسة العمراوي.
وأول مسرحية مثلتها وأنا تلميذة هي البخيل لموليير والأدوار وزعت علي سعيد أبوبكر وشكري سرحان وعمر الحريري وفريد شوقي وعدلي كاسب ونعيمة وصفي وفاتن حمامة وسميحة أيوب وأول من كتب عني هو د.زكي مبارك وقال عني إن لديها حضوراً مسرحياً طاغياً.
وبما أنني لم أبلغ 16 عاماً قدم زكي طليمات مذكرة لوزير المعارف استثناء لأنال الستة جنيهات وأصبحت ثرية وقمت بتوزيعها علي إخوتي وأمي بعد ان عدت إلي البيت مرة أخري وكان أول أوبريت لي لبابا شارو باسم عذراء الربيع وهدأت من روعي زوزو نبيل بكوب من عصير الليمون وقيل اسمي لأول مرة في الراديو وكان أول فيلم لي هو "المتشردة" لمحسن سرحان وحكمت فهمي وكنت ألعب دور أخت محسن سرحان الصغيرة.
* المسرح هل هو معلم الشعب بحقوقه وواجباته ويعكس الرأي العام؟
** المسرح فن ديمقراطي يقوم علي الحوار واختلاف الآراء وتعددها والصراع بينها وهذا كله لا يسمح به المستبدون في الحكم الذين يريدون رأياً واحداً وطاعة كاملة لهم وهم لا يقبلون أن يتعلم الناس من المسرح أسلوب الحوار وتبادل الآراء والطريف ان مهنة التمثيل وارتبطت في الأذهان التقليدية بمهنة التمريض وكان هذا في نظر العقول الجامدة تمثلان عيباً لا يليق بالمجتمع المصري ان يتعرض له فالتمريض سمح للممرضات بالكشف عن أجسام الرجال أما معهد التمثيل فمصيبته أشد وأدهي فسوف يقوم الطلبة والطالبات بتمثيل مسرحيات قد يكون موضوعها الحب والغرام بما هو حرام في حرام.. وقد انكشف هذا عندما حكم الإخوان المسلمون واعتبروا ان الفن حرام وبدأوا في الهجوم علي الممثلات.. وأصدر البعض فتوي تجعل من يقوم بمهنة التمثيل كافراً خارج علي مبادئ الدين.. بينما الفن الراقي ينقل الشعب من مرحلة جامدة إلي مرحلة ابداع.
وقالت إنها لم تحب العمل في السينما بسبب أدوار الإغراء التي عرضت عليها بسبب شكلها وطولها موضحة أنها لم تقم بأدوار الإغراء طوال مشوارها الفني فيما عدا دور إغراء واحد لم تكن ملابسها فيها مكشوفة فقد تعمدت الظهور بملابس طويلة تغطي كل جسدها والاعتماد علي نظرة العين والصوت لأنه يكون أقوي وأكثر واقعية للمشاهد وقمت بقص شعري حتي لا أترشح لأدوار الإغراء.
* هل تغيرت عقلية العرب بالنسبة للفن وهل موقفك من الفن غير نظرة الناس؟
** إن موقفي وجيلي الفني هو الذي استطاع ان يغير عقلية المصري وان يثبت ان الفن مهنة ومهنة محترمة للرجل والمرأة وكنت علي رأس هذ الجيل الذي أزال الغبار عن سمعة الفن والفنان واكتسب في المجتمع موقفاً محترماً له مقامه وهيبته وإجلال الناس له.
* هل لم تتعرضي لأي شائعات في حياتك؟
** الشائعات تكذب نفسها بسلوك الفنان.. وأسهل شيء لدي العامة تناول أعراض الناس وقد تزوجت المسرح قبل زواجي من سعد الدين وهبة.
ففي قمة أزماتي الشخصية التي تعرضت لها لم أكن أساوم بل كنت أقاوم وكنت دائماً لا أتردد في ولائي للفن وان قلبي ممكن ان يحب الزوج والفن معاً.
* ما هي معركتك الأساسية في حياتك كفنانة؟
** هي إصراري أن أكون ممثلة للفن العالي الرفيع وقد كانت أمامي إغراءات كبري لكي أكسب الكثير إذا تنازلت قليلاً عن كبريائي الفني ورضيت أن أبيع موهبتي في السوق الواسعة للفن التجاري ولكني رفضت أن أباع وكان الفنانون يباعون بأسعار مرتفعة جداً ففي رأيي دائماً ان العائد المادي ليس هو كل شيء لأن هناك عائداً آخر هو الحب والاحترام والتأثير في العقول والمساهمة بالفن الجميل في دفع المجتمع إلي الأمام وهذا إذا أضيف إلي عائد الفنان الذي يحترم نفسه وفنه يكون المكسب مضموناً في كل الحسابات وقد كسبت ملايين القلوب والعقول وصفق لي الناس في كل مكان علي الأرض العربية وأنا مؤمنة بأن الذي تعودت أن يعطي قبل ان يأخذ ينال دائماً الاحترام وأيضاً الأوسمة والجوائز.
أعظم قرار في حياتها
* ما هي حكاية زواجك من سعد الدين وهبة؟
** بعد طلاقي من الفنان محمود مرسي عشت للفن ولأولادي ولم يشغلني شيء عنهما حتي التقيت بالرجل الذي عشت معه 33 عاماً باقي حياتي وهو سعد الدين وهبة و كان هذا في عرض مسرحية "السبنسة" وهو مؤلفها وكان واقفاً في الكواليس وعيناه فيها شيء غريب من الحب والخوف والتوتر وبعد اسدال الستار وتصفيق حاد لم تشهده من قبل طلب سعد الدين وهبة والمخرج سعد أردش ان يذهب الجميع للعشاء في منطقة الحسين اتصل بي سعد وهبة علي الهاتف بعد العشاء في منزلي وقال لي عايز أقولك وشك حلو عليّ وأغلق التليفون وظل طوال الأيام التقرب إليّ وطلب مني الزواج ولكني رفضت بعد تجربة الزواج الفاشلة بيني ومحمود مرسي.
بعدها طالبت منها أمها بشكل صارم قطع علاقتها بسعد وهبة حتي لا يتهمها زوجها السابق بوجود علاقة غرامية بينهما.. وحاول معها كامل الشناوي إقناعها ولكن فجأة تغير موقفها عندما سمعت بعض الشائعات وفاجأت سعد وهبة بمكالمة تليفونية "تعالي دلوقت نتجوز يا سعد" وقال لها هذا أعظم قرار في حياتك.
كما أكدت لي سميحة أيوب كان هذا أعظم قرار فكانت فترة زواجها من سعد وهبة فترة زمنية مليئة بالثقافة والفكر والفن كنا نجتمع يومياً بعد العرض المسرحي مع مفكري وظرفاء مصر كامل الشناوي ولويس عوض ومحمود السعدني وأحمد عباس وصالح وزوجي الحبيب سعد الدين وهبة.
* عشت مع سعد الدين وهبة آخر أزواجك 33 سنة بينما محسن سرحان 3 سنوات وكذلك محمود مرسي هل السبب التوافق وحب الفن هو الذي يجمعكما؟
** محمود مرسي تعرفت عليه عندما طلب مني أن أمثل في تمثيلية "الذاهبون للبحر" وقد كان محمود مرسي لا يعرفني ورشحني الريجسير واستفسر مني محمود مرسي لأنني لم أكتب ملاحظات.. بعدها قال لي إنهم قالوا عني "مش بطالة" فقال لي "أمال الكويسة تبقي إيه" وبدأت علاقة حب ثم زواج ثم ابني علاء محمود مرسي وتم طلاقي بعد ثلاث سنوات بسبب الغيرة ومحمود مرسي أصلاً كان لا يحب الزواج ولم يتزوج بعدي.
أما سعد الدين وهبة فقد بدأ قصة حب وصارحني بهذا في مسرحية السبنسة وكان يترك الجمهورية يومياً ليلاً ليأتي إلي الكواليس ليشاهدني ويقوم بدعوتنا للعشاء في الحسين وبدأت الشائعات وهو يرسل الوسطاء لقبولي الزواج وكان كامل الشناوي يتحدث لي ويطلب موافقتي علي الزواج وعندما بدأت الشائعات تصل لمحمود مرسي وكان قد تم طلاقي منه.. قررت الزواج من سعد الدين وهبة لأتخلص من غضبه وعلي فكرة لم أبد إلا ملاحظات علي خضرة في كوبري الناموس وعندما انتقدته حزن جداً وقررت بعدها أنني لن أقرأ أي مسرحية له إلا علي الترابيزة مع باقي فريق العمل.
* ما رأيك في دراما اليوم؟
** الدراما هي مرآة المجتمع كنا زمان لدينا إيمان بالأسرة ولمة العائلة.. لدينا إيمان شديد بالقادة لا نلوثهم.. ولا نقول كلاماً غير مسئول أو غير مدروس يؤدي إلي الفوضي أو إلي انهيار القيم والأخلاق.. الآن العالم كله يتخبط.. عالم به فوضي وعنف شديد هناك عمليات قتل يومياً في كل العالم. لا أحد يشعر بالمسئولية.. الانتماء أقل من زمان.. التهور هو سمة العصر.. قلة قليلة عقولهم مازالت حاضرة.
ثم نجد الدراما تعكس هذه الصورة والعنف.. القتل.. التحرش.. وعين كل المنتجين علي الإعلانات ولذلك يتجهون إلي الشاذ في المجتمع ليظهروه ويقولوا الجمهور عايز كده.. لا التجار عايزة كده.
* معني هذا أنك لا ترضين عن أفلام السبكي؟
** هو يقوم بإنتاج فيلمين أو ثلاثة ولكن يقوم بعمل توازن بإنتاج بعض الأفلام المحترمة مثل الليلة الكبيرة.
* حال المسرح الآن هل يرضيك؟
** المسرح بدأ يتعافي.. صعب الرجوع إلي المسرح القومي زمان لأنه كان هناك فهم لخدمة الوطن فالمكان يرتفع عندما يفكر بطريقة شمولية يحتوي الناس بالفكر والثقافة ويقدم نبض الشارع وما يحتاجه المواطن.. نحتاج للحالة الوطنية والثقافية والرؤية الشاملة.
لدينا مؤلفون ومكتبة إنسانية نريد فقط من المؤلف ألا يقول الجمهور عايز كده وهو يلهث وراء الإعلانات ويتناسي رسالته في تثبيت الدولة وفي إرساء القيم والأخلاق. ولدينا فترة كان المؤلفون ينتمون لمصر ويتناولون قضاياها بالمعالجة.. فيلتزمون نعمان عاشور وسعد الدين وهبة وميخائيل رومان ويوسف إدريس.
* وما هو الحل في رأيك؟
** العودة للحالة الإنسانية لكل عصر.. المهم التناول عندما نقدم الحالة الجديدة علي المسرح.. وقد كنت منذ أيام في لجنة قراءة روايات المسرح.. قرأت أكثر من 100 نص لمسرحيات للشباب وكلها مسرحيات تنبض بواقع الشارع المصري وكانت هناك 3 جوائز منحت اثنين فقط للمؤلفين وحجبت الثالثة.
* هل مسرحيات زوجك سعد الدين وهبة هي التي منحتك الشهرة الكبيرة التي تتمتعين بها؟
** سعد الدين وهبة كان مديراً لتحرير الجمهورية وكان له 6 مسرحيات قمت بدور البطولة فيها هي السبنسة وكوبري الناموس وسلام سلم الحيطة بتتكلم والمسامير وسكة السلامة وبير السلم وكل مسرحية منها تناقش قضية في الشارع المصري.
مثلاً القضية في مسرحية السبنسة كانت مشكلة الفلاحين والثأر وعندما يضطهد البوليس مواطناً مظلوماً.
مثلاً "سكة السلامة" تتناول تضليل المثقفين للشعب فمثلاً يقولون للسائق امشي من هنا والسائق نفذ ما قالوه وكانت النتيجة أنهم تاهوا في الطريق وطبعاً المثقفون يضللون الشعب البسيط لأن لديهم منطقاً ولديهم قدرة علي الإقناع حتي بالخديعة.. وعندما تستفيد الناس البسيطة من المثقف يتم تضليلهم ويقعون في الفخ.
ونموذج آخر لمسرحيات سعد الدين وهبة "بير السلم" وهي تمثل الشعب المكبل بالقيود فتحت بير السلم يعيش رجل مريض ضعفه ومرضه يمنعه من التحرك فعندما يتعافي الرجل المريض ويقوم.. يقوم الشعب.
* رأيك في حالة مصر الآن؟
** حالة مشوشة.. ناس مع وناس ضد لا تتروي في رأيها.. تري نصف الكوب الفارغ.. لا تنظر إلي الإنجازات التي تحدث الآن والمشاريع التنموية للرئيس السيسي.. نظرة واحدة بسيطة لطريق مصر اسكندرية. طريق مصر- الغردقة. طريق القاهرة- شرم الشيخ.
أري انجازات كثيرة في كل مكان في الإسكان في تغيير معيشة سكان العشوائيات ولكن في موضوع غلاء الأسعار نحتاج يداً من حديد علي التجار وعدم ترك رجال الأعمال كل علي هواه يضع الأسعار كما يريد. كان وزير التموين قد أعلن عن كتابة الأسعار علي كل سلعة ثم تم تأجيل ذلك ليناير القادم لماذا؟ هل لا نستطيع ان نقضي علي جشع التجار واحتكار رجال الأعمال ومع ذلك أنا متفائلة جداً.. ولكن الصبر حلو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.