محمود مرسى اتهمنى فى شرفى مع سعد وهبة «رفع الستار عن السبنسة وتجاوب الجمهور معنا والضحكات تزلزل المسرح، وسعد الدين وهبة واقف فى الكواليس وعيناه علىّ وكان فيهما شىء غريب مزيج من الحب والخوف والتوتر، لأن الليلة ليلة تقرير مصير العرض المسرحى وأسدل الستار بعد تصفيق حاد لا نسمعه فى مسرحيات أخرى» وبعد انتهاء العرض، طلب المؤلف سعد الدين وهبة والمخرج الأستاذ سعد أردش أن يذهب الجميع لتناول العشاء فى الحسين. كنت أشعر ونحن جالسون والزملاء فى قهوة الفيشاوى بأنه يريد أن يتحدث معى، ولكن الزحام والمناقشات والآراء لم تترك له الفرصة، ولكنه تحدث إلى تليفونياً بعد عودتى: «مساء الخير، والأفضل صباح الخير، لأننى تركت لك وقتاً قبل أن أتحدث لتكونى انتهيت من ارتداء ملابسك استعداداً للنوم». لم أجب وساد صمت قطعه بقوله: «أنا عايز أقولك أنتى وشك حلو قوى علىّ» فابتسمت وقلت: أشكرك. قال «والآن تصبحى على خير، هذا ما كنت أود أن أقوله لك» وأغلق السماعة. وتستمر الفنانة سميحة فى سرد القصة فتقول: «جاء الغد ونحن نستعد للعرض المسرحى وكنت فى غرفتى أعمل ماكياج، وإذا بالأستاذ وهبة يدخل الغرفة وعلى وجهه ابتسامة ذات معنى وقال لى: البسطجى جايب الجوابات. ثم ناولنى جريدة الجمهورية التى أعطاها له الأستاذ كامل الشناوى». وفى يوم فاجأنى وقال لى: «أريد أن أتزوجك»، قلت له: «أنا لن أتزوج، أنا عندى عقدة من الزواج، وطبعاً أنت تعلم قصتى»، ورغم محاولاته إقناعى فإننى قلت له «أرجوك أبعد فكرة الزواج عن ذهنك، إننى أفكر فى عملى، وكيف أرتقى وأتقدم به وأفكر فى ولدى محمود وعلاء، ولا يشغلنى شىء إلا هما وعملى، أما الزواج مرة أخرى فلا، بالرغم مما أحسه نحوك من ألفة. قال: «لا تريدين أن تقولى ما أحسه نحوك من حب». لا أنسى صوت كامل الشناوى وهو يقول لى: تصورى يا سميحة، أنا كنت لا أصدق أن سعد وهبة له قلب مرهف رقيق إلى هذه الدرجة، لقد حكى لى عن آخر لقاء لكما، ونظرت فى عينيه ووجدت دمعة فى عينيه وهو يصارعها ولكنها كانت أقوى منه، وقال لى: كامل بك أرجوك كلمها واقنعها بالزواج، فأنا لا أتخيل حياتى بدونها. كانت سميحة ترفض الزواج، ولكن بعد أن طلبت أمها منها أن تقطع صلتها بسعد لأن محمود مرسى يتهمها فى شرفها مع سعد، طلبت سعد فى عمله وكان وقتها مدير تحرير جريدة الجمهورية، ورد سعد على التليفون، فقالت له: تعالى دلوقت نتجوز، هتلاقينى بعد ساعة أمام باب منزلنا. جاء سعد وركبت معه سيارته وقال لى: هذا أعظم قرار فى حياتك. وفعلاً كان أعظم قرار. (الجزء الثانى من مذكرات الفنانة سميحة أيوب)