* ساعات قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك داعين الله أن يكون شهر سلامة وخير علي مصر وعلي الأمة الإسلامية وشهر الصبر والتقرب إلي الله لكل من أصابة كرب أو ألم الأيام الماضية هذا الشهر الذي اختاره الله شهراً للمغفرة لنغسل فيه قلوبنا وهمومنا وندعو الله أن يتقبل أعمالنا وأن يطهر فيه نفوسنا. ** لذلك كم كنت اتمني أن تتضمن الأعمال التي يقدمها التليفزيون في رمضان جرعة دينية مكثفة سواء مسلسلات أو برامج ولكن للأسف هناك ثلاثين مسلسلاً لكبار النجوم أعدت لرمضان لم نجد فيها مسلسلاً واحداً دينياً كما كنا نري زمان فكان مسلسل "لا اله إلا الله" بأجزائه المتعددة للمخرج الراحل أحمد طنطاوي وجبة دسمة كذلك مسلسلات الفنان نور الشريف ومنها عمر بن عبدالعزيز وعمرو بن العاص وكذلك مسلسلات عديدة منها خالد ابن الوليد وغيرها تقدم كثيراً من المعلومات للمشاهد تدور كلها في إطار ديني ورغم أن الأمر أصبح واقعاً منذ سنوات كثيرة وانحصر معظم ما يقدم في الأعمال الاجتماعية والمفترض انها تزرع القيم وتناقش قضايا المجتمع وهمومه وترصد الايجابيات والسلبيات إلا أننا وعلي مدار سنوات لم نجد مصر وشعبها داخل أكثر المسلسلات وطالبنا مراراً وتكراراً ان يقترب المؤلفون من واقعنا ويناقشوه خاصة وهموم ومشاكل الناس فاقت كل حدود الصبر وأهل الفن في غفلة عن دورهم وعن الوعي برسالة الفن والذي يغير شعوب ويقاوم فساد وهذا العام اتمني أن اجد بين الثلاثين مسلسلاً علي الأقل اثنين أو ثلاثة أري فيها مصر وشعبها ست سنوات مرت علي ثورة "25 يناير" لم ينجح كاتب واحد ان يحللها أو يناقشها وينقلها في عمل فني لم ينجح كاتب واحد ان يقرأ الواقع صح وبموضوعية وكأننا منفصلين عن عالمنا وعن كل ما يدور فيه من قصص وتغيرات وتحولات مصيرية تستحق أن يكتب فيها مئات المسلسلات التي تتناول حياتنا بدلاً من مسلسلات البلطجة والسلاح والمخدرات والسحر والشعوذة وبيوت الدعارة والأمراض النفسية اتمني ان يعبر الفن عنا ولكن وبقراءة بسيطة في قصص المسلسلات وملخصاتها يتضاءل الأمل تدريجياً ولكن ليس أمامنا سوي أن ننتظر ونشاهد المسلسلات التي حرمت ا لنجوم من الراحة في رمضان حيث إن معظم المسلسلات سوف يستمر تصويرها حتي الثلث الأخير من رمضان ننتظر لنري ونشاهد لعل هذا التعب يكون مجزياً ليس مادياً فقط للمنتج والنجم وإنما لمشاهد يشتاق أن يري دراما تعبر عنه ويندمج معها لأنه يري نفسه في إحداثها ولكن كيف وحتي أن وجد مكتوب علي المشاهد آن تشتت أفكاره ما بين إعلانات الزيت والصابون والشقق والمنتجعات والمستشفيات والتي تجعل مجرد المشاهد والمتابعة ضرب من ضروب الخيال ورغم الإنذارات التي أرسلت لكل القنوات من اتحاد الفنانين ومن جمعية المؤلفين لحماية المسلسلات من غزو الإعلانات التي تدمر الدراما وتفسد متعه المشاهدة إلا أنه حياة لمن تنادي وكأنه كتب علينا أن نصبح ضحايا في كل شيء وأن نحرم حتي متعة مشاهدة عمل يعبر عنا ده أن أصلاً.