كنت قد عقدت العزم ان انتاول جهود مؤسسة الرئاسة في تحقيق تقارب فعلي وعملي مع دول القارة الافريقية وذلك في اطار الاستعداد للاحتفال بيوم افريقيا والذي يواكب ذكري اطلاق منظمة الوحدة الافريقية في ستينات القرن الماضي. والتي تحولت فيما بعد للاتحاد الافريقي وتلك قصةپتستحق ان تروي في وقتا ما. پلكن ظهور الدعوة الكريمة من المهندس طارق النبرواي نقيب المهندسين. والمهندسين عبد الرؤوف فايد واحمد هشام عضوي مجلس النقابة والمهمومين بالشأن الافريقي بالنقابة لحضور احتفالية اطلاق اول كتاب الدكتورعبد الفتاح مطاوع الخبير الدولي . واول رئيس للوفد المصري في مفاوضات مياه النيل في اطار مبادرة حوض النيل. وحتي ثورة يناير. وهو صديق شخصي بالمناسبة. وتعاملنا كثيرامعا اثناء ادارته لملف النيل . كان وراء تأجيل الحديث عن الرئيس وافريقيا لتناول كتاب¢ بولتيكا سد النهضة¢.. بداية.. لابد من الاعتراف بان الكتاب جمع بين ادب الرحلات. والمعلومات الجديدة في ملف مياه النيل والمحطات. والازمات التي تعرض لها ملف العلاقات بين مصر ودول الحوض والتي انتهت بالازمة الحالية. والمعروفة بازمة سد النهضة. وهذا يحسب له . حيث نجح الدكتور مطاوع في تقسيم مراحل هذه العلاقة تحت عناوين مختلفة تعكس حال وشكل العلاقة. واسباب تصاعد الازمة في الوقت الراهن . حيث يقول ¢اول 7 سنوات من المبادرة تمثل شهر العسل في هذه العلاقات¢ وذلك من حيث التقارب والتعاون الايجابي . رغم الاختلافات في الرؤي والمفاهيم . والتي كانت تحدث بشكل حضاري. ثم ينتقل لعام 2009 حيث مر عشر سنوات علي المبادرة واكثر منها قليلا من مفاوضات اعداد الاطار القانوني والمؤسسي للتعاون ما بين دول الحوض ¢التي اسفرت عن اتفاقية عنتيبي المنقوصة¢. وفي محاولة لتقييم ما حدث من تغيير پفانه يري ان عام 2009 يمكن توصيفه بعام ¢ضرب الممكن بالمستحيل¢ في التعاون والانتقال من حالة الخلاف الحضاري الي الاختلاف الفوضوي وغير المدروس . والذي تغلب عليه الاهواء الشخصية ومحاولة فرض الرأي وظهور النعرات القومية والعرقية. وغيرها من الامراض الشخصية للمشاركين بالحوار!! ولديه اسبابه في هذا الوصف . هنا يذيع مطاوع لاول مرة سرا كان سببا في الازمة التي مازالت قائمة حتي الان وان كانت تخفو احيانا وذلك عام 2010 الذي شهد تطورات درامية بين مصر واثيوبيا ¢حينما تحرش وزير الري المصري برئيس الوزراء الاثيوبي¢ اثناء اجابته علي اسئلة عدد من الصحفيين بمطار الخرطوم . وتحديدا في¢19مايو 2010¢. وحينما علم الرئيس مبارك. آنذاك بالمشكلة. التي تسببت في خروج رئيس الوزراء عن شعوره. ومهاجمته لمصر قرر عزله عن ادارة ملف التعاون . مع دول الحوض وتكليف الدكتورة فايزة ابو النجا بادارة الملف انتهي تعليق مطاوع دون تدخل منا . پثم يستعرض اول رئيس لوفد المفاوضات مع دول الحوض تفاصيل كثيرة وان كانت غير كافية وغير مرتبة ولا تروي ظمأ الباحثين والرأي العام عن الكواليس التي اكيد انها متنوعة ومؤلمة وتكشف حجم وعمق القصور وغياب الرؤية لدي صناع القرار في تلك الفترة في التعامل مع ملف مياه النيل سواء علي مستوي التعاون الثنائي او الاقليمي بين الدول . نعود مع الكتاب لنرصد بعض الملاحظات عليه في عجاله رغم اهمية ما تناوله من تفاصيل نعود لها في وقتا لاحق ... اولها ان المؤلف لم يوضح لنا الاسباب الحقيقية. وغير المعلنة وراء اطلاق مبادرة حوض النيل في ذلك التوقيت . - المؤلف يعتبرها حلقه جديدة من حلقات التعاون التي تنقطع . ثم تتصل بين الحين والاخر- وان كنت علي يقين بان هناك اسراراً وراء اطلاق المبادرة غير المعلنة. خاصة ان حلقات التعاون في تلك الفترة. كانت قائمة . ومستمرة واخرها كان بمؤتمر النيل 2000 والذي بدأه الراحل الدكتور عبد الهادي راضي عام1994. وكان خطوة تكشف وتكثف مجالات للتعاون دون الحاجة لاطار مؤسسي او قانوني ¢ولا تعليق ثانيا لم يطرح المؤلف المخرج العملي والواقعي للتعامل مع الازمة الحالية. وان اكتفي بطرح مبادرة لحل الازمة لا تختلف كثيرا عما طرح عام 2007 بتصعيد النقاط الخلافية القائمة في اتفاقية عنتيبي پلرؤساء دول الحوض . وهو ما يتفق عليه معظم المراقبين للملف. والمتابعين له بان الملف سياسي اكثر منه فنياً . ثالثا المؤلف اعتبر ان توقيع اعلان المبادئ يمثل اعتذاراً رقيقاً من الدولة المصرية لاثيوبيا عما بدر خلال فترة حكم المرشد بينما نؤكد ان الاعلان پنجح بدرجة كبيرة في وضع البعد السياسي للازمة. خارج النص: متي نري رؤية استراتيجية واضحة يشعر بها الرأي العام- تنفذ علي ارض الواقع.. ومحددة لمهام الجهات المعنية للتعامل مع التحديات التي تواجه التناقص المستمر في نصيب المواطن من المياه العذبة. ويشارك فيها پالجميع مسئولين ومواطنين بوضوح وشفافية؟