امتدت يد التطوير إلي معظم عناصر المنظومة الأمنية.. فتحسن الأداء بدرجة مرضية.. واتبعت هيئة الشرطة إجراءات حاسمة وقطعت خطوات صارمة فانتشرت مظلات الأمان والاستقرار.. في معظم الربوع والأرجاء.. بصورة يشهد لها الجميع!! بقيت الأزمة المرورية علي عواهنها.. خارج نطاق التصدي والمعالجة.. لا تعرف حلا.. ولا تري انفراجة.. بل تزداد تفاقما وتعقيدا يوما بعد يوم.. الأمر الذي يسبب ازعاجا للناس.. وتعطيلا للمصالح.. وتعكيرا للصفو.. وغضبا وسخطا من كافة المستويات! بداية.. هناك أسباب لا تتعلق بالمنظومة الأمنية.. في مقدمتها السماح بترخيص كم هائل من السيارات لاتستوعبه الطرق الحالية.. إلي جانب السلوك غير المنضبط لمعظم قائدي السيارات.. وكذلك العقوبات المنصوص عليها في القانون لم تعد كافية للردع والعقاب! في المقابل.. هناك "مشاهد" عديدة.. توضح القصور والتقاعس في مواجهة المنفلتين والمتجاوزين.. الذين ينشرون الفوضي. ويشوهون صور الانضباط والأنسياب.. وأولها بالطبع "الباعة الجائلون".. فهم يفترشون الطرق الرئيسية. ومعظم الميادين العامة.. تحت مرأي ومسمع من "الأمناء" ومندوبي الشرطة.. بل ان هناك من يبلغ "الباعة" بمواعيد الحملات الأمنية.. والمقابل معروف!! "الميكروباص".. ثاني الامبراطوريات المخالفة.. فالسائقون يفعلون ما يحلو لهم دون رقيب أو حسيب.. يقفون في الممنوع.. يتخذون من عرض الطريق مواقف للانتظار.. يحملون أكثر من السعة المقررة.. وبالأجرة التي ترضي جشعهم.. يتجاوزون السرعة ويتلاعبون بأرواح الأبرياء! "مواقف الانتظار" امبراطورية ثالثة.. صعب ردعها.. نتيجة لتغاضي رجال الشرطة عن مواجهتهم.. فهم يفرضون الأتاوة علي أي سيارة.. ويعاقبون من يمتنع.. ويحطمون سيارته.. ويقدمونه عبرة وعظة للآخرين..!! عن الفتوات والبلطجية.. حدث ولا حرج.. يحتلون النواصي والميادين.. يعاكسون المارة.. يتحرشون بالنساء.. يحطمون السيارات والمحلات.. يخطفون الأطفال بل والرجال.. ويرتكبون كافة الآثام.. خاصة بعد أن تجردت مشاعر الأغلبية من النخوة والشهامة..!! لقد فاض الكيل بالمواطن.. بعد أن استفحلت الأزمة المرورية.. وصار الشارع مرتعا للحوادث والمشاجرات وارتكاب المخالفات.. الأمر الذي يفرض علي الجهات الأمنية سرعة التدخل والمواجهة.. ومضاعفة التواجد في الشارع للقضاء علي مظاهر البلطجة. والتصدي لفتوات "المواقف".. ولردع سائقي الميكروباص.. ولإعادة الباعة الجائلين إلي أماكنهم..! ان الإسراع بتلك الخطوات الحاسمة.. صار ضرورة ملحة لتحسين المرور وإعادة جزء من الانضباط والانسياب للشارع المصري.. وإلا انعكست السلبيات القليلة بالضرر علي الايجابيات الكثيرة.. مما يهدد باختلال المنظومة الأمنية.. وعودة الخوف والرعب من جديد.. إلي نفوس المصريين!!