يقدمون أغلي عطاء. يلبون خير نداء. ينزفون أزكي دماء.. دفاعاً وفداء وتضحية من أجل القضاء علي الإرهاب بكل أشكاله وصوره.. فهم الأقدر علي اجتثاث جذوره. وقطع رؤوس مخططيه. وبتر أيادي منفذيه.. حتي يعود للوطن أمنه وأمانه.. ويسود الاستقرار ويعم السلام. هكذا قدر رجل الشرطة. وتلك سماته وخصاله.. إلا أنه رغم عظمة ما يبديه وبراعة ما يظهره.. فمازلت المسيرة طويلة وشاقة.. والمواجهة قد تستغرق المزيد من الوقت وتستنزف الكثير من الجهد.. خاصة وان المنظومة الأمنية لم تكتمل حلقاتها بعد. وتعاني من ثغرات يتسلل منها المغرضون وهواة الوقوع في الممنوع.. والأمثلة قائمة وجلية.. والخلل واضح وآثارة أوضح في عدة محاور من المنظومة. * الانسياب المروري.. مازال أملاً بعيد المنال.. حيث تتكدس السيارات أمام الإشارات ويمتد الطابور لعدة كيلو مترات.. كما أن الاختناقات تضرب معظم الشوارع والميادين.. وصار معتاداً أن يخرج المواطن عن النص.. ويخالف اللوائح والتعليمات.. وأغلب قائدي السيارات يقفون في عرض الطريق.. وتوغلت أماكن الانتظار لتصنع صفوفاً ثالثة ورابعة.. فضلاً عن اتخاذ سائقي الميكروباص من بدايات ونهايات الكباري موقفاً للتحميل والتنزيل.. دون ان يلقوا مواجهة من أحد!! * الباعة الجائلون.. احتلوا الأرصفة.. واقتطعوا مساحات شاسعة من الطرق والشوارع.. واستعت "الفرشة" يميناً ويساراً لتحدث الارتباك والعرقلة.. وتجبر المواطن علي الجلوس داخل سيارته بالساعات في انتظار الفرج.. وتدخل أحد المسئولين عن الأمن..!! * سرقة السيارات.. أصبحت ظاهرة تخيف المواطنين وتبعث علي القلق والتوتر.. ولا شك إنه احساس مرير وشعور آليم ان يختار الإنسان بين حياته وسيارته طالما "الأمن" مفقود في كثير من الطرق والمحاور المرورية.. ولعل مقتل الطفل "بطل وادي دجلة" أقرب مثل.. والذي دفع حياته ثمناً لإنقاذ سيارة والدة من السرقة بالإكراه!! * "البلطجية".. انتشروا في النجوع والأحياء.. مستغلين ضعف التواجد الأمني. و"جبن" بعض الأهالي.. وراح كل منهم يفرض سطوته. ويبتز الجيران. ويغتصب الأموال وينهب الحقوق دون وازع من ضمير.. وفي أغلب الأحيان تأتي الشرطة.. بعد أن يقع فأس "الفتوة" في رأس "الغلبان"!! * التحرش.. وما أكثر ضحاياه.. فقد بات من الأفعال التي تشهدها الأماكن العامة والمزدحمة.. لاسيما وأن المروءة والشهامة والنخوة أصبحت ذكري.. وأصيب معظم "الرجال" بالخنوع والسلبية.. ولم يعد يمر يوم دون أن تقع حادثة تثير الأسي والحزن تحت مسمع ومرأي البعض ممن يحملون لقب "رجل"!! * تجار السموم.. يتلاعبون بأصحاب الكيف.. ويدفعونهم إلي طريق الغي.. بل إنهم يتفننون في تقديم الجديد من الأصناف والأنواع.. بمسميات وأشكال عصرية.. بينما يتضاعف يومياً عدد الزبائن أمام خطط المواجهة والتي يشوبها البطء.. ولا تتوائم مع فكر المهربين الشيطاني!! نعم التحديات شرسة.. والحمل ثقيل ودائرة المواجهة واسعة.. والمواطن يثمن الدور الفعال لرجل الشرطة ويقدر ما يحققه من نجاحات علي أرض الواقع.. لكن الخوف لم يتبدد بعد.. والأمان لم يتجسد بالصورة المأمولة. لذا.. يستلزم الأمر.. مراجعة الخطط الأمنية.. وإعادة النظر في الأدوات والوسائل.. وتطوير الأسلوب وتحديث الفكر.. والاعتماد علي الكفاءة والمهارة.. وإحكام القبضة الأمنية بلا تجاوز.. ودون استخدام سيئ للسلطة.. ولابد من رفع مستوي الرقابة والمتابعة.. وعدم التهاون في المحاسبة والمساءلة.. وينبغي تطبيق القانون بحسم وصرامة.. حتي تصبح المنظومة محكمة الحلقات. مكتملة الأركان. محددة الأهداف.. توفر الحماية في أي بقعة. وتفرض سياج الأمان داخل كل حي.