التحذيرات الأمريكية الأخيرة لرعاياها بمصر تؤكد ان المؤامرات ضد مصر مستمرة وان هناك سيناريوهات عديدة ولا تخطر علي بال بشر لتنفيذ مخطط الاسقاط مهما تجاوزت مصر العديد من العقبات وأحبطت الكثير من السيناريوهات وان الإدارة الأمريكية مهما اختلفت القيادات ماضية في تنفيذ برنامج المؤرخ والمفكر الأمريكي يهودي الأصل برنارد لويس لتقسيم الشرق الأوسط "الدول العربية" وتفكيك جيوشها وتمزيق شعوبها وإخضاعها للهيمنة الأمريكية والسيطرة علي ثرواتها والتحكم في مواقعها ومنافذها.. استعمار عصري.. وهو ما يطلق عليه المسمي الذي مللنا ذكره وهو الجيل الرابع من الحروب.. واسقاط الدول بأيدي أبنائها واستنزاف طاقاتها حتي الانهيار.. مستخدمين في ذلك عوامل عديدة في مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة ونشر الشائعات.. والحصار المحكم حول كل مقدراتها.. والملاحظ في الشأن المصري بعد الفشل في النيل من الدولة وجيشها وتماسك نسيج الشعب الواحد.. وفشل سيناريوهات الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.. هناك سيناريوهات أخري بصور وأساليب مختلفة.. يأتي في مقدمتها ضرب الاقتصاد والسياحة وإحباط أي محاولات للاستثمار أو نجاح أي مشروعات قومية. *** والمتابع لمجريات الأمور يدرك انه عندما نشطت السياحة بعض الشيء.. وبدأت الأفواج تتدفق علي شرم الشيخ والغردقة حدثت واقعة الطائرة الروسية بسيناء.. فضربت السياحة في مقتل وتعطلت بعض الاستثمارات وأصيبت الحياة السياحية بشلل.. وبعد مشاورات وزيارات روسية وبريطانية للمطارات المصرية والتأكد من ان الإجراءات الأمنية تجري وفق المعايير الدولية وأفضل من مطارات عالمية كثيرة.. وبدأت الرحلات الروسية والبريطانية تعود للقاهرة.. يأتي التحذير الأمريكي بأن التاسع من أكتوبر سوف يشهد بعض أعمال عنف بمصر.. والحقيقة الدامغة ان شوارع القاهرة ومقاهي مدارس القاهرة أكثر أماناً من مدارس وكافيهات الولاياتالأمريكية المختلفة.. فلم يحدث عندنا علي مر التاريخ ان فتح طالب النار علي زملائه ومدرسيه فقتل وأصاب العشرات مثلما حدث في الولاية الأمريكية.. ولم يحدث عندنا أن تتحول المقاهي إلي ساحة تبادل اطلاق النار بين الرواد مثلما يحدث هناك.. لكن لأن النوايا ليست خالصة وان استقرار مصر والمضي قدماً نحو تحقيق التنمية وتنفيذ البرنامج الاقتصادي وتحسن النشاط السياحي.. لا يروق للأمريكان الذين كانوا ينتظرون سقوط الدول العربية الواحدة تلو الأخري.. من العراق إلي ليبيا.. إلي اليمن وسوريا.. لكن نجاح مصر في إفشال المشروع الأمريكي مازال يؤرق الجالسين علي مقاعد البيت الأبيض فيبذلون المستحيل لضرب القاهرة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وبأي صورة. *** وعندما لجأت مصر إلي تنويع مصادر سلاحها بعد تعنت الأمريكان ووقفة المعونة العسكرية لفترة ومحاولة الاذلال والتحكم الغريب في هذه المنحة التي تنص عليها اتفاقية السلام وتحصل اسرائيل علي اضعافها بنص ذات الاتفاقية.. أقول عندما لجأت مصر إلي روسيا وفرنسا وإبرام صفقات "الرافال" وحاملات الطائرات "الميسترال" الأولي والثانية.. بادرت أمريكا بإبرام أكبر اتفاقية دعم وتسليح للجيش الاسرائيلي بمبالغ فوق كل تصور. *** هذه هي أمريكا.. الراعي الرسمي للإرهاب علي مر التاريخ تصدر قانوناً باسم "العدالة ضد الارهاب".. المعروف باسم "جاستا" لابتزاز السعودية ومقاضاتها وطلب تعويضات لضحايا أحداث 11 سبتمبر وتفجير البرجين التجاريين الشهيرين بمزاعم ضلوع السعودية في تلك الأحداث.. ولو صار هذا القانون الأمريكي الذي لا قيمه له دولياً ما لم يتم تصعيد القانون ليكون دولياً.. وفي هذه الحالة سيكون الضرر كبيراً علي أمريكا ذاتها.. فمن حق العراق الذي دمره الأمريكان واستولوا علي ثرواته وقتلوا شعبه بأكاذيب ومزاعم واهية أن يطلب التعويض المناسب علي ضياع دولة بأكملها وليس برجين.. ومن حق فيتنام واليابان أن تطلب تعويضات علي ضرب مدينتي هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية.. ومن حق كل الدول التي عانت من بطش الأمريكان الحصول علي التعويض المناسب. *** إن مشروع القانون الذي أقره الكونجرس جزء من مؤامراتها ضد الأوطان العربية والتي لها أشكال وسيناريوهات عديدة.. ولنا عودة بإذن الله.