زادت المعاشات 10%.. فارتفعت الأسعار بنسبة مضاعفة.. لتلتهم الزيادة ومعها بالمرة كامل المعاش..!! بمجرد اقتراح قانون الضريبة المضافة.. تخطي الغلاء أرقاماً فلكية.. رغم أن القانون مازال في دائرة الحوار والنقاش.. ولم يمس من قريب أو بعيد السلع الأساسية.. ويركز فحسب علي الخدمات الترفيهية والبضائع الكمالية!! فور سماع شائعة خفض سعر الجنيه أمام الدولار.. ازداد التجار جشعاً وطمعاً.. وتلاعب الباعة بالمشترين البسطاء.. وتحكم السائقون في الأجرة والبنديرة.. وضاعف المهنيون من أجرتهم.. مع أن ما يعرضونه من خدمات وسلع لا يرتبط أبداً بالدولار وجنونه..! لقد بات المواطن "الغلبان" لقمة سائغة بين أنياب الجشعين وتعالي أنينه من مصاصي "الأقوات".. كما دوت صرخات الكادحين.. الذين اكتوت قلوبهم وجيوبهم من نار المتاجرين والمتلاعبين بمصائرهم.. وصارت حلقة اليأس تضيق حول رقابهم يوماً بعد يوم!!.. بينما الأجهزة المسئولة تقف عاجزة عن التدخل.. رغم امتلاكها لقوانين عديدة هدفها الأساسي توفير الحماية للمستهلك الذي تراجع دخله إلي أدني المستويات العالمية أمام ما تشهده الساحة من غلاء وبلاء..!! ليس مقبولاً الآن.. أن تبقي الحكومة علي حالها وتخليها عن المواطنين.. لاسيما أن بمرور الوقت يزداد الأمر شراسة ومرارة.. ويحتاج إلي تدخل سريع.. وعلاج فعال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!! خطورة الوضع.. تفرض الإسراع بمواجهة موجة الاحتكارات التي تضرب سوق المنافسة في مقتل.. فالمسافة بين المنتج والمستهلك تمر بوسطاء وسماسرة يتحكمون في تجارة معظم السلع.. ويبطلون مزايا آليات العرض والطلب.. ويشكلون "مافيا" لتحقيق الأرباح الطائلة علي حساب الفقراء والمحتاجين..!! فتح أبواب الأمل أمام الشباب من خلال تمويل مشروعاتهم الصغيرة.. يكسر أيادي المحتكرين والمضاربين.. ويضرب بيد من حديد فوق رءوس المستغلين.. كما أن تحسين مناخ الاستثمار يجذب المزيد من رءوس الأموال.. ويضاعف من المنافذ والأسواق ومن ثم يسحب من نسب الاحتكار ويهبط بهامش الربح ويكتم أنفاس غول الغلاء..!! إعمال القانون.. وتطبيقه بمنتهي الحسم والصرامة علي المتاجرين والمتلاعبين والمحتكرين.. يساهم بالجانب الأكبر في مواجهة المشكلة وعلاجها.. ويرسم قسمات الرضا علي وجوه الغلابة.. الذين تحملوا ما لا يطاق.. ولم يعد لديهم الآن أي رصيد من الجلد والصبر..!! ما أحوج المواطن إلي أيادي الحكومة التي لابد أن تمتد بأقصي سرعة لتخفف من معاناته. وترفع عن كاهله.. وإلا بقي أسيراً لليأس.. ملازماً للبلاء.. مطمعاً للذمم الخربة.. والضمائر الميتة..!!