الاحداث التي مرت بنا خلال الايام القليلة الماضية لايمكن النظر لها علي أنها حوادث فردية منفصلة بدءا من اغتيال الشاب الايطالي وتظاهرات "الالتراس".. أهلاوي الذين رفعوا الشعار الإخواني "مكملين" ووايت نايتس الزملكاوي بشعار "قادمون" علي وزن "حازمون" الذي كتبوه علي ملابسهم والاثنان هتفا ضد رموز مصرية مشتركين في هتاف واحد .. "الشعب يريد" ولانعرف أي شعب يتحدثون بلسانه؟!! وقبل مظاهرات الالتراس كان تصعيد أطباء المطرية ضد تجاوزات الشرطة وإغلاقهم المستشفي في وجه المرضي الغلابة لأكثر من خمسة أيام رغم ان ما حدث يمكن اعتباره حادثا فرديا يحدث كل يوم في اقسام الاستقبال في كل مستشفيات مصر ومن فئات مختلفة والطرفان مسئولان عن المواطن والطبيب لاسباب كثيرة منها ضعف الامكانيات المهنية والمادية للعاملين بتلك الاقسام وعدم قدرة البعض النفسية علي التعامل مع حالة الطوارئ فضلا عن الانفلات الاخلاقي الذي استمر مع البعض بعد الثورة وللاسف هذا الحادث سيتكرر طالما لم نعالج الاسباب وذلك لايعني ان هناك فئة بعينها بالكامل ضد اخري أو فئة بعينها تحتكر التجاوزات والباقي ملائكة فنحن لانعيش حربا اهلية. علينا الا نتحيز لطرف ضد اخر.. من أخطأ يحاسب ومن يتصدي للتقييم بمعايير اخلاقية بعيدا عن التحقيقات الرسمية عليه ان يكون محايدا وايجابيا لايشعل النار ولايغمض عين خطأ. أيضا محاولات إلقاء شكوك علي ان جهة معينة وراء قتل الشاب الايطالي اراها لاتنفصل عن تلك الاحداث.. رغم ان ذلك يعتبر سذاجة في الطرح.. فألف باء علم الجريمة ان نبحث عن المستفيد منها.. وهنا يصح التساؤل عن امكانية ان تكون هذه الجهة هي التي فجرت القنصلية الايطالية؟ او الطائرة الروسية؟ وما هي العلاقة بين القتل أو الكشف عن الجريمة في نفس يوم وصول وفد سياسي اقتصادي ايطالي علي اعلي مستوي ليضطر الوفد للمغادرة ويلغي مقابلاته مع ثلاث وزارات هامة فيتحقق الهدف!!! أتصور انها تساؤلات مشروعة وليس استباقا للتحقيقات او دفاعا عن اي جهة.. هدفنا هو وطننا حتي لايتحول لدولة بلطجة امام العالم. هذه الاحداث رغم سوداويتها قد تصبح مقبولة في مجتمع يحاول ان يستعيد توازنه بعد ثورتين وامور جبسام ولدينا من المؤسسات ما يمكن ان تتعامل معها وتوجهها وتستخلص الدروس هذا اذا كانت تتم في اطار فردي لاعلاقة لاحداها بالاخري.. لكن الخطر كل الخطر كونها تتم في اطار منظم وراءه من يريد ان يخلق حالة من عدم الامان والاستقرار في الداخل والخارج لمصر ليضر بمصالح الدولة لذا علينا ان ننتبه "فجراب الحاوي لن يخلو من الألاعيب"