في ميدان التحرير كانت هناك أربعة مشاهد.. تبلورت وتلاحمت في صورة واحدة أو مشهد واحد هو الثورة.. أو امتداد للثورة وان كانت جمعة تصحيح المسار أهدأ المليونيات منذ 25 يناير حتي الآن لاسيما وان منصة واحدة تم بناؤها واحتوت شباب الثورة وضمت المشهد الرئيسي الذي كان يطوف حوله المشاهد الأخري من "التراس" للأهلي أو "وايت نايت" الزمالك أو جمال عبدالناصر الذي يقتحم أي تجمعات بعد أكثر من 40 عاماً من وفاته. فيما يخص المشهد الرئيسي فلا يزال هناك اصرار من جانب الثوار علي استكمال مطالبهم وربما في مقدمتها تحقيق الأمانة والسرعة والشفافية في المحاكمات التي تدور حتي الآن والرغبة في أن تكون دولة مصر دولة مدنية خاصة في ظل غياب الأخوان ومعهم السلفيون وبعض الاحزاب.. وزاد علي هؤلاء فلاحو مصر الذين استغلوا فرصة عيدهم القومي وراحوا يحددون مطالب تهدف تحسين أوضاعهم.. وأخيراً طلب التصدي لتجاوزات رجال الشرطة. ومن هذا المطلب الثاني انطلق التراس الأهلي الذي دخل الميدان معلناً ثورته علي الداخلية بعد الأحداث التي شهدها لقاء الأهلي مع كيما أسوان والذي لم يكن سوي خطوة علي طريق تجاوزات الشرطة مع التراس الأهلي ووايت نايت الزمالك.. ويكفي أن إدارة الأهلي منعت دخول الشرطة للمباريات الودية التي تقام باستاد التتش ويحضرها الالتراس ويظهر في أحلي صورة.. ولكن يبدوا أن الداخلية كانت تتربص بجماهير الأهلي فشنت حربها في لقاء كيما.. فجاءت جماهير الأهلي لاعلان غضبها في ميدان التحرير لعلها تضع حداً لهذا الأمر ويكون هناك وجه آخر للشرطة في تعاملها مع الجماهير. وعلي الرغم من غضب بعض "الوايت نايت" من "التراس" الأهلي لاسباب نوجزها كما قالها لي شاب من شباب "الوايت نايت" المميزين والمثقفين وهي أن "التراس" الأهلي يعيش لنفسه كثيرا.. إلا أن ابناء "الوايت نايت" تحاملوا علي أنفسهم وانغمزوا في الموقف دفاعاً عن قضيتهم ضد الشرطة. المشهد الرابع الذي يشد انتباهي وهو ظهور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بشكل مكثف.. فردي وجماعي.. أري صوراً يحملها الكثيرون ويطوفون الميدان..