مع تعدد القبض علي بعض الجزارين لقيامهم ببيع لحوم الحمير تزايدت مخاوف المواطنين من انتشار هذه الظاهرة وخاصة بعد انتعاش سوق تصدير جلودها للصين التي تستخدمها في صناعة أدوية المنشطات الجنسية.. مصدرو جلود الحمير قللوا من مخاوف المواطنين مؤكدين ان مصدر الجلود هو الحمير المذبوحة التي تورد لحدائق الحيوان والسيرك القومي لإطعام الحيوانات المفترسة علاوة علي التي يتم جمعها من الأفراد الذين يقومون بسلخ الحمير النافقة من علي الترع والمصارف. فيما يخشي المواطنون مع رواج هذه التجارة انتشار بيع لحومها أو تصنيع جلودها في إنتاج الحقائب والأحذية التي تضر بصحة المواطنين. يقول أحمد علي تاجر هذا النوع من الجلود يتم تجميعها من الحمير المذبوحة والتي تورد لحدائق الحيوان والسيرك القومي حيث يتم ذبح الحمير لإطعام الحيوانات المفترسة علاوة علي التي يتم جمعها من الأفراد الذين يقومون بسلخ الحمير النافقة من علي الترع والمصارف. ويشير عبدالنبي السيد تاجر هذا النوع من الجلود ليس له أي قيمة أو استخدامات محلية لذلك تم إعدام العام قبل الماضي أربعة آلاف جلد حمار ولكن بعد أن توالت عروض الشركات الصينية لاستيراد أي كمية من هذا النوع من الجلود حيث يتم استخراج منها مواد خام تستخدم في صناعة المنشطات الجنسية وبعض مستحضرات التجميل ارتفعت أسعارها. ويضيف حامد محمود عامل ارتفاع سعر جلود الحمير حد من عمليات السرقة حيث لجأ العديد من اللصوص للبحث عن الحمير النافقة من خلال الترع والمصارف والقيام بسلخها وبيعها حيث يتراوح سعر الجلد الواحد من 400 إلي 500 جنيه وتحقيق مكاسب طائلة ورحمهم من المطاردة الدائمة من رجال الشرطة. يشاركه الرأي إبراهيم حسانين أحد العاملين في سلخ الجلود قائلاً عملية البحث عن الحمير النافقة تتم بصفة يومية بالانتقال من قرية إلي أخري وتحديد الأماكن التي يكثر فيها تواجد الحمير النافقة مثل مقالب القمامة والترع والمصارف حيث يتم سلخها وحفظها بالملح وتسليمها للتاجر المتعهد بجمعها. ويوضح صالح عبدالسلام تاجر نظراً لأن جلود الحمير تختلف عن الجلود الأخري من البقر والجاموس حيث يوجد لها رائحة نفاذة لا يستطيع أن يتحملها الإنسان لذلك يتم تعريضها للشمس في قطعة أرض فضاء كل جلد علي حدي حتي يجف ويصبح قطعة صماء وتجميعها مرة أخري وإعدادها للتصدير للخارج في حاويات. ويضيف ياسر عبدالله عامل برغم من صعوبة هذه التجارة إلا أنها لاقت رواجاً في الفترة الأخيرة لما حققته من الثراء وتحسين الحالة الاجتماعية والاقتصادية للكثير من الأسر التي لم يكن لها أي دخول تعتمد عليها ففي أقل من ساعة يستطيع الفرد الحصول علي مبلغ مالي يصل إلي 1000 جنيه. ويبين حاتم عبدالعظيم مورد أن هذا النشاط كان يقتصر فقط علي مصدر واحد حتي وقت قريب ولكن ازداد عدد المصدرين نتيجة تزايد عروض الشركات الصينية علي هذا النوع من الجلود. ويتساءل إسلام أحمد موظف هل يقتصر استخدام الصينيين جلود الحمير في استخراج المواد الخام الطبية فقط أم أنه تتم إعادة دباغتها واستخدامها مرة أخري في صناعة الأحذية والحقائب وتصدر إلينا مرة أخري؟!! يتفق معه جمال عبدالتواب موظف إنها كارثة حقيقية إن كان يتم فعلا ذلك في صناعة بعض مستحضرات التجميل والمنشطات الجنسية فضلاً عن استخدامها في صناعة الأحذية والحقائب التي تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض الخطيرة في غياب الدور الرقابي لمنظمات الصحة العالمية. ويطالب أيمن الهاروني معاش بضرورة تشديد الرقابة والمتابعة علي جميع أنواع المنتجات المستوردة من الصين خاصة المواد الطبية والأحذية والحقائب لأجل الحفاظ علي الصحة العامة. ويؤكد حسين علي محام أن هذه التجارة ستفتح باباً لأصحاب الضمائر المعدومة لتحقيق مكاسب طائلة علي حساب المصريين من بيع لحوم الحمير التي تطل علينا يومياً من كبري المحال إلي جانب الاستفادة من بيع جلودها بأسعار مرتفعها في غياب أجهزة الرقابة. يحيي زلط عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات المصرية: إن الهدف الوحيد من استيراد الصين لهذه النوعية من الجلود هو استخدامها في صناعة المنشطات الجنسية وليس لغرض الدباغة ومنذ ثلاث سنوات أثناء تولي رئاسة الغرفة عرض علي أحد المصدرين تصدير 50 ألف جلد حمار ولم يسمح له إلا بتصدير 25 ألف جلد بعد تقديم المستندات الدالة علي أنها ذبحت لصالح حديقة الحيوان والسيرك القومي والطب البيطري وتصدر في صورتها الخام دون أي معالجة وهو أمر جيد لأنه يرفع صادراتنا ويزيد من العملة الصعبة حيث يقدر العائد السنوي من هذا النشاط من 300 إلي 400 مليون دولار. ويشير نبيل الشيمي مستشار غرفة صناعة الجلود إلي أن المتعارف عليه أن الجلود التي تدخل في صناعة المنتجات الجلدية محظور تصديرها لمنع التحايل علي الدولة وفيما يخص جلود الحمير لا يوجد خطر علي تصديرها وتتم عن طريق الاتفاق المباشر بين المصدر والمستورد عن طريق الجمارك مباشرة إذا كان الأمر لا يتطلب موافقة تصديرية حيث بلغت نسبة جلود الحمير المصدرة العام الماضي 20 ألف قطعة بعد اقرار لجنة هيئة الرقابة للصادرات والواردات للتأكد من عملية الفحص بأن الجلد المصدر جلد حمير. وأضاف الشيمي أن العرف المتبع أن يتم تقديم طلب لوزارة التجارة وموافقة هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة للإشراف علي عملية ذبح الحمير للاتفاق علي الكمية التي يتم توريدها إلي حديقة الحيوان والسيرك القومي وفي الأوانة الأخيرة ازداد طلب الشركات الصينية علي شراء جلود الحمير المصرية حيث يستخدمونها في صناعة المنشطات الجنسية وبعض مستحضرات التجميل واستخراج مادة الجلاتين التي تدخل في صناعة بعض الحلويات والصناعات الأخري.