صورة من داخل أحد المدابغ لجلود البقر لسرية دبغ جلود الحمير في أحد الأفلام فوجيء البطل محمد هنيدي بالشرطة تداهم المطعم الذي كان يأكل فيه مع والده. ليكتشف الاثنان أن اللحوم «الشهية»، التي تناولاها مع غيرهما لم تكن سوي لحوم حمير! الجديد هنا ليست اللحوم، فالجشع امتد إلي جلود الحمير التي تحولت إلي تجارة رابحة، يجمعها بعض أصحاب المدابغ لتصديرها. حتي الآن لا توجد مشكلة حقيقية، لكن الكارثة تبدأ عندما تعرف السبب. فهذه الجلود تستخدم في الخارج لتصنيع المنشطات الجنسية التي تعود إلينا ليتعاطاها الكثيرون! هذه الحقيقة فجرها صاحب مدبغة في منطقة مجري العيون. الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه اكد ان جلود الحمير تحولت إلي «بيزنس» فهناك بعض أصحاب المدابغ الذين يحرصون علي المشاركة في مزادات حديقة الحيوانات. يشترون من خلالها جلود الحمير التي يتم ذبحها لتقديمها طعاما للأسود. وهناك من يكونون شبكة علاقات مع «العربجية» علي مستوي الجمهورية لشراء جلود الحمير النافقة! ويؤكد أن تصاعد الطلب عليها جعل البعض يقومون بتسميم حمير جيرانهم أو سرقتها للحصول علي الجثة وبيع جلدها، ويتراوح سعر بيع جلد الحمار الواحد بين 50 و100 جنيه. عندما انتقلنا إلي مدابغ مجري العيون بدأ أصحابها يحدثوننا عن صناعتهم بكلمات اعتادوا ترديدها أمام وسائل الإعلام. وصفوا مراحل الصناعة وأنواع الجلود التي يتعاملون فيها وأكدوا أن جلود الحصان والحمار والخنزير ممنوعة من التداول عندهم لأنها مكروهة شرعا. واجهناهم بما يتردد عن جلود الحمير فأبدوا دهشتهم من أن لدينا معلومات عن هذه التجارة السرية. أحدهم أشار إلي سيدة كونت ثروة من تجارتها في جلود الحمير. تحولت من صاحبة ورشة صغيرة إلي سيدة أعمال، وأصبحت الوكيل الرسمي لتصديرها إلي الصين. وأوضح أن المتعاملين في هذه التجارة يقومون بتمليح الجلود لمدة شهرين قبل أن يصدورها. وأشار إلي أن هناك من يقوم بتصدير الجلود مرتين خلال العام، ويصل وزن كل كونتينر إلي 4 أطنان من الجلود. أكد أن تعبئة البضاعة يتم ليلا عادة وتجري عملية تصديرها تحت أي مسمي آخر لتقوم الصين باستخدام محتواها في تصنيع المنشطات الجنسية تعود إلي السوق المصرية التي ترحب بها! وصف لنا الرجل مدبغة السيدة الحميرية كما يطلقون عليها، كان الوصول إليها صعبا حيث تنقلنا بين الشوارع والحواري قبل أن نتمكن من العثور عليها. الرائحة كانت نفاذة علي غير ما رصدناه في المدابغ الأخري. أكدت صاحبتها أنها تتعامل في جلود البقر والضأن فقط، لكن أحد العاملين أفضي لنا بالسر، فالكميات الهائلة التي واجهتنا من الجلود لم تكن جلود حمير.