كتب : محمد هندي تمثل مدابغ الجلود ثروة قومية لابد من الحفاظ عليها وتحديثها ومن هنا تأتي أهمية منطقة المدابغ, وما يجري في مراحل تصنيع الجلود من مراحل للعمل وبكل مرحلة3 عمال مدربين من أجل خروج الجلد في صورته المرجوة. ويقول ياسر سيد إبراهيم( صاحب مدبغة) إن الجلد يعتبر ثروة قومية لابد من الحفاظ عليها وإعادة تصنيعها وتشكيلها مرة أخري بأشكال مختلفة, من هذا المنطلق توجهت تحقيقات الأهرام لكي ترصد الوضع علي الطبيعة في مجري العيون وهو مكان المدابغ وصناعة الجلود علي مستوي الجمهورية. داخل المدبغة يأتي في البداية الجلد بعد سلخه من الذبيحة ثم يأتي الجلاد ويقوم ببيع الجلاد الي المدبغة( المدبغي) ثم تمليح الجلد ثم شطفه من الملح ثم وضع الجلد في برميل من الخشب وعليه ماء النار( المادة الكاوية), وتعتبر هذه الخطوة الأولي في الدباغة وبعدها تأتي المرحلة الثانية وهي حلق الجلد وهي عبارة عن ماكينة تقوم بقشط الجلد من الخلف حتي تكون الجلود متساوية تماما بغير شوائب بالاضافة الي نزع الدهون من الجلد وكذلك اللحوم العالقة بالجلد, والمرحلة الثالثة وهي الكروم فهي مواد الدباغة حيث يتم وضع الجلد في البراميل ويضاف عليه الكروم في البرميل بنسب متفاوتة حسب الكميات الموجودة وكل جلد له معيار معين, ويتم وضعه ودباغته ثم وضع الجلود بعضها علي بعض لمدة يوم كامل ثم يوضع في برميل آخر ويضاف إليه الشحومات, وبعدها الشد وهو مكان لتنشيف وفرد الجلد. ويشير ياسر سيد الي أن هناك مرحلة أخري لتكسير الجلد عبارة عن وضع الجلد في براميل الخشب بدون ماء علما بأن البراميل لابد أن تكون جافة تماما من أجل أن يكون الجلد بعد الشد مرنا لدخوله في مرحلة التصنيع, وبالنسبة لرش الجلد هناك نوعان الأول الكتروني وهو عبارة عن كابينة يمر عليها الجلد عبر السير, ويتم تحديد اللون المطلوب في تصنيعه, وحسب طلب السوق, أما الرش اليدوي فعبارة عن كمبرسور, وعامل فني يحمل المسدس ويقوم برش الجلد الذي يكون موضوعا علي شبكة. وتأتي بعد ذلك مرحلة التشطيب وهي تثبيت اللون علي الجلد بحيث يكون اللون ملتصقا تماما بالجلد وداخل كل مدبغة من المدابغ يقف علي كل مرحلة من هذه المراحل الست3 عمال فنيين والمرحلة الأولي تتراوح فيها أجرة العامل ما بين40 الي70 جنيها يوميا, والمرحلة الثانية وهي المطلوبة ويكون كذلك أجر العامل فيها70 جنيها وبالنسبة للصنايعي الذي يقوم بالتشطيب النهائي وهو الرش فإنه يتعامل بالقدم وهو عبارة عن25 سم في25 سم وسعر رش القدم يتراوح بين60 قرشا الي جنيه للقدم. وبالنسبة لعمال الشد البالغ عددهم3 عمال فيأخذون خمسة جنيهات عن كل جلدة. وعدد العمالة الموجودة في كل مدبغة يتراوح بين20 و25 عاملا وهناك مصانع أخري يوجد بها75 الي80 عاملا وكل عامل معه أسرة مكونة من6 أفراد. وهذه المدابغ مسئولة مسئولية كاملة عن رعايتهم بالكامل. ويضيف: المشاكل الحقيقية التي تواجهنا مشكلة الجلد الصناعي( المشمع) ويتم استيراده من الخارج بأسعار زهيدة جدا. ومن يأتي بهذه الجلود من الخارج يقوم بتدمير صناعة الجلود والدباغة في مصر. وهناك مستوردون يقومون باستيراد هذه الجلود ولكن مصنعة من الخارج مثل الأحذية والمحافظ الحريمي والاحزمة وأحذية الاطفال بأنواعها مع شنط المدارس, فهذا دمر صناعة الجلود دمارا شاملا, وسبب هذا الدمار فروق الاسعار الشاسعة ولابد من الحفاظ علي هذه العمالة النادرة, لأن هناك العديد من المصانع التي اغلقت تماما حيث قاموا بتسريح العمالة لأن اصحاب الورش يقومون باستيراد صناعة الجلود من الخارج ويقومون بغلق هذه الورش. وهناك أصحاب الورش الكبيرة الذين قاموا بغلق المصنع واصبحوا الآن لا يعملون في هذه المهنة حيث تم تغيير نشاطهم بالكامل ومنهم من قام باستيراد النجف والتحف الخارجية من الصين بدلا من هذه الصناعة. ويقول أسامة سيد محمد تاجر جلود فني رش وتشطيب جلود وصاحب مدبغة.. توجد صناعة إسباني وهي أعلي جودة لتشطيب الجلود فسعر كيلو الصبغة يتراوح بين27 جنيها الي45 جنيها حسب الألوان المطلوبة وهذه الصباغة أعلي جودة من الصباغة التي تأتي إلينا من الصين حيث تكون الصبغة رديئة جدا فمن هنا تأتي عيوب فنية رهيبة. وبالنسبة لرش الجلود فإنني أقوم برش الجلد بالقدم هي مساحة25 سم في25 سم تقوم بالعمل بها ولكن هناك بعض التجار الذين يخدعون الزبون ويأتون إلينا بجلود صناعية ويقومون برشها لكي تعطي شكل الجلود الطبيعية وهذا يضرب الصناعة في مقتل! ويتابع أن الزبون لا يعرف الجلد الصناعي من الجلد الطبيعي. ويقول حسن عبد الفتاح متزوج وعنده5 أولاد.. أعمل في هذه المهنة منذ ما يقرب من25 عاما وأعرفها تماما وعلما بأنني أحمل مؤهلا متوسطا ولم يتم تعييني في أي مصلحة حكومية ولكن عملت في هذه المهنة وتزوجت وجميع اولادي في مراحل التعليم المختلفة وتعتبر هذه المهنة هي مورد الرزق الوحيد لي ولأولادي, ويضيف أنه إذا حدث أي شئ لهذه المهنة بالنقل كما يشاع الي أماكن أخري فسوف أتركها وأعمل بائعا متجولا لأن هذه مهنة أعمل بها منذ سنوات عديدة مضت ومصنعيتي اليومية هي40 جنيها وهو ما يكفيني لحياة أسرية كريمة, أكافح بها أنا وأولادي.