انتشار مرض "الجلد العقدي" يهدد صناعة الدباغة والجلود بالاغلاق، فضلاً عن تهديده للصحة العامة باضرار كثيرة. فعلي مدار العامين الماضيين زادت معدلات الاصابة بهذا المرض الذي يصيب جلود الماشية، ومن ثم لا تصلح للتصنيع، وهذا يهدد حوالي 360 مدبغة بالاغلاق وتشريد ما يقرب من 10 الاف عامل يعملون بها، علماً بأن استثمارات تلك المدابغ تصل الي حوالي 500 مليون جنيه والخسائر تمتد الي السوق التصديرية، حيث وصلت خسائر التصدير في هذا القطاع الي 50 مليون دولار. خروج جلد مصاب في البداية يقول حمدي حرب رئيس شعبة أصحاب المدابغ وتجارة الجلود الخام بغرفة تجارة القاهرة إن هناك امراضا عديدة للحيوانات بدأت تنتشر بصورة ملحوظة وتتجه الي الزيادة وبالتالي تصيب الجلد بصورة مباشرة، ولكن لم تعد المشكلة تنحصر في اصابة الجلد، وما يترتب علي ذلك من خسائر اقتصادية ولكن هناك خوفاً من تأثير تلك الامراض علي حياة الانسان .. لانه عندما يصل الجلد الي المدابغ مصابا خاصة بمرض الجلد العقدي.. معناه ان الجلد لم يعدم وبالتالي اللحم نفسه قد تم بيعه للمواطنين. وتساءل: هل يرضي وزير الزراعة امين اباظة ما يحدث حاليا في انتشار المرض وخروج جلد غير سليم، من المدابغ دون اعدامه!! مع الاخذ في الاعتبار ان هناك حالة مرضية تعرض لها احد العمال المتعاملين مباشرة مع الجلود ونتيجة اصابة الجلد بالمرض.. انتقل الي العامل في يده.. فماذا يحدث اذا أكل الانسان اللحم المريض المختوم ويباع بمحال الجزارين؟ واشار الي ان اصابع الاتهام في اصابة الثروة الحيوانية الوطنية كانت نتيجة استيراد العجول المصابة من اثيوبيا.. والتي ادت الي زيادة انتشار المرض حيث كان يتراوح ما بين 5 و10% من الثروة الحيوانية.. تزايدت النسبة لتصل الي 25%.. مما يتطلب التدخل السريع لعلاج المشكلة او العمل علي اصدار قرار فوري من وزير الزراعة بتفعيل القانون الخاص باكتشاف اللحم والجلد المصاب والتأكد من اعدامها. الضأن أيضا ومن جانبه يقول عبدالحميد الغلبان عضو شعبة المدابغ ان مشكلة المرض لم تعد تقتصر علي الجلد البقري فقط التي بدأت منذ حوالي عامين.. ولكنها ايضا وصلت الي اللحم والجلد "الضأن" اصبح مصابا بمرض الجلد العقدي بسبب التربية العشوائية.. واصبح هناك خوف من ان يستمر وينتقل ايضا الي اللحم والجلد البتلو. واوضح انه مع بداية ظهور امراض الحيوانات كان هناك تدخل سريع من جانب هيئة الخدمات البيطرية لمباشرة الحالات المريضة والمعالجة الفورية.. ولم يعد ذلك متوافرا بالصورة المواكبة لانحسار المرض. ويري محمد وهبة رئيس شعبة القصابين ان المشكلة تكمن في غياب السيطرة علي القري والنجوع التي تنتشر فيها عمليات الذبح خارج السلخانات حيث تصل هذه النسبة الي 80% في القري و20% فقط في مدن واحياء القاهرة والاسكندرية، وبالتالي فإن وجود اي جلد مريض لدي المدابغ يعني شراءه من خارج السلخانة.. ومن المفترض رفض ذلك الجلد والتمسك بشراء العجول المذبوحة داخل السلخانة. وقال ان المطلوب خلال الفترة المقبلة تكثيف الرقابة من جانب الهيئة العامة للخدمات البيطرية ليس من خلال العمليات التفتيشية للذبح ولكن من خلال الاهتمام بالمربين الذين اغلبهم من الفلاحين وزيادة التوعية لديهم، وامدادهم بالكشف الدوري والامصال المعالجة للسيطرة علي اي حالات مرضية في البداية سريعا. أين المصل؟ ويقول "محمد حربي" عضو شعبة المدابغ كيف يكون لوزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية دور اذا كان المرض قد اصاب الجلد ووصل الي اللحم منذ حوالي عامين.. ولم توفر الوزارة حتي الان المصل الواقي له؟ وقام احد المربيين الذي لديه قدرة مالية بشراء المصل من احدي المزارع الخاصة بمبلغ 250 جنيهاً للزجاجة الواحدة.. بينما جميع المربين للعجول لا يجدون طريقة لمكافحة المرض سوي من خلال غسيل جلود العجول بالماء.. وبالتالي تنتشر حبوب المرض علي الجلد. الذبح داخل السلخانة ويري ايضا "سمير خليل" رئيس مدبغة العيون لدباغة الجلود، والنائب الاول لرئيس شعبة المدابغ ان المشكلة ليست فقط في الذبح خارج السلخانة.. ولكن في الذبح داخل السلخانة!! إن مجازر القاهرة اوغيرها لا تعمل بالدقة المطلوبة.. فالواجب ان يكون هناك مفتشون من هيئة الخدمات البيطرية لمراقبة عملية السلخ، لكي يتم الكشف علي الجلد فور الانتهاء من عملية السلخ، فإن كان مصابا يتم اعدامه.. ويتم بكل صرامة الذبح حالياً يتم داخل السلخانة بطريقة عشوائية ولا يوجد طبيب بطري أو ملاحظين بالصورة المطلوبة، اضافة الي ان الجلد نفسه يعامل معاملة غير حسنة حيث يتطلب تحميله في سيارة بدلاً من الخدش الذي يصيب وجه الجلد ويقلل من قيمته.