علي عكس جميع التوقعات أبدي أصحاب المدابغ الذين شاركوا في الاجتماع الذي نظمه المجلس التصديري للجلود.. موافقتهم علي الدعم التصديري الذي حققته وزارة التجارة والصناعة مؤخرا من خلال صندوق دعم التصدير والذي يصل إلي 8% للجلود و10% للمنتجات الجلدية والاحذية علي 4 سنوات مغيرين بذلك موقفهم الرافض لهذا الدعم. الاجتماع كشف أن الفجوة التي كانت قائمة بين المجلس التصديري واصحاب المدابغ كانت وراء الرفض السابق حيث لم تصل إلي المدابغ أهمية الدعم في زيادة صادرات صناعة الجلود والمراد وصولها إلي 509 ملايين دولار خلال ال 4 سنوات القادمة. تبين أيضا خلال الاجتماع ان الاتهامات الموجهة لاستفادة مدينة واحدة هي "قويسنا" من الدعم لم تكن صحيحة برغم قدرتها بالفعل علي تصدير الجلد المشطب أو كراست.. إلا أن الدعم التصديري الذي تحصل عليه هو 4% فقط نتيجة وجودها في المنطقة الحرة بينما مدابغ مصر القديمة يصل دعمها إلي 8%. كما كشف الاجتماع عن سهولة استفادة المدابغ من الدعم التصديري فبالنسبة لشهادة الايزو والتي يمكن توفيرها من خلال سداد رسوم 2300 جنيه لمركز تحديث الصناعة، والسجل الصناعي المطلوب سيتم الاستعاضة به برخصة التشغيل. أما عن الانتاج الواجب تصنيعه من جلد مشطب أو كراست وليس جلد "بلووايت" فذلك سيكون في صالح صناعة الجلود وعدم استنزاف الجلد المصري بسعر رخيص. كما طرح في الاجتماع أيضا اقتراح بتأسيس شركة مجمعة للمدابغ يمكنها توفير الماكينات التي ستقوم بتحويل جلد "بلو وايت" الخام إلي مشطب أو المرحلة قبل النهائية "كراست" لتستفيد المدابغ من الدعم التصديري المقدم. هشام جزر رئيس المجلس التصديري للجلود كشف ل "العالم اليوم": ان الحصول علي الدعم لتصدير الجلود والمنتجات الجلدية كان احد الاهداف التي يسعي إليها المجلس وغرفة الدباغة والصناعات الجلدية منذ سنوات طويلة حيث تم رفضه عدة مرات، وكانت المرة الاخيرة بعد أن تم اعداد دراسة بنسبة الدعم المطلوبة والعوائد من تقديم ذلك الدعم في صورة ايجاد فرص عمل لحوالي 85 ألف فرصة جديدة، وتحقيق زيادة في الصادرات بمقدار 509 ملايين دولار خلال فترة الدعم من 2007 حتي 2011 حيث تبلغ حاليا قيمة صادرات الجلود 146.5 مليون دولار. كما تضمنت الدراسة وجود فائض في الطاقة الإنتاجية بحوالي 30% يمكن استغلالها في التصدير في حالة توفير الدعم الذي يؤدي إلي تطوير الصناعة. وتم توزيع تلك الدراسة المقدمة لوزارة التجارة والصناعة علي اعضاء المجلس السلعي والمدابغ وغرفة تجارة المدابغ وحتي شهر فبراير العام الماضي لم توجه أية ملاحظات عليها من جانب الاعضاء وبالتالي يعتبر هناك موافقة عليها.،. وخلال دراسة الوزارة كانت الموافقة الاخيرة علي دعم العديد من القطاعات، الاتحادية من بينها الجلود.. ويوضح جزر ان المشاكل بدأت بعد موافقة وزارة التجارة والصناعة علي تقديم الدعم الذي قدر بنسبة 8% علي 4 سنوات ويتناقص بمعدل 2% سنويا بالنسبة للجلود ويصل إلي 10% للمنتجات الجلدية والاحذية ويصل اجمالي قيمة الدعم علي 4 سنوات حوالي 127 مليون دولار. وتبلورت أهم أوجه الاعتراض في خوف بعض اصحاب المدابغ من ارتفاع سعر الجلد بعد تطبيق الدعم.. حيث سيتجه أحد المدابغ وتحديدا في قويسنا بتجميع الجلد وبالتالي سيكون هناك ندرة فيه فكيف تعمل تلك المدابغ الباقية.. وكان الرد ان مدينة قويسنا التي يخاف منها الكثيرون لن تحقق مكاسب مميزة من دعم تصدير الجلود لأنها موجودة في منطقة حرة ولا يسري عليها سوي 4% من الدعم فقط بينما مدابغ مصر القديمة تتمتع بدعم 8%. ويستطرد جزر قائلا أيضا ان مدبغة قويسنا لن تكون الوحيدة المستفيدة من الدعم حيث يوجد العديد من المدابغ القادرة علي انتاج الجلد "كراست والمشطب" وتصديره ويمكنها في هذه الحالة التمتع بالدعم التصديري المقدم مشيرا إلي أنه وفي حالة ظهور مشاكل في بداية الانتاج لتلك الانواع فالدعم المقدم يمكن أن يقلل أي خسائر ناتجة من ذلك. ويوضح رئيس المجلس التصديري للجلود ان صندوق دعم الصادرات اشترط للحصول علي الدعم أن تكون المدبغة المصدرة حاصلة علي شهادة الايزو ولديها سجل صناعي وعن مخاوف بعض المدافع من عدم القدرة علي توفير شهادة الايزو يقول جزر ان الحل بسيط ويتمثل في الحصول عليها من مركز تحديث الصناعة بعد سداد 2300 جنيه فقط كرسوم ومن خلالها يمكن للمدبغة البدء في التصدير والحصول علي الدعم المقدم علي أن تقوم بالحصول علي الشهادة خلال الفترات المقبلة حيث تشترط هذه الشهادة وجود بعض الامور الادارية مثل تسجيل بيانات المنشأة وتدوينها علي الحاسب الالي وامساك حسابات منتظمة وكلها بشروط وليس من الصعوبة تنفيذها.