لن يستطيع الرئيس عبدالفتاح السيسي مهما كانت عبقريته وقدرته الفائقة ان ينهض بالوطن بمفرده.. فلابد ان تكون هناك ارادة شعبية.. وأمل يدفع الناس للعمل والإنتاج.. وإثابة المجتهدين ومعاقبة المقصرين والكسالي وضرب الفاسدين والمفسدين بيد من حديد.. ويجب ان يقتنع الجميع بأنه لا يمكن النهوض بأي شركة أو هيئة أو مؤسسة طالما تقوم بصرف أرباح للعاملين بشركات خاسرة. يجب ان يقتنع أعضاء النقابات المهنية والعمالية انه لا يجوز الدفاع عن بلطجي أو موظف أو عامل كسول غير منتج.. إذا كنا نؤمن بأن النهوض بالوطن والإنتاج لا يأت إلا بالإخلاص في العمل والأمانة في الأداء. حب الوطن ليس بالكلام.. وإنما بالعمل واحترام القانون. للأسف الشديد.. مازالت هناك قيادات في مواقع حكومية هامة.. تخشي الأصوات العالية وأصحاب الحناجر رغم ادراكهم ان هؤلاء يسعون لتحقيق مكاسب ومنافع علي حساب الوطن والناس.. وما دامت الحكومة تضم مثل هذه النوعية من القيادات الضعيفة المرتعشة التي تستجيب وتنصاع لأهل الشعارات الزائفة والأصوات الزاعقة.. فإننا لن نستطيع ان نخطو للأمام. لن نستطيع النهوض بالوطن ورفع مستوي معيشة الناس إلا بزيادة الإنتاج.. وتعيين الشخص المناسب في المكان المناسب.. والقضاءعلي المحسوبية والمجاملات في الاختيارات. لن نستطيع ان ننهض بالوطن.. لا إذا كان الوزراء في الحكومة مبدعين.. قادرين علي اتخاذ القرارات السليمة وفي التوقيتات المناسبة.. ولا ينتظرون توجيهات الرئيس أو انتظار تعليماته.. فالوزير المهزوز المرتعش يجب ان يختفي في هذه المرحلة الفارقة الصعبة من عمر الوطن والتي تحتاج لوزراء أقوياء ومسئولين مبدعين في كل المواقع الهامة. لا يمكن ان ننهض بالوطن إلا إذا كانت هناك محاسبة وتقييم حقيقي لكل مسئول في موقعه.. هل أدي واجبه وأنجز أم لا؟ أقولها صراحة.. رغم ان كلامي قد يثير غضب البعض.. شعار "الحقوق المكتسبة" لم يعد صالحاً في ظل ظروف اقتصادية صعبة وشركات عامة خاسرة يصرف العاملون بها أرباحاً تحت هذا الشعار الكاذب البغيض في وضع اقتصادي متدهور تعترض فيه الشركات والهيئات والمؤسسات لصرف أرباح!! إننا ننخر في جسد الكيانات الاقتصادية ونزيدها ضعفا بل نذبحها.. لأننا نتعامل بنظرة انانية.. وبحلول ومسكنات مؤقتة.. بينما نقضي في الحقيقة علي مستقبل الأجيال القادمة بكتابة شهادات وفاة لهذه الكيانات المتعثرة والخاسرة التي تحتاج لإصلاح بالعمل الجاد ووقف نزيف خسائرها. أشعر بالحزن العميق.. عندما أجد مسئولاً أو رئيس شركة أو هيئة يجلس مرتعشاً.. أو ترتعد فرائصه.. عندما تهدده "شلة" من المنتفعين بتنظيم اعتصام أو اضراب.. إذا لم يصرف أرباحاً رغم ان شركته خاسرة.. أو إذا قرر توقيع عقوبة أو جزاء علي بعض العاملين الكسالي أو البلطجية. بصراحة لن تنهض مصر.. وتواكب تطور الدول المتحضرة لرفع مستوي دخل ومعيشة الشعب.. إلا إذا كان لدي الجميع إرادة قوية جماعية للعمل وزيادة الإنتاج واحترام القانون.. وتطبيقه علي الجميع بلا استثناء. أكرر حب الوطن ليس بالكلام.. وإنما بالعمل والإنتاج وليس بال "الفتونة" أو البلطجة والفهلوة والغش أو خداع الناس بشعارات زائفة.