التعليم أساس نهضة الدول.. وجميع الدول المتحضرة والمتقدمة اهتمت بالتعليم.. لبناء الأجيال السليمة القادرة علي التنمية وتطوير المجتمع.. وبناء أجيال تدرك قيمة العمل.. وأهمية الوقت. في مصر.. لا نتخذ من التعليم وسيلة لبناء إنسان قادر علي العمل والتنمية.. وإنما نتخذ منه وسيلة لتخريج طوابير (كسالي) ينظرون إلي الشهادة علي أنها وجاهة باستثناء بعض الذين تعلموا بأسلوب سليم وتشربوا قيم العمل والانتماء وحب الوطن.. وهؤلاء يعيش المجتمع علي جهودهم وإبداعاتهم. لا أقول انظروا ماذا فعل مهاتير محمد للنهوض بماليزيا.. والاهتمام بالتعليم والصحة لبناء أجيال سليمة.. دفعت بالمجتمع الماليزي نحو التقدم.. ولكني أتساءل.. إلي متي سوف نستمر في تشجيع الكسالي وتوفير المناخ للبلطجية الذين لا يعملون وتمتلئ بهم الأجهزة الإدارية للدولة وشركات ومؤسسات وهيئات القطاع العام. الناس تطالب بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.. ولكن عندما يقرر أحد المسئولين النهوض بأداء العاملين والشركة.. بتطبيق المبدأ.. وتوقيع العقوبة علي الموظف أو العامل الكسول أو البلطجي.. للأسف تطارده الأصوات المطالبة بالعفو والتسامح.. وكلمة (معلهش). ما يحزن المرء.. أن الناس تدرك أهمية تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.. لإثابة المجتهد الحريص علي أداء عمله والقيام بواجباته.. وتدرك أيضاً أهمية معاقبة الكسالي والبلطجية.. ولكن عند تنفيذ العقاب علي المهمل أو المقصر.. فإنها تتجاوب مع توسلاته بدلاً من دفعه للعمل ولومه وتوبيخه لكسله وإهماله. المدير الناجح هو الذي لا يستجيب لكلمة (معلهش) التي تجرنا دائماً للوراء.. وتشجع الكسالي وتدفع للبلطجة. كيف يقبل إنسان علي نفسه أن يتقاضي أجراً بلا عمل?! المدير الناجح هو الذي يواجه الإهمال.. والبلطجة والكسالي بالعقوبات الرادعة.. لتهيئة المناخ والجو المناسب للعاملين المجتهدين والمخلصين الحريصين علي أداء واجباتهم بأمانة.. والسعي للإبداع في مهامهم. الذين يعملون.. لا وقت لهم للمهاترات والنميمة.. أما العاطل أو الحاقد.. فيكرس كل وقته وجهده للهجوم علي زملائه الناجحين والمبدعين. فالحاقد يظل يأكل في نفسه حتي موته.. والفاشل يقذف الناجحين دائماً بالحجارة التي تحيلهم إلي جبال وعمالقة.. أما هو فيظل فاشلاً يجر أذيال الخيبة إلي أن يندثر!.