أول مشاركة للفلاحين بندوة اتحاد القبائل الإثنين المقبل    الدولار يواصل الانخفاض متأثرًا ببيانات الوظائف الضعيفة    البصل يبدأ من 5 جنيهات.. ننشر أسعار الخضروات اليوم 10 مايو في سوق العبور    التنمية المحلية: تلقينا 9 آلاف طلب تصالح في مخالفات البناء خلال أول 48 ساعة    فصل متمرد.. تغير المناخ تكشف تأثير تقلبات الطقس على الزراعات    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 10 مايو 2024.. الكومي ب38 ألف جنيه    «القابضة للمياه»: ندوة لتوعية السيدات بأهمية الترشيد وتأثيره على المجتمع    «القاهرة الإخبارية»: العدوان الإسرائيلي يتصاعد بعنف في غزة    الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في القدس المحتلة جريمة ممنهجة    «دعم منتظر».. الأمم المتحدة تصوت على عضوية فلسطين اليوم    رئيس الحكومة اللبنانية يبحث مع هنية جهود وقف إطلاق النار في غزة    إصابة شخصين وإحراق منازل في الهجوم الروسي على خاركيف أوكرانيا    "تخطى صلاح".. أيوب الكعبي يحقق رقما قياسيا في المسابقات الأوروبية    "اعتلاء منصات التتويج".. هاني العتال يوجه رسالة للزمالك قبل مباراة نهضة بركان    الأهلي يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة بلدية المحلة.. اليوم    أشرف عبد العزيز: ما فعله محامي الشيبي «جريمة»    نشوب حريق داخل ميناء الشركة القومية للأسمنت بالقاهرة    التعليم: 30% من أسئلة امتحانات الثانوية العامة للمستويات البسيطة    طعنها بالشارع.. حبس المتهم بالشروع في قتل زوجته بالعمرانية    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة بالقليوبية    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 11 مايو 2024 | إنفوجراف    بالتفاصيل، تشغيل قطارات جديدة بدءا من هذا الموعد    ضبط وتحرير 24 محضرًا تموينيًا في شمال سيناء    إلهام شاهين: مهرجان ايزيس فرصة للانفتاح على العالم والترويج الثقافي لبلدنا    تشييع جثمان والدة الفنانة يسرا اللوزي من مسجد عمر مكرم ظهر اليوم    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    حفل زفافها على البلوجر محمد فرج أشعل السوشيال ميديا.. من هي لينا الطهطاوي؟ (صور)    بكاء المنتج أحمد السبكي بسبب ابنه كريم.. ما السبب؟    صابر الرباعي يكشف حقيقة دخوله مجال التمثيل وتقديم مسلسل 30 حلقة    صلاة الجمعة.. عبادة مباركة ومناسبة للتلاحم الاجتماعي،    دعاء يوم الجمعة لسعة الرزق وفك الكرب.. «اللهم احفظ أبناءنا واعصمهم من الفتن»    الصحة: أضرار كارثية على الأسنان نتيجة التدخين    أسعار اللحوم الحمراء في منافذ «الزراعة» ومحلات الجزارة.. البلدي بكام    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    طبق الأسبوع| مطبخ الشيف رانيا الفار تقدم طريقة عمل «البريوش»    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    مصطفى بكري: مصر تكبدت 90 مليون جنيها للقضاء على الإرهاب    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على صعود    ملف رياضة مصراوي.. زيارة ممدوح عباس لعائلة زيزو.. وتعديل موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    أشرف صبحي يناقش استعدادات منتخب مصر لأولمبياد باريس 2024    نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة اليوم 10-5-2024.. جدول مواعيد الصلاة بمدن مصر    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    أعداء الأسرة والحياة l «الإرهابية» من تهديد الأوطان إلى السعى لتدمير الأسرة    إصابة شرطيين اثنين إثر إطلاق نار بقسم شرطة في باريس    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    البابا تواضروس يستقبل رئيسي الكنيستين السريانية والأرمينية    خالد الجندي: مفيش حاجة اسمها الأعمال بالنيات بين البشر (فيديو)    خالد الجندي: البعض يتوهم أن الإسلام بُني على خمس فقط (فيديو)    مسؤول أوروبي كبير يدين هجوم مستوطنين على "الأونروا" بالقدس الشرقية    فريدة سيف النصر تكشف عن الهجوم التي تعرضت له بعد خلعها الحجاب وهل تعرضت للسحر    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    آية عاطف ترسم بصمتها في مجال الكيمياء الصيدلانية وتحصد إنجازات علمية وجوائز دولية    4 شهداء جراء قصف الاحتلال لمنزل في محيط مسجد التوبة بمخيم جباليا    مجلس جامعة مصر التكنولوجية يقترح إنشاء ثلاث برامج جديدة    «الكفتة الكدابة» وجبة اقتصادية خالية من اللحمة.. تعرف على أغرب أطباق أهل دمياط    «أنهى حياة عائلته وانتح ر».. أب يقتل 12 شخصًا في العراق (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجراس مصرية
يقدمها : سامح محروس
نشر في الجمهورية يوم 19 - 04 - 2015

كثر الحديث عن هيكل سليمان المزعوم وكيف انه يقع اسفل المسجد الأقصي وعلي ذلك يحاول بعض المتطرفين اليهود هدم المسجد الأقصي لبناء هذا الهيكل , لذلك رأينا ان نكتب هذه السطور عن هيكل اورشليم عبر العصور وبعدها ربما يتضح ان كان هناك هيكل ام لا ..وذلك لكشف المزاعم الاسرائيلية الزائفة والتي ينفيها بشكل قاطع أسانيد وإثباتات من التوراة والانجيل..بما يؤكد أن الهياكل الثلاثة التي شيدت في نفس المكان لم يعد لها أي وجود منذ عام 70 ميلادية وحتي الان.
في البداية لابد ان نعرف ان كلمة هيكل هي كلمة سومرية وتعني البيت الكبير والهيكل هو مكان العبادة لله وكان يقوم مكان الكنيسة اليوم وكان الهيكل يطلق علي مكان واحد كبير في اورشليم وهو المكان الوحيد الذي تقدم فيه الذبائح اما باقي أماكن العبادة فكانت تسمي مجامع . وقد مر بناء هيكل اورشليم بعدة مراحل تاريخية يمكن ايجازها فيما يلي :
أولا : هيكل سليمان :
اول من فكر في بناء هيكل ثابت للرب بدلا من خيمة الاجتماع هو داود الملك وقد قام داود بجمع الأموال وتخزين المجوهرات وتحضير الأدوات والمعدات صم 7 و1مل3:58 .8 17 وقد ورد في الكتاب المقدس إحصاء دقيق لهذا الامر ولكن الرب وعد داود بأن يكون البناء في عهد ابنه سليمان 1أخ 12:7 واما موضع الهيكل وهندسته فقد عينه داود قبل موته 1اخ ص22 ثم بدأ سليمان في البناء في السنه الرابعة من ملكه 1012ق.م تقريبا واستغرق العمل سبع سنوات وستة اشهر 1مل1:638 وكان موقعه فوق جبل المريا في اورشليم حيث قدم اسحق محرقة عند بيدر ارونه اليبوسي حيث بني داود مذبحا للرب وكان الهيكل علي شكل خيمة الاجتماع . الا ان الابعاد كانت ضعف ما كانت عليه الخيمة كما ان معالم الزينة كانت اكثر بذخا وفخامة وشيدت الحوائط من حجارة نقلت من المحاجر المعروفة الي اليوم بمقالع سليمان قرب باب العمور وكان خشب الأبواب من الأرز وخشب الأرض من السرو والكل مغطي بالذهب 1مل20:6 وكان الهيكل يتجه ناحية المشرق وكان بجانب مدخله رواق وعواميد ثم اتسع الرواق في عهد خلفاء سليمان حتي شمل كل الجهات وبنيت الي الغرب من الرواق الشرقي دار مربعة الشكل ثم الي غربها دار اصغر منها . اما المذبح فكان صندوقا من الخشب الثمين. مربع الحجم مغطي من النحاس وكانت النار تشتعل علي رأسه. والي جانبه وضعت اوعية الغسيل من النحاس ليتطهر بها الكهنة والذبائح. وفي الدار الصغيرة كانت تقع غرف الكهنة والطبيخ. اما في الدار الكبيرة فكان فيها الهيكل الحقيقي "القدس" وكان بناؤه شاهقا وابوابه من الخشب المرصع بالذهب وجعلت بعض جوانبه مخصصة للملوك وتحت رواقه وضع عمودان هما "ياكين بوعز" وكان لا يسمح بدخوله احد الا رئيس الكهنة الي جانب المقدس المخصص له وهذا الجانب كان يتم اغلاقه بواسطة بابين ضخمين جدا وكان ينيره ضوء منارة من الذهب والي جانبها خمسة منائر علي خمسة موائد وفيه كان يقدم البخور وخبز الوجوه. ووضع فيه المحراب قدس الاقداس وهو غرفة مظلمة فيها تابوت العهد علي صخرة وفوقه كآروبا او ملاكا المجد.
هذا الهيكل حافظ علي عظمته مدة أربعة قرون الي ان هاجم نبوخذ نصر الملك الكلداني ملك بابل اورشليم عام 596ق م واستولي علي أواني الهيكل ونقلها الي بابل ثم عاد مرة أخري عام 588ق م ودمر الهيكل وخرب اورشليم ونقل جميع مقتنيات الهيكل الي بابل.
ثانيا : هيكل زر بابل 537ق.م
هذا هو الهيكل الثاني حيث سمح كورش الملك الفارسي لليهود بالعودة الي بلادهم عام 538ق م بعد سبي استمر سبعين عاما وقام زر بابل ببناء الهيكل عام 537 ق. م مكان الهيكل الأول وكان العمال يرممون الصامد من البناء ويبنون ما تهدم واستغرق العمل وقتا طويلا بسبب حدوث اضطرابات وحروب واستمر العمل حتي عام 515 ق م وكان البناء الجديد اضخم من الأول ولكنه اقل فخامة وتكلفة واستخدم في تشييده خشب الأرز ورصع بالجواهر التي تبرع بها الشعب واعيدت اليه بعض اوانيه الذهبية التي سرقت الي بابل ومما يلاحظ في هذا الهيكل ان قدس الاقداس كان خاليا لان تابوت عهد الرب اختفي بعد خراب الهيكل الأول واستمر هذا الهيكل قائما مدة خمسة قرون ثم تهدم وتخرب واخباره كلها مدونه في اسفار عزرا. حجي. زكريا.
ثالثا: هيكل هيرودس 20 ق م
بعد خراب هيكل زر بابل قام هيرودس الكبير 37 4 ق م بإعادة بناء وترميم الهيكل من جديد وقد بدأ العمل به سنة 20 ق م واستغرق وقتا طويلا وقد تم البناء في عهد اغريباس الثاني عام 64م الذي وقف امامه بولس الرسول وقد تم توسيع مساحة هذا الهيكل ضعف ما كانت عليه قبلا وبني من صخور بيضاء وارتفع سطحه اكثر من ارتفاع سطح هيكل سليمان بنسبة 3 :2 واحيط بالهيكل عدة دور اهممها دار الأمم والدار الخارجية ودار النساء ودار الكهنة وبني حائط السياج بين دار الأمم ودار النساء وكان فيه ثلاثة عشر بابا ومنع دخوله لغير اليهود وكانت المزامير ترنم في دار إسرائيل وكان دخولها قاصرا علي المطربين فقط وكان الكهنة يغنون في دارهم ويباركون الشعب . اما السنهدرين فكان يجتمع في مكان سمي بالبلاط وهي غرفة متصلة بالدار التي فيها المذبح وكان المذبح مبنيا من حجارة بيضاء وفيه ثقوب ليسيل فيها دم الذبائح وغطي وجه المذبح بالذهب وقد زار يسوع هذا الهيكل وعند دار إسرائيل اخذ يسأل المعلمين . وتطهرت امه عند احد ابوابه وهذا الهيكل لم يعمر طويلا فقد تنبأ السيد المسيح عن خرابه قائلا "لا يترك ههنا حجر علي حجر لا ينقض" مت 2:24
رابعا: خراب هيكل هيرودس
في عام 70م أراد تيطس القائد الروماني ان يخمد ثورات اليهود المتكررة فحاصر اورشليم خمسة اشهر ثم دخلها بعد ان اصابتها مجاعة عظيمة فأحرق الهيكل والمدينة عن اخرها وسبي أهلها الي روما وبذلك انتهي الشعب اليهودي واندثر الهيكل وتحققت نبوءة السيد المسيح واخبار هذا الهيكل مدونه في تاريخ يوسيفوس المؤرخ اليهودي المشهور والذي كان مرافقا لتيطس اثناء حصار اورشليم والذي عبر عن تدمير الهيكل وخراب اورشليم بقوله ¢ لا يمكن ان يتصور احد أصوات اعلي واكثر فزعا مما حدث من كل ناحية اثناء احتراق الهيكل صيحات الانتصار والفرح الصادرة من الجنود الرومان تختلط بصيحات عويل الشعب المحاصر بالنار والسيف فوق الجبل وداخل المدينة وكان الصدي الواصل من كل الجبال المحيطة يزيد هذا الزئير الذي يصم الاذان ومع ذلك فالبؤس نفسه كان افظع من هذا الاضطراب كان التل المقام عليه الهيكل يغلي من السخونة وبدات وكانه ملفوف حتي سفحه بطبقة واحدة من اللهب . كانت الدماء في كميتها اكثر من النار والمذبوحون اكثر عددا ممن ذبحوهم ولم تعد الأرض تري في اي موضع اذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلي . سار فوقها الجند وهم يتعقبون الهاربين.
خامسا : محاولات أخري للبناءبعد هدم ودمار هيكل هيرودس حدثت بعض المحاولات لتكذيب المسيحية عن طريق تكذيب نبوءة السيد المسيح بخراب الهيكل . فقام الامبراطور الرومان يوليانوس الجاحد 361 363 الذي كان مسيحيا أولا ثم ارتد الي الوثنية بمعاونة اليهود لإعادة بناء الهيكل وبالفعل حاولوا وبدأوا في حفر الاساسات غير انهم فشلوا اذ حدثت زلزلة عظيمة ملات حفر الاساسات ترابا كما خرجت كرات نارية من الاساسات منعت عمال البناء من العمل واذابت الات البناء وهكذا فشل المشروع وهذه الرواية عن المؤرخ الوثني "اميانوس" الذي كان مرافقا ليوليا نوس حتي وقت قتله .
زكريا عبد السيد
باحث في التاريخ القبطي
إنشاد ديني وسيرك قومي وملتقي تشغيل في احتفالية كنيسة الظاهر
تنظم كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بحي الظاهر بالقاهرة احتفالية مجتمعية وكنسية للشباب يحضرها رموز المجتمع المصري .وتتضمن برنامجا متنوعا يجمع بين الفنون والرياضات المختلفة حيث يشارك فيها عدد من الفرق والفنانين المميزين في مجالات الإنشاد الديني والتسبيح والأداء التمثيلي والرسم والتصوير الفوتوغرافي وكذلك عروض الكشافة . بالإضافة إلي أكبر مطاعم تقديم الوجبات.
كما تقدم الاحتفالية برنامجا خاصا للأطفال . ويشارك بها أيضا ملتقي للتوظيف لأكبر الشركات وسوق خيري وغيرها من الفعاليات وستكون أهم ملامح برنامج الاحتفالية كالتالي:
.. وفرقة مسار اجباري
* عرض كشفي لمجموعة من 150 فردا بالطبل والآلات لمجموعة الملاك الكشفية
* اقوي أصوات الإنشاد الديني الشيخ وليد شاهين والمرنم مايكل رضا
* عروض السيرك القومي
* اوبريت وتكريم شهداء ليبيا من إخراج د.أسامه عشم
* كورال القديس اغسطينوس
* الفنان سمير الإسكندراني
* أسماء وتواريخ *
صاحب أول قاموس فرنسي عربي حديث
إلياس بقطر مجدد شباب العربية ومىرشد الطهطاوي إلي النهضة
يذكر تاريخ المعاجم العربية الفرنسية أن المصري الياس بقطر هو صاحب أول قاموس يؤرخ لانفتاح المعجم العربي علي العصر الحديث. ولد بقطر باسيوط في 12 ابريل 1784م. حيث تلقي العلوم التقليدية ثم اشتغل كاتبا في خدمة المعلم يعقوب. تعلم اللغة الفرنسية بعد وصول حملة نابليون مصر. وعمل مترجما فوريا ثم غادر مصر عقب فشل الحملة متوجها إلي مرسيليا.
يقول د.أنور لوقا في ملحق بالمجلد الأول لموسوعة ¢من تراث القبط¢ تحرير د.سمير فوزي جرجس إنه بعد عامين من وصوله مرسيليا سعي بقطر للعمل مترجما للمخطوطات العربية التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية بباريس. إلا انه اصطدم بمنافسة دون روفائيل الذي كان عضوا بالمجمع العلمي المصري بالقاهرة وكبيرا لتراجمة الديوان. وشغل في باريس منصب استاذ مساعد اللغة العربية بمدرسة اللغات الشرقية.
عاد الياس إلي مرسيليا مع اصرار علي التفوق في مجال الترجمة بعمل مرموق هو تأليف قاموس فرنسي عربي علي أحدث المبادئ العلمية في اعداد المعاجم. تفرغ في مرسيليا للدراسة اللغوية لمدة 10 سنوات. وكان يرتزق بوظيفة كاتب عمومي للجالية المصرية. ومن اعطاء دروس اللغة العربية للفرنسيين المبتدئين خصوصا ممن يتطلعون للتعامل التجاري مع الشرق. كما كان ينسخ المخطوطات العربية حسب الطلب ومعظمها كانت تأتيه من صديقه الشامي ميخائيل الصباغ 1784 1816. الذي يعمل ناسخا في المكتبة الوطنية بباريس.
ترددت أنباء مشروع بقطر الكبير في أوساط المستشرقين. فاستعانت بخبرته وزارة الحربية واستدعته إلي باريس في 1814 لقراءة وترجمة عدد من وثائقها. وتحولت المهمة إلي وظيفة ثابتة ساعده عائدها علي استكمال نشاطه الرئيسي في تأليف قاموسه. ثم اعترف المسئولون عن التعليم بفضل بقطر. خصوصا بعد الفراغ الذي تركه استقالة دون روفائيل وعودته إلي مصر عام 1816 احتجاجا علي تقليص مرتبه. فلم يجدوا أجدر من الياس بقطر ليحل محله. فعين في 1819.
صاغ بقطر انطلاقا من تجربته في الترجمة الفورية وفي معالجة موضوعات الحياة اليومية برنامجه لتدرس اللغة العربية لا بوصفها لغة قديمة كامنة في بطون الكتب. ولكن لغة حية تؤدي جميع الأغراض. وهكذا دعا إلي التحرر من قوائم الالفاظ الشحيحة التي اقتصرت عليها قواميس الغربيين المتداولة حينها. وتعهد باثراء حصيلة طلابه عبر نصوص نابضة يقتطفها من أحاديث الرحالة العرب وأقوال الأدباء والشعراء. وبادر إلي تزويد تلاميذه بالأدوات اللازمة. فنشر بالفرنسية ابجدية عربية مصحوبة بامثال وموجز تصريف الافعال العربية وضاعف جهوده للانتهاء من معجمه المرتقب.
في يونيو 1821 وهو تاريخ نهاية السنة الاختبارية لوظيفته في التدريس صدر قرار تثبيته في كرسي اللغة العربية الدارجة بمدرسة اللغات الشرقية. إلا أن الموت اختطفه في 26 سبتمبر من العام ذاته. وهو في عمر 37 عاما. ونعاه العالمان جومار وشامبليون. أما هو فترك لارملته مخطوط قاموسه الضخم الذي اتمه قبيل موته واهتمت الاوساط العلمية بنشره فاسندت اخراجه لكوسان دي برسفال. خليفة بقطر في تدريس اللغات الشرقية. مؤلف كتاب ¢بحث في تاريخ العرب قبل الإسلام¢.
ويذكر عبد الرحمن بدوي في ¢موسوعة المستشرقين¢ أن هذا المستشرق "برسفال" أشرف علي طبع "القاموس الفرنسي - العربي" Dictionnaire francais-arabe Paris 1828-29 في مجلدين والطبعة الرابعة في باريس 1868 تأليف إلياس بقطر. بعد أن زوده بالألفاظ التي جمعها خلال رحلته إلي الشام او استقاها من معاجم سابقة.
وفي القاهرة أصدر عبيد غلاب طبعة جديدة من القاموس سنة 1871 زودها بالمصطلحات العلمية الجديدة.
أما أنور لوقا فيقرر في نهاية بحثه أن الياس بقطر جدد شباب اللغة العربية التي طوعها لتكون قادرة علي اقتحام مشكلات عصره. وحقق بمفرده ما عجز عن تنفيذه أكثر من فريق في المجامع العلمية المستقرة. وقد فطن اليوم باحثون في عدة جامعات أوروبية إلي الظاهرة التاريخية التي يحفظ معالمها ونماذجها اللغوية هذا القاموس الذي تغذي به القرن التاسع عشر وأصبح وثيقة علي قدرة التعبير عن الحداثة. كما انعكست بوضوح في مؤلفات رفاعة الطهطاوي في مختلف موضوعات النهضة.
* قضية وكتاب *
الموالد المسيحية.. نموذج لفلكلور يوحد الشعب
التسامح والحب.. سبيكة ذهبية شعبية تحمي الوحدة الوطنية
للموالد في مصر تاريخ عريق يرجع الي بداية توجه الانسان المصري الي الآلهة لطلب المساعدة أو للشكر علي ما يجلبونه من خيرات لأرضه. وحديثا يرصد عالم الاجتماع الراحل د.سيد عويس في كتابه الشهير موسوعة المجتمع المصري أن ¢مصر تضم حوالي 1850 مولدا للقديسين والاولياء. يحضرها أكثر من نصف سكان الدولة. ولا يتقيد أهالي كل قرية أو مدينة بقديسهم أو وليهم المحلي. حيث اسقط المصريون حاجز المكان فيتوجه سكان أسوان مثلا إلي طنطا للاحتفال بالسيد البدوي. وسكان حلوان للاحتفال بالقديسة دميانة بالدقهلية وهكذا¢.
وهذه الموالد هي أعياد واحتفاليات شعبية يري الأديب الراحل خيري شلبي في حديثه عن الموالد المسيحية أنها ¢ذات أصول مصرية خالصة يعني غير مستوردة من ثقافات أخري. ومن ثم فإنها تخص الشخصية المصرية قبل ان تكون نتاجا للعقيدة المسيحية¢.
ويضيف شلبي وهو يقدم لكتاب ¢مقدمة في الفولكلور القبطي¢ لمؤلفه عصام ستاتي ¢هذا البحث سيضيف إلي رصيد القارئ كثيرا من المعرفة التأصيلية التي تعمق الشعور بالهوية المصرية في رحلتها الخلاقة مع جميع الاديان والمعتقدات¢.
في تعريفه للمولد كأحد مظاهر الفولكلور المصري يقول المؤلف أنه ¢عيد شعبي ديني لأحد الاولياء بالنسبة للمسلمين واحد القديسين بالنسبة للمسيحيين. وهي ظاهرة مصرية قديمة قدم مصر نفسها¢.
وأول ما يلفت نظرنا في هذا الكتاب تركيز المؤلف علي ¢السبيكة العجيبة¢ من التسامح والحب الممزوج بموروثات ترجع الي ما قبل دخول المسيحية والاسلام إلي مصر. يحملها المعتقد الشعبي المصري في طياته. فنجد ان بسطاء المصريين وهم روح هذا المعتقد يحتفلون معا. فلا توجد مناسبة الا وتجدهم يشاركون بعضهم البعض. يدعون بالخير والحب والبركة لبعضهم البعض. موالدهم مشتركة. مأثوراتهم الغنائية والحانهم الشعبية مشتركة.
من هنا فان الكتاب الصادر مؤخرا عن هيئة الكتاب يتناول الفولكلور القبطي "المسيحي" ومشاركة "المسلمين" فيه مع كشف علامات تبين وحدة المعتقد الشعبي الذي هو وقود الوحدة الوطنية وصاهرها في بوتقة تشكل جسد وقلب مصر التي حماها الله بفضل بسطائها. منتجي عبقرية المصريين الذين اكتشفوا جوهر العقيدة كما يراها الله وهو ¢الدين لله والوطن للجميع¢.
ويقول ¢فالحديث عن اقباط مصر من مسيحيين ومسلمين ليس من أغاني الشعراء ولكنه حقيقة نعيشها منذ آلاف السنين. والذين يحاولون التفرقة او الاتجار بالدين عبر التاريخ يصابون بالفشل لاننا شعب واحد من أصل واحد ليس فيه أقليات عرقية. فلا نستطيع ان نفرق بين مسيحي ومسلم من حيث السحنة والملامح الواحدة واللغة المشتركة التي تشكلت عبر نسيج من اللغة القديمة. وخصوصا في بنائها النحوي والتركيبي من هيروغليفي ديموطيقي قبطي ونسجها بكلمات عربية ومصرية قديمة ولغات أجنبية حديثة¢.
وحين يتحدث عن العادات والتقاليد الواحدة. يلاحظ اندهاش الأجانب حين يرون المسيحيين يحتفلون ويسهرون طوال شهر رمضان جوار الحسين والسيدة يسمعون مدائح نبوية وصوفية. كما يرون مسلمين في موالد السيدة العذراء والقديس مار جرجس.
يروي المؤلف انه صدر منذ أعوام قليلة قرار غريب بمنع المسلمين من مشاركة الاقباط احتفالهم بمولد السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا خوفا من حدوث احتكاكات. فاثار ذلك غضب الاقباط المسيحيين وأصدر القس متي كامل كاهن الدير ووكيل مطرانية سمالوط اوامره بالغاء الاحتفال ومنع الصلاة في الدير وعدم القيام باية زيارة الي المغارة المقدسة التي شرفتها السيدة العذراء قبل الغاء القرار. وانطلقت مسيرة حاشدة ضمت آلاف المسيحيين تضامنا مع المسلمين المحتجزين بالجانب الآخر من معدية سمالوط. حتي سمح للمسلمين بالمشاركة في المولد.
كما يروي المؤلف عن تجربته في حضور مولد مارجرجس بميت دمسيس بالدقهلية: ¢هنا لا تستطيع ان تفرق بين مسلم ومسيحي. الكل مصريين. لدرجة انني ظننت في البداية أن الجميع مسيحيون. لولا وجود نساء منقبات ومحجبات ما كنت لاعرف بوجود هذا العدد من المسلمين¢. ويقرر ¢هؤلاء البسطاء لا يخشي عليهم من الفتنة لان دينهم الحقيقي هو الحب والتسامح¢.
في عالم الموالد سنجد الكثير من اصحاب المقامات لهم قصص مثيرة او مجهولة. وهذا ما يدفع المؤلف الي الدعوة لاعادة النظر في كتابة تاريخ هذا الوطن. ¢فليس التاريخ هو تاريخ الحكام والسلاطين. انما التاريخ الحقيقي هو تاريخ الشعوب. ومن هذا المنطلق علينا ان نناقش لماذا يذهب هؤلاء البسطاء إلي الموالد. فبالتأكيد ان ذهابهم ليس عبثا إذ يمثل لهم ثقافتهم التي اعتنقوها حتي قبل اعتناقهم للأديان السماوية. وفي ظل هذه الاديان استطاعوا ان ينسجوا ثقافتهم ويمارسوها محافظين علي وحدة الثقافة والمعتقد وان اختلفت العقيدة. ومن هذا المنطلق تشكل نسيجا وطنيا بفضل ثقافة الحرافيش هذه الثقافة التي لا يمكن ان يلغيها قرار سياسي او مقال متزمت يلعب علي اوتار طائفية او مظاهر عولمة يظن اصحابها انها يمكن ان تقتلع الشعوب من جذورها¢.
لويس جرجس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.