يوم الاثنين القادم ذكري مرور 38 عاما علي رحيل العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ وكنت قد ناشدت وزير الثقافة السابق جابر عصفور ان يقيم له تمثالا من البرونز في دار الاوبرا يعيش سنوات بدلا من التمثال الذي صممه ونفذه علي حسابه الشخصي الفنان محمد ثابت ضابط القوات المسلحة الاسبق. خرج عصفور من الوزارة ويبدو انه لايقرأ الصحف واكرر نفس المطلب لوزير الثقافة الحالي عبدالواحد النبوي عسي ان يهتم لان عبدالحليم ظلم كثيرا فلم يطلق اسمه علي أحد شوارع القاهرة وناشدت رئيس الوزراء عاطف عبيد ورئيس الوزراء أحمد نظيف ومحافظ القاهرة عبدالرحيم شحاته ان يطلق اسمه علي الشارع الذي عاش فيه 14 عاما بدلا من اسم بهاء الدين قراقوش بالزمالك أو اطلاق اسمه علي شارع آخر بحي الزمالك ولكن دون جدوي. لو كان عبدالحليم حافظ مغربيا أو عاش في المغرب لاقاموا له تمثالا في كل مدينة واطلقوا اسمه علي اكبر مبادين الدار البيضاء والرباط ومراكش واغادير والعيون وتارودانت. انهم في المغرب والجزائر وتونس يحبون ويعشقون عبدالحليم حافظ مثل عشقهم لام كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الاطرش وكل النجوم. آخر خمس سنوات قبل وفاة عبدالحليم حافظ كان يشارك كل لاعب في عيد جلوس الملك الحسن الثاني علي العرش وهو عيد الشباب ويشارك معه معظم الفنانين الكبار في مصر والعالم العربي ويبقي لحليم مكانه خاصة جدا عند الملك الحسن. هذه الحكاية روتها لي الحاجة عليه شبانه قبل وفاتها رحمة الله عليها.. قالت ان شقيقها عبدالحليم سافر الي المغرب ضمن وفد من المطربين والمؤلفين والملحنين للمشاركة في عيد جلوس الملك وصادف ان وقع انقلاب علي الحسن الثاني في قصر السخيرات "أعتقد في مدينة المحمدية" قاده الجنرال محمد أوفقير. كان حليم في استوديو الاذاعة المغربية عام 1976 لتسجيل اغنية يغنيها للملك بمناسبة جلوسه علي العرش ولم يكن يعلم بوقوع الانقلاب لكنه فوجئ وهو في الاستوديو بضابط برتبة مقدم وآخر نقيب وأربعة جنود جاءوا للاستيلاء علي الاذاعة واذاعة بيان الثورة واعلان سقوط الملك الحسن. دخل المقدم الاستوديو ففوجئ بوجود عبدالحليم حافظ فقدم اليه الورقة المكتوب فيها بيان قيام الثورة ليقرأه عبدالحليم حافظ بنفسه فنظر الي الضابط وقال له ياحبيبي انت زي أخويا الصغير.. انا الملك الحسن أكلت معه عيش وملح ولايمكن أبدا أخون العيش والملح.. لو عايز تقتلني اقتلني ياحبيبي.. اذا كان مكتوب لي أموت علي ايديك فهذا قدر الله.. لكن أبدا عمري ما أخون الملك وأقرأ بيان الثورة أبدا لاشهد إلا اله الا الله وان سيدنا محمدا رسول الله. نظر الضابط الي عبدالحليم حافظ مندهشا وقال "ياسيدي والله أبدا مانقتلك لانك انسان وفي مخلص لايخون صديقه.. انت انسان أصيل ياعبدالحليم وأنا وأبويا وأمي وأخواتي نعشق مصر والشعب المصري وأمي وابويا يحفظان كل اغنياتك وسأقول لهما ولاصدقائي انني رأيتك وصافحتك ثم سأل مهندس الاستوديو.. هل هناك سرداب سري تحت الارض يمكن ان يخرج منه عبدالحليم حافظ لينجو بحياته فوصف له السرداب فأرسل معه ثلاث جنود لحمايته حتي أوصلوه الي الفندق في سلام وأمان وروي ماحدث له للمصريين فحمدوا الله علي سلامته. هذه الحكاية عرفها الملك الحسن بعد فشل الانقلاب ومقتل قائد الجنرال او فقير فمنح عبدالحليم جواز سفر دبلوماسيا وتحمل نفقات علاجه في باريس ولندن ووضع طائرته تحت تصرفه في أي وقت!