في الوقت الذي توجه فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية وقوات التحالف الدولي ضرباتها الجوية علي مواقع تنظيم داعش في العراق تتراجع القوات العراقية وتتوسع داعش في مناطق جديدة واقتربت من القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد ما يشكك في جدوي هذه الضربات والهدف منها. خبراء السياسة العراقيون رفضوا التدخل البري الذي تطالب به الدول الغربية واعتبروه بداية لعودة الاحتلال الأمريكي. في البداية يقول المحلل السياسي العراقي إبراهيم الصميدعي الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة علي داعش منذ شهور لن تحقق الهدف المرجو منها لسسبب بسيط هو أن التحالف لم يعرف حتي الان ماذا يريد من هذه الحرب أو أنه يعرف ولم يستطع تحقيق هدفه . وضح ذلك من خلال تصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما حول التفويض الذي يريده من الكونجرس بثلاث سنوات ما يعني ان الحرب علي داعش ستقتل المزيد من السنة وليس داعش فقط ما يوضح ان هناك ابادة جماعية للمناطق السنية التي سيطرت عليها داعش وادارة الرئيس الامريكي تعرف ذلك جيدا بانها تقتل السنة العرب الي جانب داعش. قال ان المستفيد الاول من هذه الحرب هو ايران التي سيطرت علي مناطق عربية عديدة واستفادت من ثورات الربيع العربي التي تخدم مصالحها ومشروعها الفارسي في الخليج العربي وهي صانعة القرار الان في العراق وتحرك جميع الأدوات ما يخدم مشروعها ولو توصلت الولاياتالمتحدة الي تسوية مع ايران في المشروع النووي وتخلت ايران عن السلاح النووي ستطلق امريكا يدها في المنطقة العربية تفعل ماتشاء. أضاف أن هذا الأمر سيترتب عليه مزيداً من الصراع بين السنة والشيعة في المنطقة العربية ما يخدم مصالح داعش في المنطقة وعندها ستعلن دولة داعش البغدادية التي ستضم عشرين مليون سني في العراق وستكون ايران المستفيد الثاني وستكون هي شرطي الخليج العربي باعتبارها القوة الاكبر في المنطقة والكبار الان هم الذين يتلاعبون بمستقبل الدول العربية ولذلك أدعو الدول العربية للتفاوض مع ايران بدلاً من حربها نيابة عن اسرائيل والغرب لانها لم تكن اخطر علي العرب من اسرائيل. قال ابراهيم الصميدعي ان المنطقة العربية لم تعد بنفس الأهمية للغرب خاصة ان البترول خلال السنوات القادمة ستقل اهميته مع انتشار الطاقة البديلة ولم يحارب الغرب للسيطرة عليه خلال السنوات القادمة ولذلك علي العرب الان تجاوز خلافاتهما والتحاور مع ايران وان تسعي الثورة في مصر الي عدم تضييق الخناق علي الاخوان حتي لاتتحول الي جماعة ارهابية حقيقية تؤثر علي قدرة مصر العسكرية وتهدد مستقبلها ولو تحققت المصالحة بين العرب وبعضهم البعض خاصة مصر وسوريا والعراق سيستطيع ربع الجيش المصري وحده القضاء علي تنظيم الدولة الاسلامية وتحقيق التقارب مع ايران خاصة وان السلاح النووي الايراني لن يكون باي حال ضد العرب. يقول الدكتور محمد الشمري الكاتب والمحلل السياسي العراقي إنه لا يوجد حتي الأن قرار أمريكي بالتدخل البري في العراق بل يريد الرئيس الأمريكي تفويضاً بتوسيع صلاحياته في العراق لمحاربة داعش مشيراً إلي أن الوضع في العراق لايحتاج تدخلاً برياً من الغرب لأن الجيش العراقي والحشد الشعبي يحققان يومياً انتصارات متتالية علي الجماعات الارهابية. أضاف أن الكلام عن ان داعش تتوسع علي حساب الجيش العراقي غير صحيح لأن هناك تفوقاً من قوات البيشمركة التي تحارب الي جانب الجيش العراقي وتتقدم في مناطق مثل الموصل وكركوك وهذه القوات في امس الحاجة الي تركيز الضربات الجوية علي مفاصل داعش للقضاء عليها. يقول الدكتور علي الهلالي الكاتب والمحلل السياسي العراقي إن الضربات الجوية من قبل قوات التحالف الدولي غير كافية للقضاء علي داعش ولو تم التدخل البري من قبل الولاياتالمتحدة سيكون هذا مخالفاً لاتفاقية الاطار الاستراتيجي التي تم التوقيع عليها بين العراقوالولاياتالمتحدة وسيواجه معارضة شرسة من ايران صاحبة الكلمة العليا في العراق. أضاف أن قوات الحشد الشعبي عبارة عن قوات بدون تدريب يتم دفعها الي الحرب لمواجهة داعش ولم تستطع تحقيق تفوق علي داعش في مناطق مثل تكريت خاصة وانها تواجه حرب شوارع غير مدربة لمواجهة مثل هذا النوع من العمليات. أرجع عدم تحقيق الحرب علي الارهاب أهدافها حتي الان الي قصور في ادارة الحرب عسكريا والدليل علي ذلك اقتراب داعش من البغدادية القريبة جدا من القاعدة العسكرية الامريكية في عين الاسد التي يتمركز فيها 300 خبير عسكري امريكي. قال ان سبب الإنهيار الامني في العراق هو اسلوب المحاصصة والطائفية وتوزيع المناصب بين السنة والشيعة وظهر ذلك بوضوح في تأخر اعلان اسماء وزير الدفاع والداخلية العراقي في التشكيل الحكومي الأخير في حكومة العبادي ولذلك يجب القضاء علي الطائفية في العراق وان تكون هناك انتخابات ومن يحصل علي الاغلبية يكون من حقه تشكيل الحكومة دون توازنات طائفية.