مع اقتراب حركة المحافظين وانتظار جموع المواطنين بكافة المحافظات لها بفارغ الصبر لتجديد الدماء والتخلص من الجمود الذي أصاب المحافظات نجد أن المحافظين أنواع وملل فمنهم من يعمل وكأنه موظف مثل باقي الموظفين يأتي مكتبه في التاسعة صباحا ويغادره في الثالثة مساء ويكتفي بالتقارير المكتوبة من رؤساء الوحدات المحلية ومديري مديريات الخدمات ولا يتواجد بالمحافظة أيام الخميس والجمعة والسبت والتي يقضيها ببلدته مع أسرته ولا يكلف نفسه عناء النزول للمدن والقري لتفقد أحوالها والسماع لأوجاع المواطنين والعمل علي حلها بينما يسعده كلمات الإطراء من حاشيته بأنه الملهم وأن إنجازاته تكتب بماء الذهب وتسطر بالكتب ولا يسمح لمن يخاطبه سواء كتابة أو شفاهة إلا بلقب معالي الوزير المحافظ ولا يقبل أن يناقشه أو يراجعه في قراراته أحد ومن ينقده أو يناقشه يكون جزاؤه الإستبعاد والنفي .. ومنهم من لا يتحرك من مكتبه إلا في الكوارث فيصطحب المسئولين والمصورين ثم يتخذ القرارات العنترية حتي تهدأ الأمور ويبررها بأنها من صنع المواطنين وتخلفهم والعجيب أنه لا يتم تنفيذ شيء من هذه القرارات ثم بعد عدة شهور تتكرر هذه الكارثة وقلما تجد محافظا لديه ¢قرون¢ استشعار يستشعر الخطر والكوارث ويعالج الخلل قبل وقوعه حتي يجنب المواطنين المصائب بل ان جميع جولاتهم للشو الإعلامي ويتفنن بعضهم المواقف ليرفع من أسهمه كالمحافظ الذي استقل سيارة نقل لتوزيع أسطوانات البوتاجاز بنفسه والذي يطارد سيارة مخالفة والذي يجلس علي المقهي وسط المواطنين ليناقشهم أو الذي يجلس علي الرصيف ليتحدث مع المارة من الناس أو الذي يقوم بجولة علي الدراجة .. ومنهم من يسند المناصب لأهل الثقة وليس لأصحاب الكفاءات حتي تراكمت مشاكل المواطنين ولا يجدون لها حلا ومنهما يزرع في كل إدارة عيون له ليس لتبلغه عمن يعرقل العمل ويعطل مصالح المواطنين بل لتبلغه أولا بأول علي من ينقده ويتحدث في حقه حتي تجد كثيرا من المديرين والموظفين يتم استبعادهم ونقلهم فجأة دون أسباب واضحة .. ومنهم من يغلق مكتبه علي نفسه ولا يقابل احدا من المواطنين وأصحاب الحاجات ودائما عبارة المحافظ في اجتماع جاهزة كما أنه لا يرد علي التليفونات بينما إذا استقل سيارته الفاخرة يسدل ستائرها حتي لا يري وجوه المواطنين المكفهرة. بينما قلة من المحافظين يواصلون الليل بالنهار في العمل ويبتكرون الحلول لمشاكل محافظتهم ويتألمون لألم الناس ويفرحون لفرحهم ولا يتعالون عليهم ويفتح مكتبه أمام الجميع يناقشونهم ويسمعون منهم ويستجيبون لمقترحاتهم ولا يتشبسون برأيهم ويجوبون دائما المدن والقري للتعرف علي معاناة المواطنين والعمل علي حلها. المحافظ السوبرمان هو المطلوب لهذه المرحلة الذي يتمتع بقدرات إدارية وفنية فذة لا يمل ولا يكل ويعمل في صمت دون صخب إعلامي ولا منظرة.