شهدت مدارس الدروس الخصوصية مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة وامتحانات نهاية التيرم الثاني لمختلف المدارس الخصوصية الي ما يشبه الشوادر والأسواق مع تكالب أولياء الأمور علي إلحاق أبنائهم بها في ظل عدم استقرار العملية التعليمية. رصدت "الجمهورية" نماذج لمراكز الدروس الخصوصية لجأت إلي استخدام أساليب رخيصة ولا تتفق مع معايير العملية التعليمية من أجل جذب المزيد من الطلاب وجني الأموال الطائلة.. شملت تلك الأساليب قيام المراكز بتشغيل أغاني شعبية علي أنغام دي جي وحفلات راقصة لجذب الطلاب. ففي حلوان أثار الفيديو الذي تم تداوله علي مواقع التواصل الاجتماعي لأحد مدرسي علم النفس والفلسفة بأحد مراكز الدروس الخصوصية غضب واستياء القاعدة الكبيرة من المعلمين حيث يظهر سماعات الدي جي داخل القاعات وتنطلق منها الأغاني التي قام الطلاب بالرقص عليها كأسلوب جديد من أساليب التعليم لمافيا الدروس. أكد التربويون ان هذا الاسلوب يضرب العملية التعليمية في مقتل وينال من هيبة المعلمين كما أنه طريقة جيدة لجذب واستقطاب الطلاب واستنزاف جيوب أموال أولياء الأمور ومسخ عقول أجيال ينتهي مستقبلها مع الثانوية العامة. أشار الدكتور عبدالعظيم صبري- أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة حلوان ان هناك طرقا للتعلم عن طريق الأناشيد والأغاني التعليمية والتي يستخدمها بعض المعلمين في التعلم خاصة في مراحل التعليم الأساسي وان الغناء يجب ان يكون بمعايير معينة وضوابط لا تخل بمباديء الاداب العامة والأخلاق مشيرا الي ان هناك بعض الأساتذة يستخدمون الغناء والرقص بشكل آخر كطريقة جذب الي الطلاب للحضور ولكن هذا النوع بعيدا عن الهدف الحقيقي وهو العلم. أوضح ان المعلم المتخصص في مناهج وطرق التدريس يكون لديه استراتيجية عن التعليم بواسطة الأغاني التعليمية الهادفة بطريقة محترمة ومنظمة أما اذا كانت طريقة أخري لا تعتمد علي استراتيجية التعليم الهادف والأطر المتعارف عليها وبعيدة عن تقاليد المجتمع فيجب ان يحاسب فورا. ومن جانبه أوضح الدكتور جمال شكري وكيل كلية الخدمة الاجتماعية لشئون التعليم والطلاب ان المادة العلمية وتدريسها يجب ان يتم وفقا للمعايير التربوية مشيراً الي ان تعلم بعض المهارات قد يتطلب مهارة معينة مثل التمثيل والمسرح يتطلب وسائل تنمية بشكل مختلف اما ما يحدث في بعض المراكز التعليمية قد يكون تجاوزا يجب توقفه. أكد فتحي عبدالعال مدير مدرسة ان هذا الاسلوب لا يليق بالمعلم ويفقده الهيبة أما الطالب وسيحول المدرس إلي أراجوز مشيرا الي ضرورة اغلاق هذه المراكز التي يتخذها غير المؤهلين من أجل تحقيق الربح والتجارة كما ان ذلك يدعم نظام الحفظ والتلقين فهو يزرع المعلومة في ذهن الطالب عن طريق الأغاني مثلا رغم أنه لو ركز علي توصيل المعلومة. أوضح حسين سمير مدرس أحياء ان صعوبة المناهج هي التي قد تدفع البعض من المدرسين لاتباع هذه الطريقة وهذا يجعل الطالب يقبل علي الاستذكار باستخدام هذه الطريقة وقد أكد بعض الطلاب بنتائج هذه الطريقة في التعليم وان هذا الاسلوب يحدث خلال الشرح في الفصول المدرسية. قال عبدالحميد القرشي مدير مدرسة ان ما حدث من أحد المعلمين في أحد مراكز الدروس الخصوصية بحلوان حلوان جعلني أحزن حزنا شديدا علي ما وصل اليه حال التعليم مطالبا بسرعة التحرك من المسئولين بالتربية والتعليم لايقاف هذه المهازل فعندما تبدأ يد في التطوير مائة تقوم بالهدم واستراتيجية الرقص وقلة الأدب تنال من هيبة المعلمين ولابد من عقاب ما يروج لهذه الأساليب الرخيصة التي تؤدي الي تسرب الطلاب وعدم رغبتهم في التعليم. أوضح حسن عثمان مدرس ان هؤلاء من يستنزفون أموال أولياء الأمور ويمسخون عقول أجيال ينتهي مستقبلها مع الثانوية العامة متسائلا لماذا يسكت المسئولين عن هذه الحالات التي تهدد العملية التعليمية وتروج لمافيا الدروس الخصوصية. قال محمود فرغل مدرس بالمنيا ان هذا النماذج من المدرسين تسيء للعملية التعليمية برمتها وللاسف الطريقة التي يستخدمها هي نفس الطريقة التي تستخدم في تعليم أطفال الحضانة كي جي 1 والأدهي والأمر لو ان كل طالب دفع 20 لدخول هذه الحصة الممتعة من الرقص "فعلا تعليم آخر زمن". أشار هاني حامد مدرس الي ان معظم من يعمل بمثل هذه النوعية من الدروس لا يعمل بالتربية والتعليم أصلا والتعليم المهنة الوحيدة في مصر التي دخلها كل من "هب ودب" من كل الأصناف ومن غير المتخصصين التي لا يوجد قانون بها يمنع الدخلاء عليها فلقد سمعت عن شخص انتحل شخصية طبيب أو مهندس أو محامي أو ضابط ولم أسمع عن شخص قبض عليه لانه انتحل شخصية معلم. أجمع حسام عادل وعلاء مصطفي وطارق سيد مدرسي لغة عربية علي رفضهم لهذه الطريقة المخلفة مشيرا الي ان الفيديو يعبر عن وجود ملاهي وليس محاضرة في قاعة درس وانه لابد ان يكون هناك احتراما وهيبة للمعلم أما التلاميذ واذا كانت هذه الطريقة التي لا غني عنها فانها لم تكن لسان حال أساتذتنا وعلمائنا من قبل مطالبين بضرورة غلق هذه المراكز التي تكون العملية التعليمية آخر اهتمامها وتهدف الي تشتيت عقول التلاميذ وابعادهم عن الهدف الاساسي من التعليم. أبدي طارق حسين ومحمد أحمد وأشرف ابراهيم مدرسي رياضيات غضبهم من هذه الأفعال التي تسيء لجموع المعلمين وان هذا يعبر بشكل واضح عما وصل اليه حال تعليمنا وأبنائنا وحبهم للغناء والرقص أفضل من التعليم وتحصيل العلم. أكد ابراهيم محمود وسعيد سمير وحسن محمد مدرسي تايخ علي ضرورة التخلص نهائياً والقضاء علي مراكز الدروس الخصوصية في تحرك وقرار جريء من وزارة التربية والتعليم حتي نرحم طلابنا من هذه النماذج التي تضرب العملية التعليمية في مقتل. قال صبري هيكل مدير عام ادارة الهرم التعليمية ان هذا الاسلوب مرفوض تماماً في تعليم أبنائنا خاصة اذا كان بهذه الصورة التي شاهدناها في الفيديو المتداول من الرقص علي الأغاني الشعبية وان هذا لا يليق برسالة المعلم السامية ومهنته التي تعد من أفضل المهن. أضاف انه لابد من محاسبة المسئولين عن هذه المهازل التي تحدث وتنال من العملية التعليمية فبدلا من بناء جيل واع قادر علي البناء نساعد في تدهور مستوياتهم بأيدي بعض المعلمين. أوضح عادل عبدالمنعم مدير عام ادارة الدقي التعليمية انه لابد من تنشئة أبنائنا علي الأخلاق والمثل بدلا من بث السموم في عقولهم والمساهمة في نبذ السلوكيات الخاطئة هي أحد المباديء التي يجب ان يتحلي بها المعلمون مشيراً الي ان هذه الطريقة التي ظهرت من أحد المعلمين وهرج ومرج الطلاب بسماع الأغاني الشعبية والتنورة وارتفاع أصوات الدي جي ينم عن تدهور مستوي الطلاب نتيجة التعليم الخاطيء بهذه الأساليب الرخيصة والتي تهدف الي المكاسب المادية فقط بغض النظر عن السلوكيات والتربية السليمة. أكد أشرف بدوي مدرس لغة عربية علي ان ما حدث مهزلة ولابد ان يعاقب المسئولون في المحافظة نتيجة السماح بوضع هذه الملاهي الشعبية التي شاهدناها بصورة جعلتنا نرثي حال التعليم. قال ان هناك أسلوب آخر للتعليم عن طريق استخدام طرق تدريسية جذابة ومتنوعة واستخدام الأمثال وأبيات الشعر والحكم وغيرها وتطويعها من أجل استيعاب الطلاب الدروس ولكن ان تتحول قاعات الورش الي أفراح شعبية فان ذلك مرفوض من كافة الأعراف والتقاليد.