مرضي الأمراض المزمنة كفيروس سي والسكر والايدز يعانون الأمرين من عدم وجود غرف عناية مركزة المستشفيات الحكومية لا تقبلهم بحجة حملهم اجراءات التعقيم والعزل التي لابد ان تطبقها مكافحة العدوي داخل المستشفيات والتي لا تتوفر في كثير منها. شاكر سلامة يؤكد ذلك قائلا ان شقيقه ان ارتفع السكر لديه وحدثت له غرغرينا فقرر الطبيب اجراء عملية البتر وبعد اجراء الجراحة ذقنا الأمرين في البحث عن رعاية مركزة فالجميع أغلق أبوابه في وجهنا بسبب الخوف من العدوي. ويشكو سليم حسن أن والده اصيب بغيبوبة كبدية فوجد صعوبة شديدة لايجاد سرير عناية له الكل يرفض لان حالته تحتاج إلي تعقيم مشدد وعناية خاصة في استخدام أدوات المريض من قبل التمريض والمرضي المجاورين له في العناية. حسن سيد تعرض لنفس التجربة واكتشف ان سبب رفض استقبال المستشفيات لهذه الحالات يرجع لطول المدة التي يحتاجها المريض في العناية وشدة الحظر والتعقيم المستمر والنفقات العلاجية فهذه الحالات تعتبر من الحالات المجهدة بالنسبة للتمريض. مأساة حقيقية الدكتور أحمد خطاب طبيب اسنان قال ان أخته كانت تعاني من القدم السكري والأخطر من ذلك انها كانت تعاني من فشل كلوي وكان لابد ان تدخل العناية المركزة قبل الجراحة واخذنا سيارة اسعاف وقمنا بالبحث عن سرير عناية بعدة مستشفيات دون جدوي وعلمت بعد ذلك ان المستشفيات ترفض استقبال الحالات التي تعاني من ميكروب لانها قد تتسبب في انتقال العدوي للآخرين ويضطرون في كثير من الاحيان إلي غلق جناح الرعاية بسبب هذه الحالات لان ميكروب الغرغرينا مثلا عندما يصل إلي أي جرح آخر يلوثه فاضطررنا في نهاية الأمر إلي ادخالها لمستشفي خاص وهنا لابد ان نتساءل لماذا تطبق هذه المستشفيات معايير تمنع انتقال العدوي للحالات الأخري فالمستشفيات الخاصة لا ترفض هذه الحالات وتتعامل معها بنجاح. ويضيف مرضي هذه الحالات يعيشون مأساة حقيقية بسبب رفض استقبال المستشفيات الحكومية وعدد الاسرة المخصصة لهم محدودة للغاية فعلي سبيل المثال معهد السكر به أربعة أسرة فقط رغم انه من المفترض ان معهد السكر هو المكان المخصص لاستقبال مثل هذه الحالات. عزل تام يقول الدكتور علي الاشرح وكيل منطقة حلوان الطبية ان الرعاية المركزة الخاصة ببعض الامراض الناقلة للعدوي بها عجز شديد. فبعض الامراض مثل الفيروسات الكبدية والايدز والغرغرينا تحتاج لرعاية من نوع خاص واحتياطات في العمليات الجراحية في التعقيم والحذر في استخدام ادوات المريض ومن الممكن لهؤلاء المرضي دخول الرعاية المركزة مع المرضي العاديين الموجودين بها ولكن يلزم عمل عزل تام لهم ولادواتهم. ويشير إلي اتجاه وزارة الصحة في عمل رعايات لهذه الحالات في مستشفي الحميات لتطبيقها معايير مكافحة العدوي. ولكنها للاسف تتعامل بشكل بدائي وليس بها اطباء متخصصون وتعاني تلكؤا من التمريض لما تحتاجه هذه الحالات من جهد ورعاية شديدة رغم انه من الممكن توفير عناية مركزة لهم تحت اشراف طبي من اساتذة الأوعية الدموية والجراحة العامة والباطني. ويضيف الدكتور هشام الخياط استاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس ميكروبات الامراض المزمنة وتؤثر بالسلب علي باقي مرضي الرعاية العاديين وخاصة المصابين بجلطة في القلب والتهاب في الرئة والفشل الرئوي مما يؤدي لوفاتهم بسبب العدوي وليس بسبب حالاتهم الصحية التي يمكن الشفاء منها فقد ينقل لمريض القلب مثلا ميكروب غير مستجيب للمضادات الحيوية مثل ميكروب "سودوا مونس زأخري" شديد الخطورة. فاذا كان فيجب ان يكونوا في حجرات معزولة. وللاسف هذا لا يحدث في الحميات نفسها فهي مليئة بالعدوي وممكن المريض يدخل للعلاج يصاب بفيروس التيتنوس والالتهاب السحائي وعضة الكلب في المراحل المتأخرة. والحل في رأيه توفير مستشفيات خاصة بالعزل أسوة بالدول الأوروبية وهي ان يدخل المريض حجرة عزل ويتم اتخاذ اجراءات العزل معه مثل تعقيم الاطباء والممرضين وتوخي الحذر في التعامل مع المرضي وتعقيم ادواتهم تعقيما يوميا وارتداء القفازات.