مع ازدياد معدلات التلوث البيئي وتطور التقنيات البحثية لرصد وتحليل الطفرات الوراثية للميكروبات والطفيليات أصبح الكشف المبكر عن النوع والفصيل الجيني للميكروبات والفيروسات من البروتوكولات المتعارف عليها دوليا فهذه لشخصنة البرامج العلاجية الأمثل لكل حالة. تلك كانت أهم التوصيات التي خرج بها الأطباء خلال مشاركتهم بالمؤتمر السادس عشر للجمعية المصرية للصدر والحساسية, والذي عقد مؤخرا بمدينتي القاهرة ومرسي علم حيث تم عرض التقنيات الجديدة في مجال الكشف وعلاج الالتهابات الميكروبية للجهاز التنفسي وبروتوكولات العلاج للالتهابات الرئوية المختلفة. كما تناول المؤتمر خراج الرئة بأنواعها المختلفة ووسائل علاجها وتفادي حدوثها, وأحدث الأبحاث لعلاج الانسكاب البللوري وكيفية تفاديها وسرعة علاجها قبل أن تسبب تلفيات بالغشاء البللوري وإعاقة كاملة للرئة المصابة. وعن مرض شبيه الدرن يقول د.نبيل الدبركي رئيس الجمعية والمؤتمر إن هذا المرض غالبا مايخلط الأطباء في تشخيصه علي أنه درن بالرغم من اختلاف بروتوكولات علاج كل مرض. ويوضح الدكتور نبيل أن هناك عائلة من الميكروبات الفطرية التي تتواجد في البيئات الفطرية وتنقسم إلي3 مجموعات الأولي تؤدي الي الإصابة بالدرن وهي العدوي التي تنتقل من إنسان لآخر أو من الحيوان للإنسان, والمجوعة الثانية تؤدي الي الإصابة بمرض الجزام. أما المجموعة الثالثة فتؤدي للإصابة بمرض شبيه بالدرن حيث تعيش هذه البكتيريا في البيئات الرطبة مثل حمامات السباحة والترع والبرك المائية ومن الممكن أن تصيب الإنسان في الرئة أو الغدد الليمفاوية أو الجلد وقد ينتشر الميكروب في الجسم عبر الدم والسائل الليمفاوي. اللافت في الأمر أن هذه العدوي بهذا المرض بعكس الدرن لاتنتقل من إنسان لآخر أو من حيوان لإنسان, وقد يكمن الميكروب في الجسم لعقود قبل أن تظهر أعراضه. كما أن هناك أكثر من150 نوعا للميكروب المسبب لشبيه الدرن ويختلف نشاطها من بلد لآخر, كما أن بروتوكولات العلاج تختلف حسب نوع الميكروب. وتزيد احتمالات الإصابة بالمرض بين الحالات التي تعاني تدهورا للجهاز المناعي ومرضي الأورام. وحول سبل الكشف عن المرض يوضح الدكتور نبيل أن هناك علامات دالة للتفرقة بين شبيه الدرن والدرن منها إجراء مزرعة للبصاق وأخذ صور أشعة للرئة والتي تظهر عتمات في الجزء العلوي للرئتين في حالة الدرن في حين تكون تلك العتمات في الجزء الأوسط في شبيه الدرن. وعن أحدث التقنيات المستخدمة لتشخيص المرض, فتعتمد علي تحليل الحامض النووي للميكروب لتحديد نوع المرض بدقة, وبالتالي اختيار العلاج الأمثل للمريض. ويوضح الدكتور نبيل أن برامج العلاج لشبيه الدرن قد تختلف في بعض الحالات من حيث عدد الأدوية أو مدة العلاج طبقا للفصيل الجيني للميكروب. وبشكل عام, فإن معظم بروتوكولات العلاج الدوائي تعطي للمريض لمدة عام كحد أدني, ويجب عمل التحاليل لرصد معدل تخلص الجسم من الميكروب. وعن الالتهابات الرئوية المصاحبة لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي, وكيفية التشخيص والوقاية منها يقول د. طارق صفوت أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بطب عين شمس إنه عادة ما تستخدم أجهزة التنفس الصناعي لحالات الفشل التنفسي. وبشكل عام فإن استخدام أجهزة التنفس يحتاج لفريق طبي متكامل للمتابعة الدقيقة للغازات في الدم لمنع حدوث مضاعفات بسبب الجهاز التنفسي, ومن المهم توجيه الطبيب والتمريض لأهمية دور الأجهزة في علاج الصدمات التنفسية ومعالجة المضاعفات وتجنب المشاكل التي تنتج عن سوء استخدام الجهاز حتي يمكن الاستغناء عنها أو فصل المريض عن الجهاز. ويضيف د. أشرف حاتم أستاذ الأمراض الصدرية بطب قصر العيني: إن الالتهاب الرئوي الذي يحدث خارج المستشفي من أسهل الالتهابات الرئوية ويتم اكتشافه عن طريق الأعراض و الأشعة. ويتم إعطاء هذه الحالات مضادات حيوية حسب سن المريض والأمراض المصاحبة لحالة كل مريض مثل السدة الرئوية والأمراض المزمنة مثل القلب أو السكر أو الأمراض التي تقل فيها المناعة أو عند استخدام أدوية مثبطة للمناعة أو الكورتيزون أو العلاج الكيماوي, ويتم اختيار المضادات الحيوية حسب حالة المريض وفي الأغلب تعطي الأدوية عبر الفم من7 إلي10أيام. أما في حالة الالتهابات الرئوية التي تحدث داخل المستشفي أو غرف الرعاية المركزة فهذه الحالات تكون أكثر تعقيدا وتتطلب التعرف علي نوع الميكروب الذي أصيب به المريض. ومن المتعارف عليه أن عدوي المستشفيات تكون أكثر مقاومة للدواء نظرا لكثرة وتنوع الميكروبات الموجودة في المستشفي خاصة إذا لم تجر عمليات التعقيم والتطهير بشكل جيد ودوري لأقسام المستشفيات وغرف الرعاية المركزة. وفي مثل هذه الحالات يجري للمريض منظار شعبي بالفيديو وغسيل شعبي حويصلي لأخذ عينات من السائل من داخل الرئتين لتشخيص أنواع الميكروبات أو الفيروسات التي أصيب بها وتحديد العلاج الأمثل للحالة.