* حالة من الضبابية والاختلاف والهيمنة والإقصاء. يعيشها المشهد السياسي المصري في لحظات التحول والانتقال التي تعيشها مصر هذه الأيام. لا نعرف فيها مَن مع مَن.. ومَن ضد مَن؟!.. ومَن يسعي للصالح العالم.. ومَن يبغي المصالح الشخصية؟!.. وفي النهاية تاه المواطن وتأرجح بين هذه الملفات.. واختلت موازين مصر بين رؤي الخبراء الاستراتيجيين والأمنيين.. واستباحة دمها بين الفضائيات والإعلام المأجور.. المغرض.. بهدف تأجيج المشاعر.. وزرع الفتن. وزعزعة الأمن. وتهميش دور مصرنا الحبيبة ليظهر الأقزام علي الساحة الإقليمية والعربية أفراداً ودولاً.. ليظهر تحت السطح صراعاً خفياً يسعي البعض خلاله لتحقيق رغبة جامحة للبقاء في الصورة والسيطرة. والبعض يجذبها للعودة إلي الخلف. صورة معتمة.. قام بالتقاطها هاوي تصوير غير محترف. فجاءت مهزوزة.. البعض فيها يسعي للعب أي دور ولو علي حساب الصالح العام.. والبعض يسعي لإقصاء الآخر.. وغيرهما يهدر الدم تحت مسميات مختلفة ومختلة.. مرة تحت شعار الترهيب والترغيب.. ومرة تحت ستار الدين والحرية والديمقراطية.. ولكن اتفق الجميع علي أن الدافع لهم هو الرغبة في السلطة والسيطرة دون النظر للمصلحة العليا للوطن.. وتحقيق أهداف الثورة في التغيير نحو الأفضل والعدالة الاجتماعية والتنمية والازدهار لمصرنا الحبيبة وشعبها. ولكن يجب أن يدرك الجميع ويعي أن الشعب المصري يتوق للحريات ويسعي إليها.. وقد ضحي بكل غال ونفيس من الشهداء والمصابين.. ولن يتنازل عما حققه من سبل للوصل إلي ما يصبو إليه.. ولم يعد يقبل التهميش والعبودية أو التنازل عن حقوقه ومكتسباته.. لذا أتمني من الجميع بدلاً من تأجيج المشاعر لتحقيق مصالح ضيقة.. قيادة المواطنين للمستقبل.. وطوي صفحة الماضي.. وأن يظهر رجل رشيد يستطيع تحويل طاقة المصريين من ثورة الميدان إلي ثورة النهوض بمصرنا الحبيبة.. فمصر في حاجة لسواعدنا جميعاً.. وأن يضع كل منا لبنة في إعادة بنائها.. وكفي ما عشناه الكثير خلال العامين ونصف العام الماضيين.. نتج عنها ظروف اقتصادية رهيبة وصعبة وقاسية.. هربت استثمارات. وألغيت في السياحة حجوزات.. وانخفضت من الاحتياطي الدولارات.. وفي محطات البنزين حدثت الأزمات.. وأنبوبة البوتاجاز اختفت.. فالبترول ومشتقاته لا يغطي الاحتياجات.. انتشرت الاحتجاجات.. والمطالبات.. والوقفات.. والأسعار نار وفي ارتفاعات.. والأمن في انفلات.. وفي الشوارع انتشرت العشوائيات.. وشاعت البطالة في كل الفئات.. وانتشرت الرشوة والمحسوبيات والمجاملات.. وزاد الصراخ والعويل والكلام الثوري.. والنجومية الوهمية في الفضائيات.. من أناس وقوي سياسية وثورية زائفة من مختلف التيارات.. هرولة وراء النجومية والأضواء الكاذبة والدولارات. إذا كانت مطالب الثوار العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. فالسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الكد والعمل.. فالعمل حرية وعزة وكرامة وعيش وعدالة.. درعاً واقياً من الذل والهوان. والسبب لتعمير الأرض واستدامة النعم وتحقيق الذات وحفظ ماء الوجه.. والبطالة مهانة. ومرض وعجز واستكانة. وعبودية ومذلة.. ففي العمل صيانة لكرامتنا.. وحفظ لهيبتنا. والرقي بمكانتنا.. فهو قيام الحياة.. وسر السعادة.. وأساس الحضارة.. ولن تحقق الثورة أهدافها إلا بالعمل الدءوب.. والسعي المتواصل.. ورغم ذلك لم أسمع أحد يتحدث عن تنظيم مليونية للعمل والإنتاج.. لم أشاهد قناة تتحدث عن الوضع القادم.. الكل يسعي للاستفادة من الوضع القائم.. دون أن يضع رؤي للمستقبل.. وخطة عمل.. فرغوا أنفسهم للتسفيه والتشويه والتغرير والتعزير.. ملوحين بالتلميح والتصريح أنهم وكلاء عن الشعب المصري.. ومتحدثين باسمه.