بعد غد العيد الثاني لثورة 25 يناير.. ثورة شعب يحتاج إلي ثورة.. نعم نحن في حاجة ماسة وملحة لثورة في السلوكيات.. والعطاء.. والعمل.. والحب.. والأمل.. نحن في حاجة إلي بركان في الإنتاج.. والنظام.. النظام.. ثورة في الشارع الذي لا تستطيع أن نسير فيه وقد امتلأ بالعشوائيات والبائعين والبائعات.. شارع احتله أصحاب المصالح يفعلون فيه وبه ما يحلو لهم.. يبيعونه.. يؤجرونه.. يسيطرون عليه.. انتشرت البلطجة.. وتجارة المخدرات.. والفوضي.. والفتونة. عشنا الكثير من المحن خلال العامين الماضيين.. ظروف اقتصادية رهيبة وصعبة وقاسية تمر بها مصرنا الحبيبة.. هربت استثمارات.. وألغييت في السياحة حجوزات.. وانخفضت من الاحتياطي الدولارات.. وفي محطات البنزين حدثت الأزمات.. وأنبوبة البوتاجاز اختفت.. فالبترول ومشتقاته لا يغطي الاحتياجات.. انتشرت الاحتجاجات.. والمطالبات.. والوقفات.. والأسعار نار وفي ارتفاعات.. والأمن في انفلات.. وفي الشوارع انتشرت العشوائيات.. وشاعت البطالة في كل الفئات.. وانتشرت الرشوة والمحسوبيات والمجاملات.. وزاد الصراخ والعويل والكلام الثوري.. والنجومية الوهمية في الفضائيات.. من أناس وقوي سياسية وثورية زائفة من مختلف التيارات.. هرولة وراء النجومية والأضواء الكاذبة والدولارات. إذا كانت مطالب الثوار العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. فالسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الكد والعمل.. فالعمل حرية وعزة وكرامة وعيش وعدالة.. درعاً واقياً من الذل والهوان والسبب لتعمير الأرض واستدامة النعم وتحقيق الذات وحفظ ماء الوجه.. والبطالة مهانة.. ومرض وعجز واستكانة وعبودية ومذلة.. ففي العمل صيانة لكرامتنا لهيبتنا.. والرقي بمكانتنا.. فهو قوام الحياة.. وسر السعادة.. وأساس الحضارة.. ولن تحقق ثورة 25 يناير أهدافها إلا بالعمل الدءوب.. والسعي المتواصل.. ورغم ذلك لم أسمع أحد يتحدث عن تنظيم مليونية للعمل والإنتاج.. لم أشاهد قناة تتحدث عن الوضع القادم.. الكل يسعي للاستفادة من الوضع القادم.. دون أن يضع رؤي للمستقبل.. وخطة عمل.. فرغوا أنفسهم للتسفيه.. والتشويه.. والتغرير.. والتعزير.. ملوحين بالتلميح والتصريح إنهم وكلاء عن الشعب المصري.. ومتحدثين باسمه. ألم يشعر هؤلاء المنفلتون بهواجس أبناء مصر.. وأن مواقفهم منهم تغيرت وتبدلت نتيجة ما يفعله البعض لتعطيل مسيرة العمل والإنتاج.. نعم.. تغيرت المواقف وتبدلت من التأييد إلي التنديد.. ألم تعلم تلك القلة المنفلتة أن قوة الدول تقاس بسواعد أبنائها وعطائهم.. ألم يدرك هؤلاء أن بالعمل نشعر برقينا وعزة أنفسنا.. وأنه مبعث تقدمنا.. وركيزة إيماننا وقوام حياتنا.. وبه نتجاوز همومنا.. وأن التقاعس ما هو إلا استنزاف لجهودنا وضياع مواردنا وأموالنا وشماتة أعدائنا وازدياد فقرنا وإثبات لعجزنا.. واعتمدنا علي غيرنا في مأكلنا وملبسنا ومشربنا.. ففرضوا علينا منهاج حياتنا.. وثقافة أولادنا.. وتسيير أمورنا.. وصدقت يا إلهي فيما قلت في كتابك الكريم: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعملون إنما يتذكر أولو الألباب" صدق الله العظيم